نشط بعض معارضي الفكر الجمهوري أواخر عهد الإنقاذ ، واتجهوا لا لمناقشة الأفكار وتبيين الخطأ فيها وإنما لإثارة فرية أن الاستاذ محمود محكوم عليه وعلى أفكاره بالردة.. والهدف من ذلك إبعاد الشباب عن كتبه بعد أن اتضح أن الإقبال عليها يتزايد باستمرار وقبولها يتسع والتزامها يتجدد.. لكن أحب أن يعلم الجميع أنه لم يصدر حكما قضائيا بالردة قط على الاستاذ محمود ولا على أفكاره!! وكل الذي حدث إنما هو محاولات لاستغلال القضاء كآلية لقتل الاستاذ محمود لا لأن أفكاره مرتدة وإنما لحماية الحكام الدكتاتوريين وكانت المحاولة الأولى لحماية نظام عبد الناصر والثانية لحماية نميري.. ففي عام ٦٨ انعقدت مهزلة سميت محكمة الردةنفذها القضاة الشرعيون بوحي من الأمن المصري في رد على النقد المسدد القوي الذي كتبه الاستاذ محمود ضد سلطة جمال عبد الناصر في كتابه (مشكلة الشرق الأوسط).. فالأمر لم يكن مناقشة. للفكرة ليتبين امرها لأن الأفكار مكانها المنابر وليس المحاكم.. والأستاذ محمود وضح ذلك في ردوده على تلك المهزلة وقال بالحرف(لو كان القضاة الشرعيون صادقين في دينهم كنت جلست معاهم وناقشتهم لكن هم مطية للحكام وطول عمرهم يأكلوا الدنيا بالدين ولم يعملوا بصدق في الدين قط..) ولذلك انا في هذا الإطار أربأ ببعض الكتاب الذين يحسبون أنفسهم يحسنون صنعا، ان يتورطوا في قبول مزاعم الردة باعتبارها أحكاما صحيحة ومعتمدة قانونا في حق الاستاذمحمود بينما هي في حقيقتها ابعد من ذلك بل على العكس منه.. ولا اعتقد أن هناك تشويها للأستاذ محمود ولأفكاره أكثر من كاتب يخرج كتاب بعنوان: (الذكرى الخمسون للحكم بردة محمود) ويظن الكاتب انه يحسن صنعا بينما هو أعطى المعارضين وحقق لهم اعترافا لم يكونوا يحلمون به من الجمهوريين ولم يتحقق لهم طول عهدهم!! فهذا هو التشويه الذي يصدر ممن يدعون الصداقة، وأيضا والانتماء للفكرة وهو كما حذر الأستاذ محمود أسوأ من تشويه المعارضين العديل..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/02/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة