و هل تُقاد الشعوب ببركات الموز و تصريحات منابر "الشو"؟! *
حميدتي يُمارس "مهارات" أستاذه البشير في "فرتقة" الأحزاب و الحركات و شق صفوفها؛ هو يعلم أنه يملك "ذهب السودان" و جيشاً خاصاً به و مسألة أن يحكم دولة كالسودان لم تكُ على باله و لا في خاطره يوماً بل جاءته على طبق من دماء شهداء الثورة فهو لم يحدث نفسه يوماً بذلك قبلها فكيف إن تعلَّق كالطفل بها؟! مضيعة للزمن و الجهد أن يتفاوض المدنيّون مع البرهان على حكاية الشراكة و الوثيقة و الحكومة فعبدالفتاح موظَّف "ميري" في الدولة مصيره الإحالة إلى "المعاش" مباشرة إن تنازل طوعاً أو كرهاً عن منصبه و مجلسه. البرهان أول من يعلم بسوء منقلبه و مصيره و معه الكباشي. هما في واقع الحال "يحسدون" حميدتي و يتمنون لو كانت لهما من القوات و الذهب مثله.
*
إذاً الواقع أن من يحكم السودان و يتلاعب به هو من "يقفون" خلف حميدتي و "يوسوسون" يخططون له. الواقع أعلاه نفسه من دفع بعض قادة الحركات المسلحة للإستماتة في الحفاظ على "مكتسباتهم" هم أولاً و أخراً في ظل ضعف البرهان و "تشتت" حاضنة مدنّي السلطة بينما حافظ البعض من بعيدي النظر و صادقي البصيرة على تنفيذ منظومة الترتيبات الأمنية و تسريع تنفيذ دمج قواتهم في الجيش حفاظاً على مكتسبات السلام فالشعب فالدولة. فهم جميعاً لا يثقون في حميدتي العدو الثاني بعد البشير لهم. *
عندما "عُزِلَ" مبارك في مصر بأمر الجيش في خطاب "تنحي" أذاعه نائبه و إستلم مجلس المشير طنطاوي العسكري الحكم مُنظِّماً في نهاية فترته لإنتخابات صعد الإخوان بها إلى السلطة ماذا حدث لطنطاوي مباشرة بعدها؟! عُزل. البرهان رغم الفرق الكبير بينه و طنطاوي يعلم المصير هذا إذا سلَّم حسب الوثيقة التي أمضى عليها السلطة لمُمثِّلي الشعب. بل و يعلم أنه حتى إن "سُمِحَ" له و تنازل المدنيّون له بالإستمرار في منصبه للفترة الثانية و نظمَّ هو الإنتخابات فمن سيأتون سيُحيلونه للمعاش و الأعظم إلى المحاكمة. فسيك سيك معلق فيك. فما يفعله سعادة عبدالفتاح هذه الأيام و قبلها أمر متوقع يُعذر عليه فهو من قبيل "الفرفرة". *
الدولة تُعرف و تتجلَّى في "كاريزما" القيادات التي تتزعمها و تُمثِّل الشعوب فيها ؛ و عندما يتجلى للشعب أن من يحكمونهم و يتحكَّمون في حياتهم مُجرَّد أفراد و مجموعات من "الأرجوزات" و المهرجين عندها فعلى الدولة السلام. إنصافاً و منذ الثورة و حتى اليوم من تميَّز كرجل دولة سواء من المدنيين أو الشركاء أو العسكر؟!
و سلام يا صاحبي
محمد حسن مصطفى
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/24/2021