لا زلنا نتذيل المنتخب السوداني مجموعته في تصفيات بطولة الامم الافريقية كالعادة ، وهناك العديد من المنتخبات اظهرت بسالة وتميز ، واصبح يعمل لها الف حساب. هكذا قال الخبر ، وفعلا تذيلنا المجموعة وتذيلنا الامم في كافة المحافل ، واصبح اسمنا لايرد في الاخبار الا بخبر سلبي ، مثل ازمة الخبز او انقطاع التيار الكهربائي أو ازمة المواصلات . وتوصلت النكبات والازمات ، وصرنا نسير إلى الخلف يوميا بصورة سريعة لا تتوقف ، ولا غيرة أو احساس بالمسؤولية . ولم يستقيل مسؤول بسبب الهزيمة الثانية أو يتم اعفاء المدرب أو حتى نسمع اعتذار من لاعبينا الذين لم يستطيعوا الدفاع عن سمعتنا.
ونشاهد اللاعبين يبكون ويعبرون عن ألمهم بسبب الهزيمة أو الاخفاق ، لكن جماعتنا يخرجون كأنهم شيئا لم يكن ابدا، وحتى رئيس الاتحاد او اي من الاعضاء يخرج في وسائل الاعلام معتذرا عما سببه لنا من حزن ومعاناة وفقع مرارتنا، وفي نهائي ليبراتادوريس بين ناديي ريفربيليت وبوكا جونيور الارجنتينيين ، اصيب احد اللاعبين ولم يستطع مواصلة اللعب ، وفقد رأينا جميعا هذا المشهد المؤثر كيف أن هذا اللاعب ضرب الارض وغضب لأنه لم يستطع ان يكمل المباراة ، منتهى الغيرة وحب الشعار الذي يلعب له.. ومأساتنا الكروية بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة ، ولكن لم يقم احدا سواء في اتحاد الكرة او الاندية أو وزارة الرياضة او حتى الحكومة بالعمل على حلها ، وعلى الرغم من ان ذلك لايحتاج الكثير ، مع القليل من التنظيم وتضافر الجهود. بتنظيم المسابقات واقامة بطولات المراحل السنية والدورات المدرسية التي بلا شك ستفرز الكثير من المواهب التي يمكنها ان ترفد الاندية والمنتخبات بالكثير من اللاعبين بالاضافة إلى التصدير للخارج.
وقد شاهدنا الكثير من الدول التي لم يكن لها شأنا في كرة القدم منذ وقت قصير ، اليوم تقف في وجه المنتخبات الرائدة في القارة الافريقية ، وكذلك هناك دول لا يتعدى سكانها المليون نسمة استطاعت ان تقارع الكبار. وتقتنص النقاط منهم سواء بالفوز او التعادل. والمسألة ليست مسألة غنى أو فقر ، انما المسألة مسألة تنظيم ، واحساس بالمسؤولية. واذكر في احدي المباريات عندما خسر المنتخب المصري في الدور نصف النهائي لبطولة العالم للشباب او الناشئين ان لم تخني الذاكرة امام احد المنتخبات العالمية الكبرى ، خرج احد اللاعبين باكيا وقال عبارة لن انساها ابدا ( نحن قصرنا وسنتأهل الضرب " بالجزم" عدم المؤاخذة) . ونحن لاعبونا يستأهلون الضرب بالجزم واكثر من ذلك وحتى الاداريين الذين يجازفون بأندية ومنتخبات غير جاهزة تلعب باسم السودان يستأهلون الضرب بالجزم.
والامر يتعدى ذلك لمشاركات كثيرة باسم السودان يذهب اناس غير اكفاء ويسيئون لاسم السودان العظيم ، الذي كان رائدا لافريقيا والشرق الاوسط في امور كثيرة. وكل ذلك بسبب الفساد والمحسوبية ، حتى عندما تشكل البعثات الرياضية والثقافية يذهب فيها مجموعة من المحسوبين وغير المؤهلين , وهناك نكتة عندما اقيم مهرجان الاغنية العربية للشباب . ذهب احد الفنانين المحسوبين على المؤتمر الوطني وهو قد تجاوز سن الشباب بكثير . وكذلك بطولة جيم لكرة القدم التي فازت بها احدى مدارس مدني . واتت بالكاس والهدايا المالية . ارسل في العام التالي ابناء المسؤولين الذي خذلونا وحصلوا منتخباتنا وخسروا بالعشرة واكثر. ولم يجلبوا سوى الفضيحة.
