السيسي السوداني ! كتب زهير السراج

السيسي السوداني ! كتب زهير السراج


04-21-2022, 03:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1650551305&rn=0


Post: #1
Title: السيسي السوداني ! كتب زهير السراج
Author: زهير السراج
Date: 04-21-2022, 03:28 PM

02:28 PM April, 21 2022

سودانيز اون لاين
زهير السراج -canada
مكتبتى
رابط مختصر



مناظير

* المبادرة الاخيرة التى اطلقها البرهان لحل ازمة البلاد (بالشروع فى اتخاذ اجراءات لاطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتخفيف حالة الطوارئ، واستعدادهم للتنحى عن السلطة وتسليمها للمدنيين فى حال حدوث توافق بين القوى السياسية)، ما هى الا خدعة لاستكمال حلقات المؤامرة واحكام قبضته على السلطة والسير فى نفس الطريق الذى سار فيه عبدالفتاح السيسي فى مصر بعد تعيينه وزيرا للدفاع وانقلابه على الذي عينه، ليصبح لاحقا رئيسا للجمهورية والحاكم بأمره فى مصر.

* الناظر لمسيرة عبدالفتاح البرهان يرى انها تكاد تتطابق مع مسيرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فالاثنان انقلبا على الذين اوصلوهما الى السلطة، فالسيسي انقلب على الاخوان المسلمين الذين جاءوا به وزيرا للدفاع، ثم على تحالف تمرد الذى ساعده فى الانقلاب على الاخوان المسلمين ووضع الجميع فى السجون، والبرهان انقلب على قوى اعلان الحرية والتغيير التى عقدت معه اتفاق شراكة وضعه على رئاسة المجلس السيادى فكان مصيرهم السجن. والاثنان قاما بفض اعتصام وقتلوا المئات، السيسي فض اعتصام رابعة ومنه اخذ البرهان الفكرة وفض اعتصام القيادة ولكن لم يحقق منه ما يريد!

* حتى قصة الحرب على الارهاب الذى كان حقيقة فى مصر، لم يفت على البرهان استغلالها كوسيلة لايهام الناس بوجود مهدد امنى والتمهيد للانقضاض على السلطة بدواعى حماية الامن، وعندما فشلت استغل محاولة الانقلاب الفاشلة التى قام بها بعض العسكريين، وقام بتضخيمها للهجوم على شركائه فى السلطة والانقلاب عليهم.

* وحاول قبل ذلك إختلاق قضية مركزية لحشد التاييد الشعبى له، فكانت حرب الفشقة، وكلنا نذكر وفود الاعلاميين والمطربين الذين جُيشوا الى شرق السودان فى مشاهد تذكرنا بتجييش الفنانين والمطربين المصريين الى الجبهة، ولو كان ذلك فى عصر سابق بكثير لعصر السيسى الذى لم يفت عليه ايضا توظيف الاعلاميين والفنانين لمؤازرته فى حربه ضد الارهاب كنوع من انواع الترويج وحشد الجماهير حول الحاكم ــ حسب الفهم القاصر للحكام فى منطقتنا ــ وليس بغرض رفع الروح المعنوية للجنود كما يحدث فى اماكن اخرى.

* من الواضح جدا ان عبدالفتاح البرهان ظل يحاول منذ تعيينه رئيسا للمجلس العسكرى المحلول نقل التجربة السيساوية الى السودان وذلك بوضع العقبات امام المفاوضات مع قوى الحرية والتغيير، ثم القيام بفض الاعتصام الذى كان وبالا عليه وحشَد الجماهير ضده، فاضطر الى توقيع اتفاق مع الحرية والتغيير والقبول بمشاركتهم له فى السلطة (بترتيب من الخارج)، ولكنه واصل رغم ذلك وضع العقبات امام شركائه بعد تعيينه رئيسا لمجلس السيادة بغرض إفشال الحكومة المدنية التى اختاروها، مستغلا صراعاتهم وتهافت بعضهم للمناصب وحسن نوايا رئيس الحكومة وضعف خبرته السياسية، والذى وضع فى ايدى العسكر الملفات المهمة مثل الاقتصاد ومفاوضات السلام فاستغلوها لصالحهم وانقلبوا عليه وعلى شركائهم بمساعدة الجبهة الثورية التى شاركت فى الحكم بعد توقيع اتفاق جوبا، وهو نفس المنهج الذي استخدمه السيسي فى الوصول الى السلطة باستغلال المدنيين ثم الاتقضاض عليهم بعد تحقيق الهدف.


* ويسعى البرهان منذ انقلابه المشؤوم استقطاب بعض الاسلاميين والحزبيين والفلول، مستغلا عداءهم للثورة وعشقهم للمناصب والمال للوقوف معه ومساعدته فى استكمال المسيرة السيساوية، الى ان ينقض عليهم فى الوقت المناسب، وهو امر من المحتم أن يحدث لو نجح فى مخططه الذى شرع فيه منذ تقلده رئاسة المجلس العسكرى المحلول!

* ولكن فات عليه ان السودان ليس مصر، وان البيئة السياسية والبنية الاجتماعية واحوال ومشاكل السودان تختلف بشكل كلى عن مصر، مما يجعل من الصعب ان لم يكن من المستحيل السير فى نفس الطريق الذى سار فيه السيسي وانتهى به حاكما بأمره فى مصر عبر انتخابات شكلية ومظهر مدنى ولكنه دكتاتورى عسكرى استخباراتى بشكل مطلق كما يعرف الجميع، وغدا باذن الله نتناول الاختلافات والصعوبات التى ستقف عقبة امام (سيسنة) البرهان!



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/21/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 04/21/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/21/2022