المجنون القذافي وكما كانوا يدعون اولى اهتماما كبيرا بافريقيا والعمق الافريقي ودول حوض النيل فكانت صورة القذافي ملك ملوك افريقيا متوسطا الرؤساء لدول افريقيا وبصرف النظر عن التعريف والوصف للقذافي فكل يوم من لا يكتشف عبقرية القذافي وعمقه الفكري والاستراتيجي عليه الان ان يقر برؤية هذا الرجل واهتمامه بالدول الافريقية الذي سعى من خلالها لولادة فضاء افريقي مستقل اقتصاديا وامنيا بل نشر الرسالة الاسلامية في كثير من الدول وبناء المساجد والمدارس والمستشفيات ومحاربة الفقر ولقناعة القذافي ان الامن القومي العربي وشمال افريقيا مرتبط ارتباطا كليا بافريقيا ودول حوض النيل والعمق الافريقي ، كان توجها ونهجا لمليء الفراغ الذي استخدمته فرنسا والبرتغال واسبانيا وبريطانيا لاستغلال ثروات افريقيا من معادن وثروة حيوانية وغيره من المنتوجات ، بل كان القذافي مطاردا سعي اسرائيل الدائم لنفوذ لها في افريقيا وخاصة دول حوض النيل فما زالت مصر وان كانت اتفاقية كامب ديفيد هي العدو الاستراتيجي لاسرائيل وطموحاتها في المنطقة فاسؤائل الان تحاصر مصر وبتوسط نتنياهو صورة تذكارية لرؤساء دول حوض النيل ليقول لقد اتيت على الى افريقيا والاتحاد الافريقي الذي اسسه القذافي لاحل محل القذافي في ولادة فضاء افريقي يحمي المصالح الاستراتيجية الاسرائيلية وان تكون مرتعا لنشاطات امنية اسرائيلية لخلخلة الامن الوطني والقومي والاقتصادي لمصر ودول شمال افريقيا العربية ، كما هي صورة نتنياهو التي تريد ان تطوي صفحة اخرى للرئيس والزعيم القومي عبد الناصر عندما كان احد المؤسسين لمنظمة الوحدة الافريقية ودول عدم الانحياز ولتطمع اسرائيل بعضو مراقب في الاتحاد الافريقي بتاييد 10 دول واغلبية ما زالت رافضة لهذا المقترح الاسرائيلي فابان حرب اكتوبر قطعت 31 دولة افريقية علاقاتها مع اسرائيل وبتوقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائل اعادة بعض الدول علاقاتها معها.
اما منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح وفي فترة المد الثوري اولت اهتماما بافريقيا فكان وجود مؤثر وعلاقات بناءة لخدمة الثورة والقضية الفلسطينية فما عادت فتح ومنظمة التحرير وضمن السقوط والانحدار تولي اهتماما بافريقيا وانعكاسات اتفاقية اوسلو وللاسف ان نتنياهو يقف امام تذكارية عملية عنتيبي التي كانت فيها مواجهة مع القوات الخاصة الاسرائلية وفي مدينة عنتيبي .
كرست اسرائيل ثقلها ونشاطها في جنوب السودان واثيوبيا ليكون انفصال جنوب السودان امرا حتميا وكما كان لها الدور الفني والمادي في بناء سد النهضة المهدد لمستوى المياه في نهر النيل .
اسرائيل تسعى من توطيد علاقاتها مع دول حوض النيل لممارسة الضغوط على مصر تحقيقا للحلم الاسرائلي في وصول مياه نهر النيل الى فلسطين المحتلة وكما كان حلم تيودر هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية وقد عرض هرتزل بالفعل أثناء زيارته لمصر عام 1903 دراسة فنية لنقل مياه النيل عبر قناة السويس إلى سيناء، ولكن السلطات المصرية والبريطانية أهملتا عرضه فى ذلك الوقت، ثم جاء الدكتور إليشا كالى، الرئيس الأسبق لهيئة تخطيط موارد المياه فى إسرائيل، وأحيا الفكرة في دراسة نشرها عام 1974، وقال فيها: إن نهر النيل هو المورد الأجنبي المفضل لإمداد قطاع غزة بالمياه، وأكد ذلك فى كتاب منشور سنة 1978 بعنوان “الاستراتيجية في الماء”، ثم فى كتابه المنشور عام 1986 بعنوان “الماء في عهد السلام”، حيث ألحق به بحثا كان قد نشره فى نفس العام، يشمل خريطة توضح ترعة السلام، وهى تتفرع من نقطة من فرع دمياط بدلتا مصر.
جولة نتنياهو التي تشمل اوغندا واثيوبيا وكينيا وروندا مع فريق عمل يتكون من 50 رجل اعمال و80شركة لاحتكار السوق الافريقية ذات ابعاد خطيرة على الامن القومي العربي هذا النشاط المعادي الذي تمارسه اسرائيل سواء في اسيا وعلاقاتها مع تركيا او افي افريقيا لحصار الدول العربية الاسيوية والافريقية من خلال استهداف مصر وسوريا والعراق وتقويض اسس الامن الاقتصادي والبشري وامن المياه في تلك الدول وتهديدا لدول شمال افريقيا .
العرب غافلون بل ملتون في صراعاتهم الداخلية القبلية والعشائرية اما نتنياهو فقد وجد الصيد الثمين في افريقيا وفي مناخات تطمينية من ابو الغيط الامين العام للجامعة العربية الجديد وعدم اكتراث لزيارة نتنياهو ..... لا ادري هل هي حسن نوايا ام سذاجة ام يأس يدعو للامبالاة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة