ذكرت قناة طيبة أن البرهان جدد التزام مجلس السيادة بدعم كافة المشاريع والبرامج الاجتماعية من ضمنها الزواج الجماعي بما يضمن التماسك الاجتماعي والحفاظ على شباب الولاية وتحصينهم. والحقيقة لم أعد أفهم شيئاً في هذا البلد الفوضوي، والذي يزيده العسكر فوضى. فأولاً ما هو مجلس السيادة هذا؟ ومن الذي جعله سيداً أساساً. عندما رفعنا طعننا الدستوري ضد الجيش إبان سقوط البشير، كنا نعلم أن سواقة القحاطة للشعب بالخلا ستوصلنا إلى هذا الهوان والبؤس. وعادت ريما لعادتها القديمة. استولى الجيش على السلطة، واخذوا يتبرعون لهذا وذاك من أموال الشعب المغلوب على أمره (لكنه يستاهل برضو). يستقطبون بملايين الدولارات التي لا تخص الجيش ولا يجوز له انفاقها إلا تحت رقابة برلمانية وقضائية وشعبية بعد سن قوانين ذات قواعد عامة مجردة، لكن الفوضوي يتعمد إغراق الدولة كلها في الفوضى والمزيد من الفوضى. إنني استغرب بشدة عندما يتبرع أو يدعم وزير من أموال الدولة أي جهة كانت وكأنما خزينة الحكومة هي خزينته، وذمة الدولة هي ذمته، فهو الدولة والدولة هو. إن مسألة الزواج وغيره من معالجات الأزمات الاجتماعية لا يتم بهذا الأسلوب العشوائي، بل من المفترض أن هذه المسائل من اختصاص وزارات بعينها وليس سواها. أريد أن افهم مثلاً: كيف سيتم منح الدعومات والتبرعات التي يقدمها البرهان أو حميدتي أو اي وزير؟ كيف يتم ذلك؟ كيف يتم تحديد جزء من الشعب سيتم منحه دون غيره؟ وكيف ستنتقل اموال الحكومة من خزنة البرهان لخزنة وزارة المالية ثم بنك السودان ثم خزنة الجهة الممنوحة؟ ومن يراقب تلك التنقلات المالية؟ وما هي معاييرها؟ وما هي شروطها؟ وهل هي مستردة ام لا؟ ومن أي فصل استقطعت من الميزانية العامة؟ وما هي صلاحيات البرهان أو الوزير أو غيره في منح هذه الأموال؟ ومن هو المؤهل للحصول عليها؟....الخ. نحن لا زلنا مثل أغلب الدول الافريقية الفوضوية، حيث يخرج وزير أو صاحب منصب ويدق صدره كغوريلات الغابة ويوزع العطايا لهذا وذاك؟ نحن شبه دولة بائسة، لا دستور ولا قانون يحددان الاختصاصات والسلطات، ولا مؤسسات رقابية سواء إدارية أم مالية أم قانونية.. رئيس مجلس السيادة هو الملك ويستخدم خزنة الدولة كما يستخدم دولاب مطبخه، فيخرج السكر والشاي ويصب في كوب هذا ملعقة وفي كوب آخر ملعقتين وفي ثالث لا شيء.. اللهم اخرجنا من هذا المرحاض يا رب.. أنا جاد جدا ورب الكعبة.. اللهم اخرجنا منها لا ضالين ولا مضلين، لا ظالمين ولا مظلومين، اللهم اخرجنا من هذه السباطة قبل أن تهلكنا رائحة العفونة التي لم تعد تطاق.. قادر يا كريم..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 12 2022