العلاقات السودانية الاسرائيلية وغياب السلطة التشريعية

العلاقات السودانية الاسرائيلية وغياب السلطة التشريعية


02-10-2022, 02:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1644499736&rn=0


Post: #1
Title: العلاقات السودانية الاسرائيلية وغياب السلطة التشريعية
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 02-10-2022, 02:28 PM

01:28 PM February, 10 2022

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر




رحلة الدولة السودانية من مؤتمر اللاءات الثلاث في ستينيات المئوية الفائتة، الى مشروع التطبيع الكامل مع دولة اسرائيل، هي رحلة طويلة من المشقة والهتاف القومي العروبي الرافض لاحتلال الاراضي الفلسطينية، هذا الموقف الممانع كان ديدن كل الحكومات السودانية المتعاقبة يمينها ويسارها، باعتبار أن منطلقات احزاب اليمين واليسار السوداني ايديلوجية بالأساس، وجاءت من مراكز الاشعاع الفكري والثقافي بالمنطقة العربية – القاهرة – بغداد – دمشق، ومازال رموز هذه التيارات الايدلوجية والدينية يستحون من الهرولة والتهافت الذي ابتدره الدكتاتور الاسلامي عمر البشير، وسار على دربه تلامذته النجباء الذين لم يحيدوا عن الطريق قيد أنملة، على الرغم من جنوح بعض كبار رموز الحركة العروبية التحررية عن طريق المقاومة، من امثال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات الذي دفع حياته ثمناً لذلك، ومن ثم سلك طريق السلام العربي - الاسرائيلي من بعده الملك حسين وآخرين، حتى وصل القطار الى محطة الدخول في المظلة الابراهيمية الكبرى.
القرار السوداني المتعلق بالتطبيع مع دولة الكيان الاسرائيلي، في هذه المرحلة الانتقالية المؤقتة التي غاب فيها برلمان الثورة، اثار حفيظة كثير من الكيانات السياسية المؤدلجة والطرق الدينية - الصوفية والسلفية، بل حتى أخرج رجل الشارع التلقائي من صمته وحيرته، رغم الربط الذي يقوم به دعاة التطبيع لخطوتهم هذه بالانفراجة الاقتصادية والمعيشية الموعودة، خاصةً وأن الناس قد ملّوا الشحن الزائد بالمشاعر الدينية الموجهة لنصرة المسجد الأٌقصى، الشحن الذي مارسه النظام الاسلامي البائد بقياده الجنرال والدكتاتور البارز عمر البشير، لقد سئم الشعب السوداني تكرار الهتاف والتظاهر من أجل غزّة وأريحة واصبح شغله الشاغل لقمة العيش، التي لا يكترث في سبيل الحصول عليها لدين وديدن من يوفرها له سواء كان يهودياً أو بوذياً، لذلك تجد المتمسكين بشرط اجازة قرار التطبيع عبر البرلمان هم قادة الكيانات السياسية المؤدلجة وبعض شيوخ الطرق والمذاهب الدينية، هذا مع التأكيد على الحق الشرعي والقانوني والدستوري في وجوب صدور القرار من داخل دهاليز المجلس التشريعي الذي لم يؤسس بعد.
منذ سقوط الدكتاتور شابت المشهد السياسي حالة من الانتهازية، وظهر السلوك التكالبي والهرولة والاستعجال فغطّى كل مناحي اجهزة السلطة، ولكأنما الهدف الأسمى لهذه التحالفات والكيانات والاحزاب والحركات والتنظيمات، هو الوصول للكرسي دون السعي نحو الاصلاح، فعملت المجموعات العسكرية والمدنية والحركية المسيطرة، على الدخول في حسم ملفات العلاقات الدولية والاقليمية قبل تكوين المجلس التشريعي، وذلك لأشياء كثيرة في نفوس ابطال الحالة الانتهازية والتكالبية هذه، أرادوا فرض أمر واقع حول القضايا المصيرية التي لا يصلح أن يبت في شأنها حزب أو جماعة، وهذا الجنين المولود من رحم الانتهازية لا محال مشوّه وفاقد للمتانة وقوة العظم، وبلا شك سيتعثر كثيراً في مقبل السنوات وسيحدّث الناس عن نفسه بأنه جاء نتيجة لعجلة الشيطان ولعدم التروي، قُطر مثل السودان كل ركن من اركانه يشكل فسيفساء جغرافية متنوعة واثنية متعددة معبّرة عن دولة بحد ذاتها، لا يجوز أن يبت في شؤونه المصيرية بضعة أشخاص أتت بهم الطواريء.
هنالك منهاج حديث الابتكار لادارة الشأن العام اطلق عليه احد رموز الحكم الانتقالي (الأتفاق تحت الطاولة)، يبدو أن هذا المنهاج يمثل رؤية متفق عليها فيما بين رموز الانتقال للمضي قدماً في استكمال بناء هياكل الدولة، فخبر زيارة الوفد السوداني لدولة اسرائيل غطّاه اعلام تل ابيب، واصبح مصدراً للخبر الذي جعل الصحف السودانية تهرول الى وكالة انباء الدولة العبرية، كيف يكون حال البلاد تحت ظلام هذا التكتم الذي احاط بحركة الوفود الحكومية الساعية لحلحلة معضلات القضايا المصيرية؟، ما هو المستقبل الذي ينتظر الوطن الذي لا يشترك ابناؤه وبناته في صنع قراره المصيري؟، هل تلقى الشعوب السودانية ذات المصير الذي لقيه الشعب الفلسطيني من تشرد ونزوح ولجوء واغتصاب للأرض؟، أم أن الحصافة واللباقة والدراية والحكمة الضامنة لأمن الناس وتأمين مصيرهم لا خوف عليها ورجال الدولة ينتهجون نهج الاتفاقيات السريّة المنعقدة تحت الطاولة؟.

اسماعيل عبد الله
[email protected]
10 فبراير 2022

عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/10/2022


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 02/10/2022


عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/10/2022