حققوا احلامهم بسلام المحاصصات واستفزونا بكل وقاحة بتوقيعهم هذا السلام مع من قتل اهلهم ، هل يمكنهم تحقيق احلامنا في زمن اصبحت فيه حتى الأحلام لها لصوص . حيث أصبح لدينا حلم وسارق أحلام لان مدينة احلامنا ليس ليها حرس أو حدود ، يتسللون إلينا ليلا لكي يسرقوا أحلامنا منا بل إنهم يأخذون معهم الكثير من الفرح والرغبة في الحلم من الجديد والقدرة على الوقوف مرة أُخرى ، وأحياناً يأخذون معهم شهية الفرحة في هذا الشهر الكريم (رمضان) ، وشهية فرحة العيد . اذا أردتم الاحتفال بفرحة العيد فاحتفلوا بصمت احتراماً لمشاعرنا لأن لدينا أشخاص ماتوا لم تجف دمائهم بعد . حالنا في دارفور يستحق الشفقة !! الحقيقة التي أن يعرفها الجميع أن اتفاقية سلام جوبا لا يمكنها أن تحل مشكلة دارفور ، هذه الاتفاقية بين قتلة وتجار دماء ، لا يستطيع حاكم إقليم دارفور فعل أي شيء مدام لم يجد مركوبه . الأسئلة ليست لها إجابة :- هل يستطيع ابو مركوب تحقيق الأمن في دارفور ؟ هل يستطيع أبو مركوب حتي التحدث عن الدعم السريع ؟
سلام جوبا لم يكن مفاجئا لكونه حلقة جديدة في الدائرة الشريرة التي ظلت العنصرية القبلية حبيسة جدرانه ، ورغم أن قيادة هذه الحركات نجحت في الأيام الأولى على هوية النضال المسلح على الأقل داخل حدود السودان ، إلا أن الوجه الحقيقي سرعان ما بدأ يتكشف واضطرت قيادة هذه الحركات أن تعتمد القبيلة عنصرا أساسيا في برنامجها وقامت بتوظيف أدوارها علي أساس قبلي بحت الأمر الذي جعل سلامها مع سارقي الثورة فاشل ، وما بين العديد من العوامل والوقائع التي يمكن اعتبارها دلائل مبكرة للفشل أن الحركات المسلحة السودانية هدفها الوصول إلى السلطة بمجموعات اثنية معينة واقصاء كل المجموعات الأخرى في السودان دون تمعن حقيقي في بواطن الواقع السودان .
قبل الدخول في عنصرية هذه الحركات في السودان لابد أن نعرج للحديث وبسرعة عن الشهيد الدكتور خليل ابراهيم هذا الرجل يختلف تماماً عن قيادات الحركات الحالين لأنه يقبل التنوع في صفوف حركته ولكن بمجرد استشهاده فقدة حركته قواها لان أخيه جبريل أدارته ضعيفة لذلك الطابع القبلي تحكم في حركته ، أما بالنسبة لحركة مناوي هذه الحركة فقدت احترام الشعب السوداني منذ توقيع اتفاقية أبوجا بمجرد دخولها شريك لنظام السفاح البشير استفزت الشعب السوداني وعاست فيه ضرباً واستفزازاً داخل العاصمة وولايات دارفور وكل الشعب السوداني شهيد علي ذلك ، أما حركة عبدالواحد فهذه الحركة منحصرة في جلباب قائدها الذي لا يقبل بأي أحد خلاف أبناء عشيرته ، هذه الحركات الرئيسية أما هناك عشرات الحركات منشقة من هذه الحركات وهي عبارة عن حركات مصالح شخصية وليس الا ، على المستوى السياسي لم يكن أداء الحركات متميزا بل على العكس اتسمت الممارسة بالعنصرية فبعد توقيع السلام المشوه ما زالت القضايا الرئيسية لم تراوح مكانها أو تراجعت إلى الوراء ولعل الشاهد الرئيسي على ذلك هو الفشل الحاصل الآن في عدم قدرتها علي التعامل مع التنوع الإثني في دارفور ، لتفتح الطريق أمام آلاف الأسئلة حول ما سيكون عليه مستقبلها في الأيام المقبلة .
دارفور ..تبكي طعنات السنين ..وعزة فخر الشهداء والمناضلين لغة مقهورة في شفة طفل حزين ..موت امرأة تحت أقدام الظالمين ..واندثار وتمزيق أشلاء أطفال من الرحم قادمين دارفور تبكي ..وتبكي كالمساكين ..كالمحتاجين كالذليل الذي تحتقره أنظار الحاضرين ..كتوهج حارقٍ ألهب ببيداء الغارقين .. دارفور كانت شامخة بنورها واليوم أمست أطلال من وحل وطين . حضارات يشهد لها جل العالمين ..وأمومة تنهشها أنياب الحاقدين ..وأنوثة تمزقت على أيدي المليشيات ، دارفور نهر يضج بالدماء ..وسيدة تلد الشهداء .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/29/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة