أعظم رجل انجبته امرأة واعظم امرأة انجبت رجلا. واعظم امرأة دافع عنها اعظم رجل بقوله من كان منكم بلا خطئية فليرمها بحجر . تينك المريمتين الذي حظي بعشقيهما بينما باعه للطغاه. احد حواريه .ذلك الفتي بن الناصرة سيد البراري صاحب القلب الكبير عارجا من السماء الثالثة طائفا يوم الخميس مع كوكبة من الملائكة والانبياء وكبار الروحانيين بمدد آلهي ونفس رباني يجمل الكون ويزكي ارواح التعابي والغلابة والناسكين ليجددوا نشوة الامل ويقيموا الفرح سرا لئلا يسرقه منهم سارقي الاحلام والآمال.قبيل غروب الشمس وهي هادرة المسير نحو بيتها.ولا خيار لها بالتوقف او العودة فتسكب دمعا قانيا يخضب المغيب بشفق ارجواني يعجب الناظرين ولا يدرون انها دموع الشمس وهي ترمق القمر بنظرات غيرة وهو مسرعا ليتقوقع في مكانه متسيدا المشهد وتتنزل علي الكون خيوطا من القداسة تضفي عليه بريقا ولمعانا يحسبه العاشق انيسه وحافظ اسراره ويشبه به الشعراء محبوباتهم من شدة جماله القدسيً. ياخذني المشهد الي ذلك الجسد الناطق بان لا مكان للشرفاء في وطني .وتمنيت لو رجع الزمان بنا لاقول له لا مكان للشرفاء في الكون .ولا مثيل لتينك المريمتين . فقد آتي الزمان بمريم مستبدة جعلتني اغني للموت . احيانا اظن بانها من توحي للمستبدين والطغاة باساليب القمع وتمدهم بادوات القهر .وتعلمهم كيفية البقاء وتكتب لهم عهود ومواثيق مع الموت لئلا يتمرد عليهم .تمنيت لو ذهبت مع روح ذلك الفتي الصنديد الي بيته ورايت امه وهي تندبه وتبكيه تمنيت لو رايت دموعها وتضامنت معها سرا و طلبت من ربي ان يصبرها ويعطيها القوة لتتحمل فراقه .ويصبرني علي قضاءه بان اعطاني اما طاغية .وان اقول لها ليتك امي وليت دموعك كانت لفراقي. لكن ذهولي وتسمري طال به الامد واصحابه حملوه سريعا ولم يعيرني احد بنظرة ففهمت بان لا احد علم بما حدث.وان امه لن تعرف بانه مات فدآء لوطن ولعابرة سبيل خرجت للموت. سابحث عن اسمه وصورته في كل وسائل التواصل وقنوات الاخبار ساحتفظ بصورته في قلبي وذاكرتي لاحتفظ بالسر الذي لن يعرف به احد واضيفه لكثرة الاسرار التي احملها في غياهب ذاتي.سأجد طريقة اخري للموت ساتحايل عليه وعلي القدر الذي يتدخل بيني وبينه ويضع الفواصل والمسافات .تمنيت لو سالت ذلك الفتي كيف اتفق مع القدر واستدعي الموت .لو عرفت اي قطعه ارض نالت شرف ان تحتوي جسده واي تراب قرر ان يستلم الامانة ويحرسها ويبقيها في ثناياه حتي يوم ميعادها.ساذهب اليه كل يوم احدثه واحكي اليه الحكايات لئلا يحس بالوحدة والوحشة رغم يقيني بان ارواح رفاقه لن تتركه وحيدا.سيجتمع جميع الشهداء للترحيب به وسيجعلون له مكانا خاصا لانه استشهد مرتين مرة من اجلي والآخري من اجل وطن متاكدة بانه سيخبرهم وسيكونوا شرگاءنا في السر ومن الممكن ان يكونوا قد شاهدوا الموقف لان الارواح تختار رفاقها..لن يحتاج لي ولكن انا من احتاج اليه .لاول مرة أجد من يسمعني ومن يحس بي ومتاكدة هو من مكانه سيتعاطف معي سيمنحني الحنان الذي بدأ مع اخر انتفاضه لجسده سيجعل ثنايا وذرات التراب تعلمني بالوان واطياف تتنوع لتعكس حروف هي رده علي اسئلتي الكثيرة. وهي بداية لابتداع طريقة للتواصل بيننا ساخبره عن امي مريم وعن حياتي وكل عذاباتي .ولكن اخاف ان يقطع التواصل وان يتركني وحيدة مرة اخري ويقول لي انا احمل وجع وطن اسكنني ديارا من دياره وهو يعتبرها منفي للغرباء ولا يعلم انها لخاصة محبيه وعشاقه لا اريد ان اسمع تفاهاتك الشخصية واحزانك الضبابية ، فالحصة وطن .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/02/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة