لقد أصبح اقتصاد السودان في الحضيض الأسفل وازدادت أوضاع الشعب السوداني سوءا، حيث أصبح همه الوحيد تأمين لقمة عيشه والبحث عن أساسيات الحياة كماء وكهرباء وغاز وغيرها من الأشياء التي انعدمت من جراء الوضع الخانق الذي تشهده البلد، وهو ما جعل الكثيرين من الشعب السوداني يقارنون وضعهم الحالي بالوضع إبان حكم البشير، فخلال عهد البشير لم يصل الإقتصاد إلي هذا التدهور ولم تكن المواد الغذائية الأساسية بهذا الغلاء، حتي عندما مست السودان الأزمة الإقتصادية كان ذلك في العشرية الأخيرة من حكمه، لم يكن هو المتسبب فيها بل كانت مفتعلة من بعض قيادات الجيش المحيطة به والتي كانت تعمل لصالح أمريكا، فالكل يعلم ما فعلته أمريكا آنذاك من عقوبات علي السودان ومنعه من التصدير والإستيراد، إضافة إلي دس و إخفاء النقود وتعطيش البنوك واستحداث أزمة الوقود من طرف عملاء أمريكا في الحكومة السودانية آنذاك، وكل هذه الحقائق جاءت في تصريحات الصوارمي وبعض السياسيين، الذين أضافوا في أقوالهم أن البشير كان حزينا علي الأزمة التي ألمت بالسودان في أيامه الأخيرة في الحكم وظل يردد عبارة أنه يجب أن يتنحى عن الحكم بسبب الأزمة التي لم يقدر على احتواءها في ظل وجود خونة في البلد.
وعلى خلفية قرارات الدولة التي يترأسها البرهان والمتمثلة في إطلاق سراح كل المعتقلين المنتمين لمختلف الأحزاب السياسية، فقد شهد البلد في مطلع الشهر المنصرم تطبيقا لهذه القرارات حيث تم العفو عن بعض القيادات من مختلف الأحزاب السياسية بما في ذلك حزب المؤتمر الوطني المنحل التابع لنظام البشير، ولكن لا يزال الشارع السوداني يطالب باستكمال العفو السياسي الشامل لكافة المعتقلين، بما في ذلك البشير، الذي جاوز سنه 77 سنة، والذي يعاني من مرض ظل يصارعه لمدة طويلة من الزمن حسب ما ورد في تقرير طبيبه الذي قال أن حالته الصحية في تدهور مستمر الأمر الذي جعله يطالب بإخراجه من السجن، كما أن بعض المحللين السياسيين والخبراء قالوا أن الشعب السوداني في ظل الظروف القاهرة التي يعيشها لا يأبه إذا ما خرج البشير أو بقي في السجن، لأن هم الشعب الوحيد الآن هو الركض وراء لقمة عيشه التي باتت مستحيلة في الوضع الراهن.
كما يجدر بالذكر بأن ما يحدث في السودان الآن شبيه تماما بما حدث في مصر بعد ما أسقط المصريون نظام مبارك، اعتقادا منهم أنهم سيعيشون حياة أفضل مما كانت عليه في عهده، ومتمسكين في ذلك الوقت أنه هو المتسبب في كل ما نسب إليه من تهم بما في ذلك قتل المتظاهرين والأزمة الإقتصادية وغيرها، ولكن مع مرور الوقت تمت تبرئته من كل هذه التهم وتبين بأنه لم يكن على علم ودراية بما كان يحدث من حوله وأن ما حدث كان من تدبير بعض العملاء والخونة في الحكومة المصرية آنذاك، وندم الشعب المصري علي رحيل مبارك وصار يتمنى عودته لأن ما يعيشونه الآن من قهر وفقر لم يشهدوه من قبل، وفي نفس السياق نجد أن البشير لم يكن المسؤول على كل ما جرى أثناء فترة حكمه وخاصة الفترة الأخيرة منها، أفلا يستحق أن يعفي عنه على الأقل لكبر سنه ومرضه ؟.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/11/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة