السودانيون برغم التاريخ والمصير المشترك بين شعوبه المنحدرين من أصل افريقي واحد إلا أنهم متحدين في التفرقة ومختلفين في الوحدة لدرجة استحال عليهم ان يحولوا دون حدوث الإنفصال الذي لم ينه الظلم ويضع حد للحرب الأهلية في وبين الدولتين.
الأسباب التي دفعت السودانيون للتمرد على نظام الفصل العنصري في الخرطوم هي نفسها التي أدت إلى دفن الثورة في مهدها عقب التوقيع على إتفاق أبوجا بين مايسمى بحركة وجيش تحرير السودان المنبثقة عن مؤتمر حسكنيتا وحزب الجبهة العربية الاسلامية في ه ماي ٢٠٠٦ف.
ولم يصمد الاتفاق سيء الذكر طويلا فسرعان ما عادت الحركة ادراجها تجرجر ازيال الخيبة والانكسار بسبب نكوص الخرطوم عن العهد المبرم في أبوجا برعاية المجتمع الدولي.
وتعاني الحركات المسلحة التي تتهم النظام بممارسة سياسة التفرقة العنصرية ضد الأفارقة منذ تأسيسها في جنوب السودان في أغسطس ١٩٥٥ف أزمة ثورية عميقة كما يتجلى في تناقض الخطاب والفعل بعد الصراع الدموي على السلطة بين القبائل المتحالفة ضد نظام أقلية الجلابي الحاكم في الخرطوم.
وبالرغم من تبني هذه الحركات ايدلوجيات وأفكار متباينة غير ان الولاء القبلي يبقى دوما القاسم المشترك الذي يجمع بين اليسار واليمين مايوحي ان التغيير المنتظر لن يتحقق بزوال حزب المؤتمر الوطني الذي يتفق حد التطابق فكريا ووجدانيا مع معظم الحركات المسلحة.
وإلى جانب التحرير يتصدر التعليم قائمة مطالبات الحركات المسلحة بالرغم من ان المناهج الدراسية تكرس الاستعلاء والاستلاب الثقافي ضمن سياسة الدولة لاسلمة وتعريب المجتمع.
وفشلت الحركات المسلحة في حل خلافاتها التي ساهمت في تعقيد الأزمة الإنسانية وتمديد عمر النظام المطلوب رأسه لدى الجنائية الدولية فيما توصلت بعضها الى تسوية مع الأخير رغم إستمرار حملات الابادة والتطهير العرقي.
وبالرغم من صعوبة التمييز بين الذين يعتبرون أنفسهم عربا في السودان والسكان الأفارقة غير ان طبيعة الصراع الدموي بين الطرفين المنحدرين من أصل واحد يلقي بظلاله على مقاربة حقيقة الأزمة التي يروج له النظام على انه صراع بين الرعاة والمزارعين.
واضحت الثورة في السودان، ظاهرة مطلبية يتاجر بمبادئها الانتهازيون الذي يحركهم الفقر والطموحات الشخصية حتى صارت بعض الحركات المسلحة تحمل أسماء أشخاص لايفقهون للثورة معنى ولامضمون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة