مع تباشير هذا الصباح ، الحادي والعشرين من اكتوبر، وساعاته القادمة، تعود الي الذاكرة الجمعية لأحرار السودان وتنتعش...وتتفتح زهور الحرية ويشتم أريجها وينتشر في كل مكان، وتعود عصافير وقماري الفريق الي اوكارها فرحة ، منتشية، طربة ويشتد أزيز صفيرها متنقلا بين السهول والوديان. عندها تنتفض الضحايا وتنتزع بقايا قيدها وتغادر بيوت أشباحها وتغلق أبواب سجنها وتطارد جلاديها أينما وجدوا. في الحادي والعشرين من أكتوير، تعود ذكري ثورة أكتوبر الشعبية الكبري هذه المرة، وقد جثم علي صدر الأمة جسد غريب...مناع للخير معتد مريب .. ولازال في ضلاله البعيد ويحلم بالعودة وماضيه البغيض. ورغم قساوة الواقع المرير الذي خلفه ذلك الجسم المريب ، فقد أعطي لذكري أكتوبر، هذه المرة،دون أن يدري،طعمها ومذاقها الفريد، وبث في الجماهير روح الثورة وأوقد شعلة الكفاح والإقدام، فأحيا بذلك ذكري الثورتين وضحاياها وثأرهم الذي لن ينسونه أبدا. مع تباشير هذا الصباح، وساعاته القادمة ...تتجمع وترتفع رايات الثوار وتبرز صدورهم العارية واكفهم البيضاء وتلتهب الحناجر وهم يشقون طريقهم ، الذي يعرفونه، نحو المجد و الخلود ويعيدون الشعب السوداني حقه المسلوب في العزة والكرامة التي يريدها. احتفالات أكتوبر، واحد وعشرين، هذه المرة، هي تجديد بذكري ثورة قد مضت،وانعاش ثورة لازالت تنتفض ولن يخبؤ نورها أبدا، بإذن الله، وبايمان ثوارها ، فسيروا في طريق المجد، يحفظكم الله ويرعاكم، حتي النصر. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/20/2021