والمنظومة الفاسدة لن تلد الا فسادا وفضائح وهزائم ، واستمرار الفساد يعني استمرار الفشل ، واستمرار المعاناة ، وانقطاع المياه والتيار الكهربائي ، واستمرا ازمة الوقود والخبز والمواصلات ، وتدهور التعليم والصحة ، واستمرار ازمة السيولة ، وتدني الخدمات والضنك والمعاناة في كل شيء. واستمرار دعم الدعم السريع لكي يقضي على عزيمتنا ، وجلب المرتزقة لقتلنا من حر مالنا، والتضييق علينا في معيشتنا . لن تكون هناك كرة ولا فن ولا رياضة ولا ثقافة. ونسأل الله السلامة.
عندما نتذكر إن استاد الخرطوم استضاف النسخة الاولى للامم الافريقية ، ولما اتذكر ان الدكتور عبدالحليم محمد رئيس اتحاد الكرة السوداني هو صاحب فكرة بطولة الامم الافريقية ، وان هذه البطولة التي اصبحنا ننبهر بمشاهدة دول لايزيد عدد سكانها عن مليون نسمة تبدع وتفرخ المواهب للاندية الاوروبية الكبرى ، ونحن نبحث عن لاعبين حتى نستطيع ايقاف هذه الدول من ان تفوز علينا 5/ صفر . وحتى اصبحت خمسة ماركتنا. وعندما نتذكر ان اتحاد الكرة الجزائري اقرض الدولة 7 مليار دولار ، واشاهد الذي يجلس على هرم الكرة السودان عاجز عن توفير حتى ملاعب مقبولة تقام فيها مباريات منتخباتنا وانديتنا ، وتكفينا شر التسول للدول الاخرى لتسمح لنا باقامة مبارياتنا لديها، وان تكلفة التذاكر والانتقال لكل مباراة كان من الممكن أن توفر الصيانة لهذه الملاعب .
يجب ان تقوم نفرة من الثوار لصيانة هذه الملاعب حتى تصبح لائقة لاقامة المباريات الدولية في اسرع وقت ممكن ، بالاضافة إلى فتح الملاعب امام العائلات لحضور جميع افراد المجتمع رجالا ونساء لمشاهدة المباريات ، وان ذلك بلاشك سيزيد المداخيل واعادة امجاد الكرة السودانية.
ونحن نشعر بالخجل مما حدث ويحدث لنا ولمنتخبنا ونتدارى خجلا عندما يتحدثون عن الكرة والرياضة عموما ، شاهدنا مباريات المنتخبات الأخرى وكيف يوقف الشباب بكل رجولة وغيرة على القميص الذي يرتدونه ، إلى متى نحن نظل (طيش الدفعة) ونحن من اسسنا هذه البطولة والتي انطلقت نسختها الاولى بالخرطوم.
الم تشعرون بالخزي والعار وانتم تقفون على هذا القطاع سنوات طويلة والنتيجة صفر كبير ، ولن نرضى بشماعة الامكانيات , لماذا لم نقم بتعيين كفاءات تقوم بتسيير الاتحاد بكفاءة واقتدار وتحقق المراد.
وقد شاهدنا مبارياتنا ومستوى انديتنا ومنتخباتنا كيف كان مخجلا. ونسمع الكثير من الاسئلة لماذا اصبحتم هكذا. وهم لايدرون من السبب ، والسبب هو كما يقول الخبراء ، اذا اردت أن تحكم على شيء بالفناء والتدهور ضع على قمة الهرم اناسا غير مؤهلين ، وادعياء. وحتى الذين اصبحوا يحملون الدكتوراه نرأف على حالهم من هذه الشهادات التي منحت لهم دون وجه حق .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/25/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة