تقوم الدولة على ركائز أساسية تعتمد عليها في قياس التقدم والتطور والنهضة ومنها الصحة وبدونها لا يتستطيع الإنسان التعليم ومن ثم ياتي التعليم وهو أساس التقدم. وبدون الصحة والتعليم سلام ٌعلى وطنٍ ننتظر تقدمه.في هذا المقال سوف أستعرض حال التعليم والصحة هذه الأيام لظروف إفتتاح المدارس والحالة الصحية المتدهورة بسبب هطول الأمطار. إشتهر السودان بتميزه في التعليم وقد كان يُشار للمتعلمين السودانين بالبنان، وكثير من الدول كانت تُرسل طلابها للتعليم في السودان لما لمسته هذه الدول من مخرجات التعليم وإمكانيات المتعلم السوداني سؤاً كان طبيباً، معلماً ، مهندساً او استاذاً جامعياً. وكان التعليم يقوم على سياسات يقوم بوضعها أشخاص لهم باعٌ طويل ودرايه بالمسألة التعليمية. فكانت الخطط والإستراتيجيات طويلة وقصيرة المدى والتدريب الممنهج هو ديدن وزارة التربية والتعليم. كانت الدولة تولي وزارة التربية التعليم لذوي الإختصاص وكانت ميزانية التعليم ميزانية معتبرة لذلك كانت مجانية التعليم في الدولة. أضف الى ذلك مجانية الكتاب والكراسات وكل معينات العملية التعليمية. أما اليوم فحدث ولا حرج مدارس متهالكة قابلة للسقوط ، قصور في إجلاس الطلاب ونقصان حاد في المعلم ناهيك عن المعلم المؤهل بعد ان اصبحت مهنة التعليم طاردة بكل المقايس، ومهنة لمن لا مهنة له. والسيد الوزير يركب الفارهات من السيارات على حساب تعليم الطلاب. السؤال الجوهري من المسؤل عن تدهور التعليم ومخرجاتة؟ الدولة هي المسئولة عن رعاية التعليم ووضع الخطط والإستراتجيات التعليمية ومخرجات التعليم لتقابل حاجة الدولة من العمالة في كل المجالات الزراعية والصناعية والحرفية والمهنية. بعد أن تعلم الدولة ماهي حوجتها الحقيقة للنهضة فى كل المجالات فتوجه طاقات الأنسان لحوجتها له فى كل المجالات وحتى لا يتكدس الخريجون بدون عمل، كما يحصل الأن. إهتمام الدولة بالتعليم ينبع من إهتمامها بالإنسان وتجاهلها يعني العكس، وهذا مانعايشة اليوم في ظل الوضع القائم، تجاهل في التعليم في كل مراحله والعكس الإهتمام بالسادة الوزراء ومخصصاتهم على حساب العملية التعليمية برمتها. لذلك هناك أسئلة مشروعة تحتاج لإجابات كم وزير تربية لدينا في السودان وماهي مخصصاتهم؟ كم عدد السيارات الفارهة التي بها يمكن أن تُشيد او تُصان مدرسة؟ كم عد النقص في المعلمين كل عام ؟ وكم عدد المعلمين المحتاجين للتدريب والتاهيل؟ وكم عدد الطلاب غير القادرين على مواصلة التعليم لظروفهم الاسرية ؟ وماهو دور الدولة تجاههم ؟ لماذا لم تنزل خطط وإستراتجيات الدولة التعليمية الي إرض الواقع ؟ إن كانت إستراتيجيات موجودة أصلاً. لماذا لا تولى الدولة التعليم الإهتمام الاكبر لبناء الانسان الذي يخدم الدولة ؟ وكيف يتطور السودان وميزانية التعليم العام لم تتعدى 6.2% من مجمل ميزانية الدولة ؟ كل الأمثلة للدول التي تطورت فى نهاية القرن الماضي سنغافورة وماليزيا مثلاً إهتمت الحكومتان بالإنسان ونال التعليم نصيب الاسد في الميزانية، ومن ثم الصحة فتقدمت الدولتان في فترة بسيطة وكانت النتائج المبهرة التي انعكست على الناتج القومي والاقتصاد ودخل الفرد. السودان دولة تتراجع تعليمياً بغض النظر عدد الخريجين والسؤال كم عدد الخريجين العاطلين عن العمل ؟ وكم عدد المهاجرين منهم من أطباء وأساتذة جامعات ومهندسين وفنين ومهنين ؟ لماذا لم تهتم الدولة بالتعليم والصحة لترتقي بالدولة وإنسانها؟ إقتصادياً كم كان دخل الفرد في ستيانات القرن الماضي عندما كان التعليم مجاناً وكيف كان يؤثر التعليم على الناتج القومي ودخل الفرد؟ أما في مجال الصحة إذا لم تستطيع الدولة توفرها للمواطن فذلك سوف يؤثر سلباً على دور المواطن وبالتالي على الوطن فلاتستطيع تعليم شخصاً وهو مريض وبالتالي الصحة هي مكملة لحياة الإنسان ودوره في الانتاج القومي؟ كان الطبيب السوداني يتمتع بسمعة طيبة خارج السودان والدليل على ذلك عدد الاطباء السودانين في الخارج ومايقومون به من وأجب إنساني وسمعة طيبه. والعكس فى الداخل صار الحال يغني عن السؤال وتبددت الثقة فى الطبيب السوداني والدليل سفر المرضى للخارج مصر والاردن . ماذا أصاب الطبيب السودان؟ هل أطباء اليوم هم بنفس إمكانيات أطباء الأمس ؟ من المسؤل عن تدهور مستوى الطبيب السوداني ؟ لماذا فقد المواطن السوداني الثقة في الطبيب ؟ لماذا كثرت الأخطاء الطبية في الاونة الاخيرة؟ هل إهتمت كليات الطب بالكم العددي فضلاً عن النوعي؟ وبالمقابل هل الدولة تولى الصحة إهتمام اكبر كالدول الأخري؟ هل يجد المريض مستلزمات العلاج في المستشفي الحكومي؟ وهل تقوم الدولة بتوفير معيانات العمل الطبي للطبيب ليقوم بدوره؟ كيف تنتظر الدولة من الإنسان السوداني دفع عجلة التنمية وهي لم توفر له تعليماً ولا صحة؟ سؤال للمسئولين لو كانت الدولة تسعى للتطور والنهوض عليها إن تهتم بالتعليم والصحة لدورهما المتعاظم في البناء. وأن تولى جل إهتمامها هذين الصرحين لتاثيرهما المباشر على حياة المواطن وإقتصاد الدولة وعلية أقترح الاتي:- في مجال التعليم 1-أن تولى الدولة المختصين في مجال التعليم مسالة التعليم وتبتعد عن التعينات السياسية . 2- أن ترفع الدولة من ميزانية التعليم لاكبر ميزانية في الميزانية العامة لتجعل من مهنة التعليم مهنة جاذبة.3- وضع الخطط والاستراتيجيات للتعليم لتواكب التطورالإنساني وحاجة الدولة الإقتصادية . 4- الإهتمام بالتدريب والابتعاث و تطوير المناهج وعمل البحوث التربوية .5- تشجيع التعليم الفني والتقني والزراعي والصناعي لتستفيد منه الدولة إقتصادياً. أما في مجال الصحة:- 1- رفع كفاءة الاطباء بإلابتعاث لتخصص في المجالات المختلفة.2- توفير الاجهزة الطبية والادوية المنقذه للحياة مجاناً. -3 أن تولى الدولة صحة الإنسان قدر اكبر بتوفير الادوية وتحسين البيئة الصحية . 4- تحسين المستشفيات من الناحية العمرانية والصيانة الدورية .5 – تحسين رواتب الاطباء وتهيئة بيئة العمل الصحية. والله من وراء القصد د. إبراهيم عبد الله أحمد أبكر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة