فتح الجيش جزءً من طريق القيادة العامة لأسر شهداء الاعتصام، ومنحهم منصة وشغل لهم المايكرفون ليعلنوا بأن من قتل أبناءهم ليس البرهان (قائد جيشهم) ورئيس مجلس السيادة وانما المغلوب على امره حميدتي. تركو الفيل ليطعنوا في ظل الفيل. ونحن مع القصاص للشهداء، ولكن ليس فقط شهداء أبناء الشمال، بل أيضاً ابناء الهامش، أبناء دارفور وجبال النوبة وغيرهم من نساء وأطفال وعجائز وشباب.. والذي قتلوا في عهد البشير. الذي اطلق سراحه بكذبة المستشفى، ولم تخرج اي مظاهرة في العاصمة الخرطوم تحتج على ذلك وتطالب بالقصاص لأولئك الشهداء. فهل دماء هؤلاء أغلى من اولئك. وهذا هو بعينه الكيل بعشرات المكاييل وهو المعهود والمعلوم منهم بالضرورة. خرج البشير، ونهنؤه على الخروج، فقد أخرجه أهله من أصحاب الشوكة.. (الله يعرس لينا منهم عشان نضمن الحماية).. وسوف يخرجون من تبقى من أولادهم، ثم يطلقون كلابهم للنباح في وجه الهامش ناعتين قياداته باللصوص والأرزقية، وهذه هي عدالتهم التي يطالبون بها حين يمسسهم القرح فقط، فهم إذا كالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، فويل لهم مما يمكرون، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. أليس من العيب أن هؤلاء الذين يقومون إلى المنابر كل يوم ويمسكون بالمايكرفونات وهم يترحمون على شهدائهم، اليس من العيب ان يصمتوا كل هذا الصمت على إطلاق سراح البشير وهو المتهم بقتل ابناء الهامش، وأليس من العيب أن يسمح البرهان لأهالي شهداء القيادة بالوقوف أمام القيادة والمطالبة برأس حميدتي ثم هو نفسه البرهان الذي يطلق سراح البشير عبر خدعة ما يسمى بالمستشفى. فما لهؤلاء القوم لا يتناهون عن المنكر من الفعل والقول، ولو من باب التقية، اي تقية استفزاز الإثنيات الأخرى في هذه الرقعة الارضية. وتراهم وقد أسعدهم سياحة البشير في المستشفى ولكنهم يصمتون وقلوبهم ترقص طرباً. ونحن أعلم بخائنة الأعين وما تخفي الصدور، فقد خبرناهم، من طول سنين. إنهم يقودون البلد إلى فتنة، والله لم يكتب لهم مسكة من عقل سليم. ولو كانوا يملكون ذرة من عقل، لما فعلوا فعلتهم التي فعلوها، أو كتموها فيما بينهم ولكن الله اراد ان يفضحهم ويكشف لأبناء الهامش ما كانوا يكتمون. إننا نطالب بإعادة البشير إلى السجن او تسليمه لشعوب دارفور لتحكم هي فيه، فإما قصاص أو منٌّ بلا اذى، ومن عفا وأصلح فاجره على الله. حتى الآن لم تفتح أي دعاوى جنائية ضد البشير على مقتل شهداء الهامش، ولم يتقدم محام واحد بتقديم بلاغ ضده، ولم تشكل لجنة كلجنة فض الاعتصام ولو كان رئيسها نبيل اديب. ولا نسمع لهم في قتلى دارفور وجبال النوبة وغيرهما ركزاً. إني أنصح هؤلاء القوم بأن يتمالكوا انفسهم وأن يستعينوا بعقولهم، ويتدبروا امر ما يفعلون، فهم كل يوم يفقأون أعينهم باصابعهم، ويثيرون الفوضى بتصرفات لا تجر علينا إلا المصائب والفتن وهم لا يرجعون.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/20/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة