وحتي لا يلومنا أحد، فإن معني القداسة هنا، وكما تشير المعاجم والقواميس اللغوية، تعني الطهارة و البركة...كأن نقول : قداسة البابا ، وهو الحبر الأكبر ، رأس الكنيسة الكاثوليكية، وهو صاحب القداسة عندالمسيحيين...أو كأن تقول طالبة الزواج في مواصفات رجل المستقبل بأن ( يقدس الحياة الزوجية )..أي يحترمها ولا يسئ معاملتها، ويعرف مقدارها وحقوقها ورجل واجب. وحتي الفلاسفة ، يعرفون الفكر المقدس المرتبط بالدين ..خاصة في فترة العصور الوسطي التي ذاع فيها الفكر اللاهوتي عند الفلاسفة والمفكرين..فوصفوهم بالقديسيين منهم( القديس اغوسطين ) و( القديس أنسلم) و( القديس توما الأكويني ) وغيرهم..فهم ( فلاسفة لاهوت) ولكنهم فلاسفة أصحاب فكر ومكانة في الفلسفة والدين. ونقول ، صادقين، لو أراد الله خيرا بأهل السودان خيرا، لجعل هذا الثالوث المقدس، علي رأس السلطة المدنية، للمدة المتبقية من الفترة الانتقالية..وهي فترة في غاية الأهمية والحساسية، باعتبارها المختبر الحقيقي لقدرة المكون المدني في حكم السودان مقارنة بالفترة السابقة من قسمة الشراكة...بعد ان يصبح مالك عقار رئيسا لمجلس السيادة وعبدالله حمدوك مكملا لفترة رئاسته في مجلس الوزراء وإبراهيم الأمين رئيسا للمجلس التشريعي. ولعل من تجليات الفترة الانتقالية، رغم كثرة اخفاقاتها، أن أفرزت وأكدت علي زعامة ووطنية بعض الرموز السياسية واعطتها الفرصة لإبراز وتجلي حكمتها ووطنيتها، كما فعل الدكتور ابراهيم الأمين خلال المشاورات التي جرت بين العسكر والمدنيين بشأن الشراكة بين المكون المدني والعسكري. وكذلك الأمر مع القائد مالك عقار ليلة انسحاب الحراسة من الاصول والعقارات المصادرة بواسطة لجنة ازالة التمكين.. القائد مالك عقار، رجل وطني ووحدوي ويحب السودان. ترك ولاية النيل الأزرق وانشق علي حكومة البشير وعارض انفصال جنوب السودان...كما رفض مطالب( الحركة الشعبية لتحرير السودان ) عندما طالبت بحق تقرير المصير للمناطق ( المحررة) مما أدي إلي اختلافه مع تيار عبدالعزيز آدم الحلو ومفارقته. إن وجود مالك عقار علي رأس مجلس السيادة، سوف يهب المجلس هيبته ووقاره وتوازن القوي فيه..وسيكسب المجلس احترامه الواجب من كل اطراف وأطياف الشعب السوداني وليس السياسيين وحدهم. أما الدكتور ابراهيم الأمين، ورغم أنه نائب رئيس حزب الأمه القومي، إلا أنه رجل فوق الحزبية الضيقة..وهو صاحب تفكير خلاق وبعيد النظر وحكيما..وقد ذكرت عنه احدي المقابلات الصحفية عن شخصيته المتميزة بأنه شخصية قومية ، صارمة ومصادمة وصريحة وذات كاريزما سياسية عالية ، فضلا عن تأريخه السياسي الطويل..ويدرك تماما مصاعب الفترة الانتقالية والتيارات الحزبية المتصارعة. إن وجود الدكتور ابراهيم الأمين، رئيسا للمجلس التشريعي الانتقالي سوف يعطي السلطة التشريعية استقلاليتها واحترامها فضلا عن ضمان إنجاز مهمتها، حسب الوثيقة الدستورية ، في وقتها المحدد..خاصة أن أحسن المجلس اختيار رؤساء اللجان المساعدة وبقية المراكز ذات العلاقة. أما صديقنا وحبيبنا( الذي لا بعرفني) عبدالله حمدوك..رئيس مجلس الوزراء الحالي، فلابد له أن يستمر ، مكملا مهمته الوطنية ومكملا جمال وروعة العقد الفريد باجتماع الثالوث الوطني المقدس في حكم السودان...ولن أزيد القول في الدكتور حمدوك فقد أصبحت شهادتي فيه مجروحة بقدر ما تكبنا عنه من مقالات صحفية في هذه الصحيفة مشيدين بإنجازاته ووطنيته الصادقة التي لو وزعت علي كل رؤساء حكوماتنا الوطنية السابقة ، لوسعتهم جميعا..ولا زلت عند موقفي واعتقادي في كفاءة ووطنية الرجل. أعود وأقول...اتمني ..ومن أجل الوطن والثورة المجيدة..أن يتوافق أهل السودان علي هذا الثالوث الوطني المقدس، مالك عقار للسيادي، حمدوك للوزاري وإبراهيم الأمين التشريعي .أفعلوا ذلك يا أهل السودان لو كنتم تحبون بلدكم ، وسوف تجدون حكما رشيدا، عادلا نزيها يسجله التأريخ بمداد من ذهب وتفتخر به كل الأجيال القادمة. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 01/10/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة