بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعي المائدة المستديرة للسودانيين في المملكة المتحدة الراحلة الأستاذة القانونية منال عوض خوجلي والتي حدثت وفاتها فجر اليوم الثلاثاء 15 نوفمبر 2022م في دولة المكسيك.
تخرَّجت الراحلة في كلية القانون في السودان وتحصَّلت على درجة الماجستير من جامعة وستمنستر في لندن ، بدأت حياتها المهنية في الدفاع عن المعتقلين وسجناء الرأي والبحث عن المختفين قسرياً ، حيث كان مكتبها وجهة لمئات الطلاب والطالبات المشاركين و المشاركات في التظاهرات والمحتجزين و المحتجزات بسبب قضايا ملفَّقة من أجهزة الرعب والشرطة الإنقلابية في عهد الجبهة الإسلامية القومية مثل تهم التجمع غير المشروع والإزعاج العام والأضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
لقد كانت الراحلة من أوائل القانونيين الحاضرين للإطمئنان على سلامة الطلاب المعتقلين و من اللائي يعملن من أجل إطلاق سراحهم بالضمانة العادية والدفاع عنهم دون مقابل مادي بل كانت من القانونيات السودانيات اللائي يتكفَّلن بنفقات محاكمات الطلاب.
وكذلك كانت الراحلة حاضرة في كافة هيئات الدفاع عن الشخصيات العامة المعارضة لنظام الأخوان المجرمين الدموي الدكتاتوري ، حيث تولَّت مع زملائها القانونيين مسؤولية الدفاع عن ملفات عدد مقدر من السياسين والإعلاميين و قادة المجتمع المدني طيلة ال 30 عاماً من عُمر نظام الدمار الشامل الإخواني وصولاً لنظام إنقلاب 25 أكتوبر 2021م الحالي.
حَرِصت الأستاذة منال عوض خوجلي و بمساندة زملائها في التحالف الديمقراطي للمحامين على إستعادة نقابة المحامين السودانيين التي إحتلت السلطة الإنقلابية مقرها حالياً و عملت معهم على النأي بها عن التسييس و عن سيطرة المحامين الذين يساندون النظام الإنقلابي و في هذا الصدد أقامت العديد من الحملات الإنتخابية و حثت خلالها المحامين على التسجيل للإنتخابات و دعتهم إلى ممارسة حقوقهم فى الترشح والتصويت و العمل في ذات الوقت من أجل إنهاء عمليات تزوير الإنتخابات عبر حماية صناديق الإقتراع في الجولات الإنتخابية دون كلل أو ملل.
تقدَّمت الراحلة الأستاذة منال عوض خوجلي الصفوف و إلتقطت زمام المبادرة من أجل الإصلاح العدلي والقانوني في السودان ، حيث نظَّمت مع العديد من الأجسام القانونية المهنية الكثير من الوقفات الإحتجاجية كما أنَّها شاركت في كتابة المذكرات التي تمَّ تسليمها للجهات المختصة لإصلاح السلطة القضائية.
لقد عملت الأستاذة منال عوض خوجلي بإجتهاد كبير من أجل إيقاف تغول السلطة التنفيذية علي المؤسسة العدلية.
إختارت الراحلة الأستاذة منال عوض خوجلي المجتمع المدني مسرحاً لخدمة المجتمع السوداني العريض و للدفاع عن حقوقه وخاصة حقوق المرأة ، حيث شاركت الراحلة في تأسيس العديد من المنظمات الحقوقية النسائية مثل محاميات بلاحدود ،ومحامي السودان ، و المركز السوداني للطفولة في لندن وتجمع أسر شهداء 28 رمضان 1990 و كذلك كانت من أوائل المناضلات اللائي نلن عضوية مبادرة لا لقهر النساء ومجموعة منسم كما حظيت الأستاذة بعضوية المكتب السياسي للتحالف الديمقراطي للمحامين في السودان وعضوية اللجنة التنفيذية لنقابة المحامين السودانيين في لندن. كما عملت الراحلة مع العديد من زميلاتها وزملائها في مجالات تعزيز حقوق المرأة وتمكينها والدفاع عنها.
بعد ثورة ديسمبر 2018 المجيدة تقلَّدت الراحلة في بعض الفترات رئاسة المكتب القانوني لتجمع المهنيين السودانيين وعضوية اللجنة القانونية لقوى الحرية والتغيير وقامت مع زملائها بتأسيس محامي الطواريء كمنصة لتقديم العون القانوني والدفاع عن الحقوق والحريات العامة في السودان.
نالت الراحلة عضوية العديد من المنظمات العاملة في مجالات حقوق الإنسان مثل المنظمة السودانية لحقوق الإنسان ، المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب و المرصد السوداني لحقوق الإنسان ، من خلالها ساهمت فى نشر وتعليم و تعزيز حقوق الإنسان والتصدي والمناصرة لها و العمل على حصر و رصد هذه الإنتهاكات بالسودان ، و من خلال عملها في هذا المجال تعرضت للعديد من الإعتقالات والمضايقات والحد من الحرية الشخصية.
منحت الراحلة الأستاذة منال خوجلي ملف شهداء 28 رمضان1990م عناية خاصة من خلال المتابعة اللصيقة لهذه القضية والمطالبة بكشف قبور الشهداء ومعرفة وصاياهم ومقتنياتهم والطريقة التي تمت بها محاكماتهم و دعت لعمل نصب تذكاري لهم.
قامت الراحلة الأستاذة منال عوض خوجلي بكتابة العديد من البحوث والأوراق في المجال القانوني منها علي سبيل المثال بحث نقدي عن قانون الأحوال الشخصية للمسلمين وتمَّ نشره في كتاب مع عدة بحوث قانونية أخرى أصدرته المنظمة السودانية لحقوق الإننسان (1995) ، كما شاركت فى العديد من المؤتمرات و ورش العمل و الندوات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية ، بداية من مؤتمر المرأة السودانية في 2000م وإنتهاءً بمنتدى النساء الإفريقيات في جوهانسبيرج في نوفمبر 2019م الذي تناولت فيه الراحلة دور المرأة السودانية في الثورة السودانية و دور القانونيات السودانيات في الدفاع عن حقوق المرأة و في ذات السياق تفاكرت الراحلة مع رصيفاتها القانونيات من الدول الأفريقية الأخرى حول الحد من العنف المنزلي والعنف في أماكن العمل.
هذا غيض من فيض وقليل من كثير من مشوار كفاح ونضال القانونية والمدافعة عن حقوق الإنسان الراحلة المقيمة الأستاذة منال عوض خوجلي.
احر التعازي للزميلات ماجدة ومنى عوض خوجلي ولأسرتها الكريمة ، و لزملائها ، و زميلاتها و لأصدقائها ولكافة السودانيين و السودانيات المهتمين و المهتمات بمجالات حقوق الإنسان .
إنَّا لله وإنَّا اليه راجعون.
15 نوفمبر 2022م
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 14 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة