أوردت قناة طيبة بأن "المتحدث بإسم الجيش العميد ركن نبيل عبد الله كشف عن اكتمال إجراءات استيعاب 80 ضابطاً من حركات مسار دارفور الموقعة على اتفاق جوبا ضمن الترتيبات الأمنية كما سيتم نقل الضباط إلى مدينة جبيت شرقي البلاد لتلقي التدريب". أعتقد أن هذا الأسلوب في ما اسميه "الترقيعات الأمنية" لا يخدم لا قضية الشعب ودولته ولا قضية الهامش. وأرى ضرورة تفكيك الجيش وإعادة بناء الجيش على أسس سليمة. فكل هذه الترقيعات ستؤدي إلى ترهل الجيش دون أن تحدث أي تغيير على المستوى الأمني، لا في دارفور ولا في غير دارفور، بل الأسوأ أن هذه الترقيعات ستبقي على الجيش في منظومته الأساسية التي ظلت تحمي قوى اقتصادية إثنية بعينها منذ الاستقلال. لا أعرف ماذا يعني استيعاب ثمانين ضابطاً من دارفور، فهل سيشكل هذا اي فرق؟ لا أعتقد بل هو ممارسة ترضيات على حساب قضايا الهامش، وقضايا الهامش يجب أن تتأسس على أمرين: المساواة. المصلحة القومية. فلا الترتيبات الامنية تؤدي بهذه الترقيعات للمساواة، ولا هي تخدم المصلحة القومية، التي يجب أن تعتمد على بناء جيش قومي وقوي مثل باقي جيوش العالم القوية. وهذا لن يتأتى إلا بوضع خريطة عمل واضحة ومكثفة لإعادة بناء الجيش من "أول وجديد" كما يقولون بالدارجي. مثَّل الجيش مشكلة منذ الاستقلال، ليس في الإنقلابات العسكرية فقط وإنما حتى في نمط عمله والتي تميل إلى السياسة أكثر من ميلها لأداء واجبه الأساسي وهو الدفاع عن أمن الدولة من أي عدوان خارجي. لقد قصفت إسرائيل السودان أكثر من ثلاث مرات، مرتان في الشرق ومرة في الخرطوم، وقصفت أمريكا مصنع الشفا، وظلت الحدود مع دول التخوم تخضع لجيوش تلك الدول حتى اليوم دون ظهور للجيش. على مستوى المعايير الدولية يأتي الجيش في المرتبة السابعة والسبعين، وتتفوق عليه جيوش دول مثل إثيوبيا. فضلاً عن معداته وأسلحته القديمة جداً. مع أسطول طائرات على قلتها فهي قديمة الطراز. (تجدون على قوقل كل المعلومات عن جيوش العالم). لذلك لا بد من إعادة التفكير في الجيش نفسه، لوضعه في مساره الأساسي وهو مساره القتالي اللا سياسي من ناحية، وتطوير أساليبه وأدواته من جهة أخرى. ولن يحدث ذلك إلا بعد إعادة بنائه من الصفر.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/10/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة