مقديشو الجاذبة! كتب خالد حسن يوسف

مقديشو الجاذبة! كتب خالد حسن يوسف


04-23-2022, 05:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1650688036&rn=0


Post: #1
Title: مقديشو الجاذبة! كتب خالد حسن يوسف
Author: خالد حسن يوسف
Date: 04-23-2022, 05:27 AM

04:27 AM April, 23 2022

سودانيز اون لاين
خالد حسن يوسف-الصومال
مكتبتى
رابط مختصر



سرة أهلي، حاضرة بلدي، يا حمر هل أنتي بسلام؟

عبر تلك الكلمات تغنى الفنان الصومالي محمود عبدلاهي زلفا بمدينة مقديشو في إحدى أغانيه التي قام بتاديتها في عقد الثمانينيات،قبل أن يعتزل الفن لصالح الهوس الديني!
مقديشو قديمة عمرا وبعض عمرانها يؤكد ذلك،تاريخ نشأتها غير محدد إلا أنه سبق القرن التاسع ميلادي،عرفت بمسميات عدة كمثال Serabion,Xamar,Mugadhishu،تحدث عنها العديد من المؤرخين والرحالة الذين مروا بها على مر القرون.

من ملامح مقديشو الراهنة يستشف ثلاثة مراحل رئيسية مرت بها المدينة الحديثة وليس القديمة، وهي أحياء حمر ويني،شنجاني، الطراز الايطالي،تعمير سياد بري،مباني إعادة التعمير، ولكل منها ميزاتها.
ولأسباب عديدة فإن مقديشو سياد بري هي الأكثر حضورا، ففي ظل حكمه تم إنشاء معظم أحياء مديريات وأحياء المدينة، وتنامى سكانها عددا، أداء جمهورية الصومال الديمقراطية عمرانيا هو الأكثر حضورا في ملامح المدينة.

مقديشو عرف عنها طابع المدنية في علاقاتها الاجتماعية والاندماج السكاني السلس لمكوناتها،والذين لم يكن تعدد انتمائهم يشكل بالنسبة لهم معضلة أو في سياق اهتمامتهم،فالعلاقات الشخصية،والجيرة،وروابط الزمالة في الدراسة والعمل،كانت تتقدم الرابط الإنتماء العرقي والجذور الجهوية التي قدم منها سكانها.
وبطبيعة الحال كان هناك من يلعب على وثر التمييز، أكان على مستوى ممثلي السلطة أو الطامحين السياسيين،إلا أن الطابع العام لحياة المدينة كان يتخطى ذلك باستمرار ولا يقف عند ذلك،لقد كان ذلك حاضرا حتى قبل استقلال الصومال الدولة في عام ١٩٦٠.

الآسيويين من هنود،فرس،عمانيين،يمنيين والايطاليين جميعهم تركوا بصماتهم اجتماعيا وثقافيا في مقديشو والكثير منهم ذابوا فيها،ولايمكن تصور مقديشو بمعزل عن هؤلاء، رغم أن بعضهم قد أتوا إليها غزاة، الا أنها لم تقبل أن تفقد ملامحها التي اراد الآخر أن يغيبها واحتفظت بتميزها وخصوصيتها.
كل هؤلاء تركوا في المدينة بصماتهم على المستوى الاجتماعي، فالمطبخ الصومالي وبعض طابع الغناء واللغة واللهجة والطبائع، امتزج مع تلك الملامح والخصائص ذات الصلة بالقادمين، وبمعنى أنهم أضافوا حضاريا الكثير للحاضرة الصومالية.
وبذلك تميزت عن باقي مدن الصومال، رغم أن هناك مدن أخرى اجتهدت لتشابه مقديشو،كمثال كيسمايو،براوة،مركا،بلدوين،إلا أنهم لم يبلغوا القدر الذي بلغته حاضرة الصومال المركزية.
أهالي مقديشو ينامون في بدايات المساء ويستقيظون مبكرا، يبدأون يومهم بسواك أسنانهم وتناول فطورهم المفضل Laxoox=Canjeero،ومن ثم يركضون نحو مصالحهم الأم تتجه نحو سوق الخضروات واللحوم،الأب في إتجه عمله.

أما الأبناء يتدافعون صوب مدارسهم والتي عادتا لا تبعد عن منازلهم،والصغار من الأطفال يتوجهون إلى مدارسهم القرآنية التقليدية البسيطة،لتعلم قراءة القرآن وتجويده وحفظه،وحرص الصوماليين على ذلك له أولوية لدى أولياء الأمور مقارنة مع الكثير من المسلمين!
وفي نهاية الظهر يتناولون غذائهم ومشروباتهم،وبعضهم يرتمون لأخذ قسط قيلولة تمثل من طبائع الأهالي في فترة إرتفاع الحرارة،وحين يستقيض النائمين منهم يتناولون كؤوس الشاي بالحليب، ويستحسن الرجال من كبار السن تناول ذلك في المقاهي العامة وتبادل أطراف الحديث عن الشأن العام مع بعضهم.

بينما حرص الشباب لذهاب إلى ساحات لعب كرة القدم في الأحياء أو ملاعب المدينة وفي مقدمتها استاد مقديشو، لمتابعة المباريات ما بين الفرق الرياضية، بينما توجه آخرين إلى حلقات المساجد لدراسة علوم الدين، في حين ان فئة اخرى عرف عنها القعود أمام المنازل وهم ممن تخلفوا عن القيلولة أو ممارسة الرياضة، وتبادلوا أطراف الحديث عن المدرسة، أخر الصرعات والفتيات.

وحرص الشباب اثناء العصر على إعداد ملابسهم وكان بعضهم يعمل على استعارتها من أصدقائه، وفي مسائهم يتوجهون نحو الأسواق العامة أو الملاهي الليلية، وعادتا ما كان يتم لقاء بين بعض الشباب والفتيات على خلفية الترفيه والصداقة فيما بينهم، أو بفعل ارتباط عاطفي، لقد كان تلك العلاقات بعض من اماني شباب ما قبل الصوملة.
أما النسوة فكن يقعدن امام واجهات منازلهن وتبادلن الاخبار ذات الطابع الاجتماعي، وعملن على مساعدة بعضهم وابنائهن بصور شتى.

مقديشو كانت بسيطة في علاقاتها وأساليب عيشها، ورغم أنها ضمت كم كبيرا من السكان إلا أن المدينة لم تشعرهم بكونهم عبئ عليها، والميزة التي حفظت المدينة كمنت في وجود نظام قادر على حفظ إيقاع الحياة.
اذ ظلت مدينة نظيفة ومنظمة، وشكلت مساحة الخضرة جزء من طقوس حياتها، لم تعرف القتل، الاختطاف والاغتصاب كظواهر اجتماعية والمظاهر المسلحة، ولأجل ذلك إنتهت كمدينة جاذبة حرص الكثير من الصوماليين للعيش فيها، لقد كانت عصية على الصوملة وذات تاريخ غني وما تقدم مجرد ملامح عابرة من سيرتها، كما تمثل مدينة التسامح والتي تستوعب القومية الصومالية، رغم تعرضها لتدعيات الصوملة.

خالد حسن يوسف


عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/22/2022



عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 04/22/2022



ناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/22/2022