القرار الذي اتخذته الحكومة الأسترالية بالإلغاء العقود المبرمة مع فرنسا لشراء 12 غواصة فرنسية التصميم كانت قد أبرمتها حكومة تورنبول قبل خمس سنوات أثار ردود فعل متباينة خاصة من فرنسا والصين وفتح الأبواب أمام أسئلة مهمة حول سياسة أستراليا الخارجية. هذا القرار لصيق الصلة بالإتفاق الأمريكي البريطاني الأسترالي "أوكوس" الذي يرى البعض أنه وراء إلغاء الصفقة الفرنسية فيما يراه البعض تجديداً لتحالف إستراتيجي قديم، وقد أثار مخاوف مبررة من تداعياته على علاقات أستراليا الخارجية خاصة في علاقاتها مع الصين التي ترى في الإتفاق زيادة في تقييد التعاون الصيني الأسترالي. بغض النظر عن مبررات هذا الإتفاق الذي يعزز العلاقات الأسترالية مع امريكا وبريطانيا فإنه ليس من مصلحة أستراليا الدخول في معارك خارجية تقودها أمريكا لصالح أجندتها ومصالحها الخاصة. إن إستهداف الصين الذي بدأ من الولايات المتحدة الامريكية بحجة انها وراء إنتشار جائحة كوفيد 19 سرعان ما تكشفت أسبابه الحقيقية بأنه يهدد مصالح امريكا التوسعية في العالم التي يقلقها انفتاح الصين إقتصادياً وتجارياً مع العالم. تصاعدت التوترات الصينية الأسترالية في الاونة الأخيرة بالدرجة التي أثرت سلباً على الاوضاع الإقتصادية والتجارية في أستراليا ونرى انه ليس من مصلحة أستراليا توسيع شقة الخلاف بينها وبين الصين أو فرنسا أوأي دولة من دول العالم. لابد من إعتماد سياسة خارجية متوازنة تعزز علاقات أستراليا الأمريكية البريطانية دون ان تخسر علاقاتها مع الصين وباقي دول العالم لأن ذلك يصب بصورة مباشرة في تعزيز الإستقرار الإقتصادي والمجتمعي في هذه القارة الرحيبة متعددة الثقافات والأعراق وتعزيز الإنفتاح على العالم بعيداً عن كل أنماط التحيز ومعاداة الاخرين.
عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم الموافق 26/9/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة