Post: #1
Title: إعدام مغتصبي الأطفال وسجن المتحرشين بهم
Author: أمل الكردفاني
Date: 12-03-2021, 02:36 PM
01:36 PM December, 03 2021 سودانيز اون لاين أمل الكردفاني-القاهرة-مصر مكتبتى رابط مختصر
في السودان؛ تعاني المدارس الحكومية على وجه الخصوص، من التحرشات الجنسية التي تقع من الطلاب على زملائهم، أو من الأساتذة على التلاميذ، خاصة في مراحل الضعف الجسدي والنفسي أي المرحلة الابتدائية. وذلك لعدة أسباب منها؛ أن مجتمع المدارس الحكومية هو مجتمع الفقراء، إذ يميل أصحاب المال إلى إدخال أطفالهم إلى المدارس الخاصة المحترمة وذات البيئة النظيفة. أيضاً، يكون اختيار الأساتذة بدون فحص نفسي وصحي من قبل وزارة التربية والتعليم، وأغلب الاساتذة في المدارس الحكومية هم رجال عانوا من الفقر المدقع والبيئة المتسلطة من خلال ثقافة الفقر. كذلك لا تتمتع المدارس الحكومية بتصميم بيئي يجعل الطفل تحت الملاحظة والمراقبة، وبالتالي الحماية المجتمعية أو الإدارية. فهناك فصول دراسية متباعدة، أو لا توجد كاميرات مراقبة داخل الفصول أو داخل مكاتب المدرسين. والأهم أيضاً أنه لا يتم توزيع الأطفال داخل الفصول بحسب البنية الجسمانية، فيمكن أن يوجد أطفال بالغون مع أطفال غير بالغين. فضلاً عن اجتماع أطفال الطبقات المسحوقة بتكوينهم النفسي العنيف والهمجي مع أبناء الطبقة الوسطى، وبالتالي يتم نقل تلك الثقافة عبر التواصل، مثل اللغة المنحطة، والسلوكيات العنيفة، والجنس بتصوراته المختلفة، مع ملاحظة أن عدم اكتمال وعي الطفل يجعله سريع التأثر بالتهديد أو الابتزاز وبالتالي القبول بالخضوع لمطالب المتحرش. هذا الأمر ظل مستفحلاً في السودان، ولكنه واقع عالمي أيضاً، فقد نقلت قناة الحرة تنامي ظاهرة التحرش الجنسي في المدارس المغربية، أما في الولايات المتحدة فارتفعت حالات الانتحار إثر التحرش الجنسي في المدارس. أتذكر انني التقيت بشاب مصاب بتهتك نفسي خطير، وقد حكى لي عن تعرضه للتحرش الجنسي في المدرسة مما جعله انساناً مصابا برعب مزمن رغم تجاوزه للعشرين من العمر، ثم اختفى من على الفيس بوك، واعتقد بانه قد انتحر. أخبرني هذا الشاب بأن والديه كانا يصران على إعادته للمدرسة كلما هرب منها ورفضا الاستماع إلى شكواه. ومن هنا يجدر بنا أن ننبه الآباء والأمهات إلى ضرورة مراقبة سلوكيات الأطفال وملاحظة التغيرات النفسية والتاكد من أن رفضهم الذهاب للمدرسة ليس ناتجاً عن الرعب من التحرش الجنسي. عقوبة التحرش الجنسي في المغرب ضعيفة جداً فهي تتراوح بين السجن لسنتين وخمس سنوات كما نقلت قناة الحرة. أما في السودان سنجد أن قانون الطفل قد عاقب على اغتصاب الطفل بالإعدام أو السجن لمدة عشرين سنة مع الغرامة. وأما التحرش فعاقب عليه بالسجن مدة لا تجاوز خمس عشرة سنة والغرامة. مع ملاحظة أن السجن في الاغتصاب عقوبة بديلة بدون حد أدنى ولا أقصى، فإذا أفلت الجاني من الإعدام عوقب فوراً بالسجن مدة عشرين سنة. أما التحرش فعقوبته يمكن أن تكون يوماً واحداً وحتى خمس عشرة سنة. وهذا خلل كبير. إذ يجب تحديد حد أدنى لا يمكن تجاوزه كما لو كان النص بأن تكون العقوبة خمس سنوات أو خمس عشرة سنة. كما لم يحدد قانون الطفل معايير التفريد العقابي، لا فيما يتعلق بالإغتصاب ولا ما يتعلق بالتحرش، مما يجعله خاضعاً لتقدير سلطة قاضي الموضوع تحت رقابة محكمة النقض. والأفضل من كل هذا، هو إعادة صياغة البيئة المدرسية وبيئة الطفل عموماً بحيث تكون بيئة آمنة، كإجراء عمليات فحص نفسي للمدرسين، وقياس أحجام الاطفال وميولهم، وتوزيعهم على حسب التكوين الثقافي والتكوين الجسماني، ووضع كاميرات داخل الفصول ومكاتب المدرسين، وإنشاء مكاتب اختصاصيين نفسيين في كل مدرسة، ومراقبة محيط المدارس، وتصميم المدارس هندسياً بحيث لا تتجاوز الفصول عدداً محدداً من التلاميذ، وأن يتم تصميم مكاتب المدرسين بحيث تكون مفتوحة على بعضها البعض، وبجدران زجاجية شفافة وغير ذلك من ادوات التصميم الهندسي الجنائي وهو علم له أصوله وفنياته ومناهجه، وتحديد فترة زمنية لا يجوز للأستاذ الانفراد بها مع الطفل في مكان واحد بمعزل عن المراقبة، كما في القانون الأمريكي، وحظر أي علاقة عاطفية بين الأساتذة والإداريين والتلاميذ القصر سواء داخل أو خارج المدرسة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/03/2021
عناوين المواضيع المنبر العامبسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/03/202
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/03/2021
|
|