السودان عبارة عن دولة فى حالة حرب مع نفسها منذ الإستقلال، حيث تم شن عدة حُروب أهلية ضد الشعب، وذلك للفشل الحاد للنخبة الشمالية الحاكمة. مثال لذلك إنتهاك النظام الحاكم الحالى لحُقوق الإنسان وإرتكابه لجرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية فى دارفوروذلك يتمثل فى ما يقارب 500000 قتيل، 4 مليون نازح بعضهم لاجئين بتشاد . بِسَبْبْ تِلكَ الجَرائِمْ أعَلاه، تَم فَرْض عُزْلَة دُوَلِيَة، وَعُقوبَاتْ دُوَلِيَة عَلى الدَوْلًة السٌودَانِيَة، تَتَمثل فِى العُقوبَاتْ الإقِتصَادِيَة، وَالعُقوبَاتْ السِيَاسِيَة، وَالعُقوبَاتْ الدُبْلومَاسِيَة، وَإِصَدَار مَحْكَمَة الجِنَايَاتْ الدُوَلِيَة بِلاَهَاى لِأمرٍ بِالقَبضْ عَلى رَئِيس جَمْهٌورِيَة الدَوْلَة السُودَانِيَة المٌشِير عُمر حَسنْ أحْمَد البَشِير بِتُهَمْ جَرَائِمْ الحَربْ، وَجَرائِمْ ضِدْ ألإنْسَانِيَة وَجَرَائِمْ الإبَادة الجَمَاعِيَة فىِ دَارفور. وَالمُتهَمْ لا زَالْ هاَرِباً مِنْ العَدَالَة الدُوَلِيَة التِى لَها أياَدِى طًوِيلَة وذٌاكِرة قَوِيَة عَصِيَة غَيْر قَابِلَة عَلى النِسيَانْ. مُعضلة السلام فى السودان، تكمن فى كيفية إنهاء تلك الحلقة الدائرة الشريرة بين نقض الإتفاقيات من جهة، وخيار الحرب من جهة أخرى. نتيجة لعدم إحترام الإتفاقيات عند التطبيق، وعدم توفرالإرادة السياسية، وتلك هى سِمة السياسة السودانية للحكومات السابقة والحالية منذ 1956 إلى يومنا هذا، مما إستدعى قيام المقاومة العسكرية كسبيل أوحد، للحُصول على حُقوق المواطنة الحقة المتساوية. . إن أول مُهمة و خِطة عمل للنظام الحاكم الحالى يجب أن تكون فى كيفية إيجاد حل لقضية السُودان فى دارفور، هذه القضية مستمرة لفترة طويلة، أدت إلى إزهاق أرواح عديدة، وأدت الى معاناة كبيرة، مقابل جهد قليل بُذل لحلها. يبدو جلياً إن حق تقرير المصير لدارفور كوسيلة للوحُدة الجاذبة على أساس المواطنة المتساوية، الحُقوق المتساوية، الشراكة المتساوية فى السلطة و الثروة بغض النظر عن العرق، الدين و الجندر، ذلك هو الطريق الأوحد للحل، ولإنهاء تلك الدائرة الشريرة المستمرة منذ 1956 إلى الان، حتى نجعل السلام كخيار إستراتيجى أوحد وتوريثه للأجيال الحالية و القادمة، لتنعم بالأمن، والإستقرار، والتنمية، والتقدم، والإزدهار، والرفاهية. . . إن وثيقة الدوحة لسلام دارفور التى تم توقيعها فى يوليو 2011 بين رئيس حركة التحرير والعدالة الدكتور التيجانى السيسي وحكومة السودان، لم تجلب السلام لنزاع السودان فى دارفور، وهى ليست وَثِيقة مُقدسَة، والبحث عن السلام لا زال جَارِياً، لذلك لابد من تَجاوُزها، وتغييرها، للوُصول على السلام الكُلي الشامِل. إن تغيير و تجاوز وثيقة الدوحة لسلام دارفور يتطلب عدم التركيز على الأعراض الثانوية للنزاع، إنما التركيز على جُذور قضية السُودان فى دارفور. وذلك يتطلب من الحركات إعداد مُسودة إعلان مَبادِىء جديد ينصُ على حق تقرير المصير لدارفور كوسيلة للوحُدة الجاذبة، الذى على أساسه تتم المفاوضات للجولة الثالثة القادمة تحت رعاية الالية الإفريقية رفيعة المستوى بأديس أبابا، إثيوبيا. . إن مُعظم عمليات السلام للمُشكِل السودانى و إتفاقيات السلام التى نتجت عنها، يتم خرقها بعدم تنفيذها من قِبل النُخبة الشمالية الحاكمة، وهذا كان ديدن قضية السودان فى الجنوب قبل توقيع إتفاقية السلام الشاملة. ونفس المشهد يتكرر الان فى قضية السودان فى دارفور، لذلك الحركات التى تمثل قضية السودان فى دارفور عليها أن تتوحد على أرضِية مُشتركة تحت مُسودة إعلان مَبادِىء جديد ينصُ على حق تقرير المصير لدارفور كوسِيلة للوحُدة الجاذبة، ولحُقوق المواطنة المتساوية، و الشراكة المتساوية فى السلطة و الثروة بغض النظر عن العرق و الدين و الجندر، للوصول إلى إتفاقية سلام كُلِية حقيقية، لننعم بالأمن، والإستقرار، والتنمية، والتقدم، والإزدهار، والرفاهية.يحي البشير (بولاد) رئيس الحركة الوطنية لتحرير السودان لندن 11 ديسمبر 2015 أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة