من خلال البحوث والدراسات التاريخية والاجتماعية وما أكده زوار المنطقة من الدبلوماسيين والزوار والدارسين والتجار كانت تلك الإفادات شهادة الصدق في درجة الرقي التي وصلت اليها سكان وادي النيل والشاهد ان الأخوة السودانيين والإثيوبيين وشعوب شرق تشاد الذين يعيشون في الدول الغربية او شرق الأوسط من السهل جداً ان تجد ما يميز هؤلاء من بين الشعوب الاخري بمن فيهم الشعوب الأصلية لهذه الدول حول كل أشكال و درجة الرقي واقصد درجة الرقي الانسان في نفسه وليس التقدم التكنولوجي والقدرات المادية فالمقياس هنا الإنساني والاخلاقي فان الشعوب وادي النيل ليس فقط ما يقوم به الآخرون من درجات التقييم بل هم انفسهم يشعرون بتفوقهم حضاريا من الشعوب الغربية والأوسطية وينعكس ذلك بالوضوح في علاقاتهم الاجتماعية وطريقة معاملاتهم مع بعضهم البعض وكذلك مع الآخرين ولكن التي لم تذكر كصفة سالبة في هذه الحضارة تأثير أنظمة الحكم المستبدة علي شعوب المنطقة ابتداءا من دور الفراعنة وملوك الإحباش والكره في غرب السودان وملوك والسلاطين للممالك الاسلامية لاحقا حيث صار السلوك الدكتاتوري تاثيرا كبيرا في المنطقة الي درجة التي أصبحت ثقافة لكل شعوب المنطقة ليس فقط في سلوك وأنماط الحكم بل حتي في القضايا المماثلة لها في أوجه التمسك وعدم التخلي طوعا تشبث حول كل شيء تم امتلاكه او حيازته سواء ماديا كانت او معنويا و بشكل او اخر ابتداءا من سطوة الرجل علي زوجته وأبنائه بدكتوتارية مطلقة وعلي الجوانب الاخري الطاعة المطلقة بذات المقدار وان حكومات دول المنطقة ما هي الا مرحلة متقدمة من هذا السلوك وإذا تم التدقيق كيف ان يحاول الفنان ان يغني طول حياته ولا يفصل بينهما الا الموت مع انه يعلم ذلك من الاستحالة ولاعب كرة الا يتم الاستغناء عنه ويظل التاجر ان يبقي في متجره طول حياته وهذه الثقافة تغنيه من البحث عن التطور والمكان الافضل وأي موظف في مكتبه ما يبحث عنه حدود سلطته بل يمارسها الي الحد الذي يستصدم بالسلطة التي اعلي من سلطته وبل فهم الوظيفة في بلادنا سلطان لكل من احتاج القدوم اليه والشرطي لا يفهم ان وظيفته حفظ الأمن وقبض الجناه وتقديهم للعدالة بدلا من ذلك لابد من إظهار سلطته وعقاب المجرم في التحري او عندالقبض عليه قبل ان يصل الي وجهه العدالة بالضرب والركل والشتم ويتم كل ذلك امام الجميع وكل ذلك بموجب ثقافة المجتمع يرون ان هذا النوع من الدكتاتورية مباحة ولذلك تفسر بنود القوانين حتي تلك التي بمقاييس العالمية علي ضوء المساحة المسموح به في ثقافتنا لان المجرم لو اشتكي للقاضي بان الشرطة اعتدوا عليه بالضرب فمن النادر جداً تجد قضاه يتوقفون في هذا الامر بشكل جدي لان القاضي نفسه يمنح لنفسه مساحة كبيرة للدكتاتورية كيف شاهدنا بام اعيننا في دول الغرب ان القاضاة يفصلون بين المتخاصمين كلهم يضحكون ويقولون المزحة والنكتة وجلسة المحكمة كما لو انها وركن النقاش حتي الذي يقاطع القاضي في حديثه يطلب منه انتظار حتي إكمال حديثه بنبره عاديه ليس كالذي يحدث في محاكم منطقتنا فان مجرد تحدث قبل ان يسمح القاضي او التجاوز بكلمة بعد طلب السكوت حده الجلد او السجن اقلاه الشتم بالفاظ نابية اما الحضور لا احد يستطيع حتي الضحك 'ولا علي القحة التي تاتي تلقائيا. فان الدكتاتورية في حضارة وادي النيل فهم عام ومتجذر ونتج عن ذلك خوف الناس من السلطة بشكل مطلق مهما كان حجم او حدود هذه السلطة فالرجل كبير في السن عندما يدخل مكتب اصغر موظف ولد في سن احد احفاده مع ذلك يشعر بالرهبة والخوف وهده الأحاسيس بدرجات مختلفة في السودان حيث المناطق التي نشأت فيها السلطنات الدكتاتورية القوية مثل دارفور تزداد درجات الخوف من السلطة وهي المساحة التي تنمو فيها الدكتاتورية بكل اشكالها بل هم انفسهم يتقبلون كل سلوك الدكتاتور باعتبار ذلك جزء من ثقافتهم وهم يمارسونها في حدود كل بمقدار ما استطاع التسلط علي الاخر - [ ] فان احترام السلطة او بالاحري خوف من السلطة نعم تعني الجانب الإيجابي من الحضارة فان احترام القانون والنظام وهو رغبة كل سلطة بالضرورة بغض النظر عن درجة دكتاتوريتها هيً درجة من درجات الرقي ولكن الجانب السلبي فيه يعمل ايضا علي تنمية الدكتاتورية وما بصددها الان ايضا حصاد حضارة التي بتنا نفخر بها.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/15/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة