الفشل الفشل الفشل، يمكننا أن نختصر كل ما يمكن قوله بهذه الكلمة الواحدة وتكرارها بملل. فمنذ انقلاب البرهان، لم نشهد أي تقدم ولو طفيف في واقعنا كمواطنين بؤساء. الدولار اقتحم الستمائة جنيه، ايجارات المنازل تتضاعف، والبنزين يتضاعف لعشرة أضعاف، الطعام والشراب أصبح عزيزا وصعب المنال للفرد ناهيك عن الأسرة المكونة من ثلاثة اشخاص. أغلب الأسر متوسطة الحال غادرت إلى مصر. والأخطر انه لا شيء في الأفق، لا شيء أبداً ولا حتى مجرد أمل في انصلاح الحال. اما لو تحدثنا عن مرتبات موظفي الحكومة فسنشاهد كوميديا جنائزية، تخيل أن ماهية الشرطي لا تتجاوز خمسة عشر ألف جنيه، والضابط ثلاثين ألف، في حين أن طلب الفول وصل السبعمائة جنيه. وحكم البرهان في التوهان. لم نعرف ماذا يفعل ولا إن كان يفعل شيئاً أم لا، إنه يكرر مشهد حمدوك ومشهد البشير في السنوات الأخيرة قبل السقوط. تبدو المسألة كما لو كانت تأديباً للشعب. ولكن على ماذا؟ ما الذي فعله الشعب ليتم تأديبه بكل هذه القسوة. عمليات قتل هنا وهناك، نهب مسلح في وضح النهار في الخرطوم فكيف الحال في دارفور والنيل الازرق؟ تفلتات أمنية، المواصلات كلها من أهل الهامش الذين لا يجدون قوت يومهم، والعطالة والبطالة في الأسواق، سوق السيارات انضرب، سوق العقارات مغمى عليه، والحال لا يسر عدو ولا صديق. ولا نسمع صوتاً للبرهان.. أين ذهب البرهان؟ أين اختفى؟ الوحيد الذي يتحدث هو حميدتي، ومع ذلك يتعرض لهجوم ممنهج، أما البرهان فهو في برجه العاجي، لا نعرف ماذا يفعل؟ لقد برر انقلابه على أساس التصحيح؟ فأين هذا التصحيح؟ هل بدأ أم لم يبدأ أم متى سيبدأ إن لم يكن قد بدأ؟ نحن كمواطنين غلابة في حالة يرثى لها. حتى التماسيح في حالة يرثى لها، فالبلد معطلة تماماً... الناس يأكلون من أسنامهم، النقود مجرد حبر على ورق.. لذلك من الأفضل للبرهان أن يعلن إفلاس السودان على الملأ.. فعلى الأقل ستكون هناك خيارات جديدة من قبل المجتمع الدولي. أما هذا الصمت المطبق فلا معنى له.. إذا عجز حمدوك وعجز البشير من قبله والبرهان من بعده، فمن الأفضل أن نطلب من بريطانيا اعادة استعمارنا من جديد كما فعلت قبل أن يكون السودان دولة، أو بالأصح قبل أن يصبح شبه دولة. لكن الواقع مرير جداً، والعسكر نائمون في الكندشة يتدثرون بنياشينهم الذهبية..التي لو باعوها وزرعوا بها فداناً من القطن لكان أفيد للبلد. إن كنت فاشلاً وغير قادر على إدارة الدولة.. ما عليك سوى أن تعترف بالفشل، ليأتي حلاق آخر ويجرب فينا الحلاقة.. على الأقل سيكون لدينا أمل في أن ينجح.. أما الآن فنحن في ورطة ال################ المطلق.. ربنا يخارجنا بس..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/15/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة