( قصة ) أنا والمجروس ودخان الصهب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-07-2016, 12:11 PM

حسن إبراهيم حسين
<aحسن إبراهيم حسين
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
( قصة ) أنا والمجروس ودخان الصهب

    11:11 AM July, 07 2016

    سودانيز اون لاين
    حسن إبراهيم حسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    أنا والمجـــــروس ودخـــأن الصــــهب

    "حكاية رحلتي هذه مهداة إلي كل سوداني يدرك مراميها و يسبر غورها"
    حان موعد الدراسة وبدأ طلاب وطالبات الثانوية و الجامعيون بتلودي يعدون العدة لرحلة الخريف . كان ذلك في نهاية السبعينات . فقدنا الأمل في مجروس أو تراكتور بمقطورة يقلنا الي كادقلي. واستعدينا للسفر علي الأقدام لمن لا ثور له أو دابة من الدواب ليمتطيها . وفي مساء ذلك اليوم كنت بالسوق , وفاح شمار أن هنالك حملة عسكرية إلي كادقلي .فطرنا فرحا الي قيادة الجيش بتلودي و تاكدنا من صحة الشمار ,ولكن خاب الأمل حينما اعلن قائد الحامية عدم اصطحاب الملكية(المدنيين) في شاحنات القوات المسلحة..
    لم نستسلم , إتصلنا عبر الراديفون الخاص بالمؤسسة الزراعية بشخص واصل وهو بكادقلي, - وقتها لم يكن هنالك جوالات ذكية ولا غبية - وتمكن هذا الشخص من الحصول علي قرار من القيادة العامة بكادقلي بإصطحابنا في شاحنات الجيش(مجروسات) , شرط التوقيع علي تعهد يخلي القوات المسلحة من أي مسؤولية في حالة تعرضها لكمين أو لغم ... وقعنا علي التعهد بحامية تلودي ,ووقع أولياء أمورنا و كان المداد دموع أمهاتنا ..وقد أودعننا الرحمن. .
    نعم تحركت الحملة صباحا", ثلاث مجروس و ثلاث تراكتور بدون مقطورة ...تحركنا وفي الأفق بوادر ضحوي (مربط عجيل) . وحينما وصلنا طابولي وهي قرية تقع شمال غرب قردود تلودي , إنفتقت السماء مدرارا" ,ولجأنا الي مدرسة طابولي الإبتدائية, وهي عبارة عن جملونات من طين وقش و أمضينا بها الليل وكان نومنا كما الديك علي الحبل. ,.
    تحركنا صباح اليوم الثاني من طابولي وسط زخات المطر الذي خف . وكان سائق المجروس الذي كنت عليه من إخواننا الذين يجهلون طبيعة تلك المنطقة .
    خرج من المسار الرئيسي في محاولة منه لتفادي السيول ,ليتجه نحو أرض عالية لا شجر فيها ,يظن أنها اسلم .ولكن هيهات كانت الأرض عبارة عن أمجمادية (قشرة ارض تحتها ينبوع ماء) لقد غطس المجروس حتي النخاع (الصندوق ) .و فشلت التراكترات الثلاث في إخراجه ..و خيم علينا الليل . يا له من ليل ممطر دامس, أوجز وصفه بأنك لا تستطيع رؤية طرف من أطرافك .
    قرص البرد واشتد الجوع , وهنا تبدأ المغامرة. وسببها الجهل بالمنطقة ......
    بينما نحن كذلك في حيرة من أمرنا ,فإذا بضوء ينبعث من مكان عال أفادنا الأخ بشير و الملقب ب (أبو يمن) ,أفادنا بأن ذلك دليل علي وجود حلة في قمة جبل . وقال لنا من يرافقني لنذهب إلي هناك نقتبس منها دفئا" ؟ .و كنت أعرف أن هذه المنطقة تسكنها قبائل المورو واحدة من قبائل منطقة جبال النوبة

    نواصل
                  

07-07-2016, 12:13 PM

حسن إبراهيم حسين
<aحسن إبراهيم حسين
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( قصة ) أنا والمجروس ودخان الصهب (Re: حسن إبراهيم حسين)

    كرر أبو يمن السؤال, من يرافقني؟؟؟ قلت له أنا أرافقك ولم أكن أعرف أنه كان جادا.. وانضم إلينا ثلاثة من الشباب أذكر منهم الخير عبد الرحمن . ولما خلصنا نجيا قررنا أن نذهب إلي مصدر النار التي آنسناها و كان سلاحنا عصي وفرار ( فأس صغير) و تحركنا خلسة كي لا يعلم قائد الحملة بالمخطط ,ولكن إنكشف امرنا حينما إنبعثت ضرخة من إحدا البنات تحاول إثناء أخيها عن المغامرة , فعلم الضابط بالأمر ..ولما فشل في إقناعنا أمر أحد الجنود بمرافقتنا وسلاحه كلاشنكوف .
    تحركنا نشق طريقنا مهتدين بنور البطارية التي يحملها أبو يمن وهو يتقدمنا, وبدأنا فعلا نصعد إلي الجبل عبر النجاض ( وهي محاصيل خفيفة تزرع حول أماكن السكني منها الذرة الشامية) سالكين زقاق ضيق وسط الأعشاب هو طريقهم من الجبل الى السهل حيث اماكن الزراعة. .
                  

07-07-2016, 12:15 PM

حسن إبراهيم حسين
<aحسن إبراهيم حسين
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( قصة ) أنا والمجروس ودخان الصهب (Re: حسن إبراهيم حسين)

    وصلنا إلي مصدر الضوء وكان فعلا منزلا" لأحد مواطني المنطقة . شارفنا سور المنزل وهو عبارة عن سياج من فروع الأشجار بياضها طين وروث أبقار . وقفنا أمام بوابة الحوش (سدادة من فروع أغصان الشجر) .وطفقنا ننادي أهل الدار ولا أحد يجيب, و كدنا نفقد الأمل. ..
    و فجأة يظهر شبح آدمي يتحرك نحونا من داخل الحوش فإذا بالشبح يبين إمراة عجوز طاعنة في السن عليها غطاء يستر ما تحت السرة فقط ,عبارة عن هيكل مكسو بجلد أجعد كما بدا لنا من نور البطارية ,و كانت ترطن (لهجة محلية) و لم نفهم ما تقول ولم تفهم . و كانت المفاجئة أن رطن معها أبو يمن فهو يجيد لهجة المورو و طجو و كرنقو حيث عمل مفتش أقطان بتلك المناطق لفترة طويلة .جابها صيفا" و خريفا. و يمتاز أبو يمن بشجاعة لم أرها في لونه ( الحلبي) كما يحلو لنا تسمية ذوي البشرة البيضاء مجازا" . ..إبتسمت العجوز وعادت أدراجها .وما هي إلا لحظات ويخرج لنا صاحب الدار وهو رجل في الأربعينات من العمر و كان يتحدث العربية ,فقال لنا تفضلوا .
    هنا يجب أن نتساءل لماذا خرجت المرأة العجوز أولا و الرجل موجود ؟ بديهي أن يعرف الأجابة بعض اهلنا القداما . .
    هنا اسمحوا لي أن أقف و قفة تأمل مصطحبا" فيها تأريخ الفاخورة ( الرأس و ليس الكتب ) .
    يحكي انه في زمن الغارات (شرعة الغاب) حينما كان البقاء للأقوى و المانع يأكل الضعيف -وما أشبه اليوم بذلك الزمن أم هو التأريخ يعيد نفسه -. في ذلك الزمن كانت المرأة هي التي تخرج أولا لمقابلة طارق الليل .و العجوز إن وجدت أفضل, لأن المرأة ليس لها عدو كما سادت الأعراف, (أنظر في ذلك الزمن تجد حتى العداء له أخلاقيات تعف عن قتل الأطفال و النساء و الشيوخ ).
    و لكن أين نحن الآن من ذالك ؟
                  

07-07-2016, 12:16 PM

حسن إبراهيم حسين
<aحسن إبراهيم حسين
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( قصة ) أنا والمجروس ودخان الصهب (Re: حسن إبراهيم حسين)

    الغرض من خروج المرأة العجوز, أولا كي يتاح للرجل فرصة يستعد فيها لمقاومة عدو محتمل .
    ثانيا" أن المرأة ليس لديها عدو.
    نعم دخلنا الحوش ,و داخل الحوش د خلنا الديوان ,وهو عبارة عن قطية جدرانها من طين بابها صغير, لن تدخله إن لم تحبو مستخدما راحتي يديك و ركبتيك . و لما كانت جيوش البعوض مخيمة داخل تلك القطية, تلهفت لدمائنا مما أضطر صاحب الدار أن يشعل لنا حطب الصهب ,حيث الدخان اللاذع ليطرد البعوض .
    و الله لحظات لن أنساها ,حينما إختنقت و تصبب عرقي, فآثرت البعوض علي دخان الصهب !!!
    و خرجت من القطية, لأجد صاحب الدار يخرج من الداخل يحمل بواكير خيرات الدرت (ذرة شامي و فريك ) .أخذت نصيبي ولم أدخل القطية البتة .
    أين أبو يمن؟ تساءلت و لم أسمع له حسا" ,فناديته بأعلي صوتي و أجابني ! لك أن تتخيل!! و قد لا تصدقني , تبعت الصوت مستخدما ركبتي أحبو كما الطفل لأتمكن من الدخول الي حيث الصوت. لأجد أبو يمن جالسا" في المطبخ حول اللدايا (ثلاث حجار توقد بينها النار ويوضع عليها قدر الطهي (الكلول) .كان ممسكا" بالمسواط يسوط العصيدة( و ليس الكلام) .يساعد ربة المنزل في إعداد العشاء للضيوف و كان يرطن معها وهي تضحك و أنا لا أعرف شيء .
    هكذا الكرم نهضت لتعشي ضيوفها و المنطقة كما ذكرت آنفا" كانت ثائرة . .
    الحمد لله أكلنا الذرة الشامي و العصيدة الدافئة بالحليب الطازج و نعمنا بدفء الكرم و دفء دخان شجر الصهب . و لكنا لم ننسى إخواننا بالمجروس الغاطس في الطين .
    همس أبو يمن في أذني وقال إنه سمع ثقاء الضأن فطلبنا من صاحب الدار أن يبتاعنا خراف نحملها إلي المجروس و رفض .و لكنه أكرمنا بحمل صغير و دونما مقابل .(أنظر الكرم الأصيل).

    نواصل
                  

07-07-2016, 12:20 PM

حسن إبراهيم حسين
<aحسن إبراهيم حسين
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( قصة ) أنا والمجروس ودخان الصهب (Re: حسن إبراهيم حسين)

    ودعنا صاحب الدار شاكرين حسن ضيافته,وقفلنا راجعين من حيث أتينا
    وهنا كانت المفاجأة التي طارت لها عقولنا !!!
    يبدو أن الأمر ليس منزلا و احدا" فحسب إنما هي قرية كبيرة فب قمة الجبل حال دوننا الظلام لنعرفها, إذ فوجئنا بمجموعة كبيرة من الشباب يحملون عصى مدببة الرأس (كرللى), هكذا تسمى ، و اعترضوا طريقنا وهنا أخونا العسكري لم يقصر سرعان ما اعد الكلاشنكوف و لكن أبو يمن هدأ روعنا حينما رطن معهم و عرف أن لديهم سبر أو كجور(معتقد سائد في جبال النوبة) يمنع أن تشق النجاض قبل إعلان موسم الحصاد في فرح موسمي و إلا يكون ذلك نذير نحس وشؤم للقرية . إحترمنا المعتقد ولكن ما الحل ؟ أشاروا الي طريق يؤدي الي قمة الجبل و ينزل من الناحية الأخري (الغربية) ,يحتاج لجهد و زمن ناهيك عن إحتمال التيه عن المجروس و الظلام دامس . توكلنا علي الله وسلكناه . و حينما تيقنا ان المسافة قد بعدت بيننا و بينهم, قفلنا راجعين لطريقنا الأول, وأحسوا بنا وتنادوا ليلحقوا بنا ,وهنا و الحق يقال لقد أطلقنا سيقاننا للريح ..ومعنا الحمل.. و لولاه لما إنكشفت خيانتنا لهم . لقد سبقناهم و يتقدمنا اخونا العسكري حيث كان الأسرع. .
    و صلنا المجروس وهلل أصحابنا بعودتنا سالمين ,ووجدناهم في حال يرثي لها فمنهم من حفر في الأرض ليصل صعيدا" جافا" ليدفن نفسه و ينعم بالدفء ,و منهم من طلا بشرته بالجازولين لتخفيف لسعات البعوض .
    بزغ الفجر و عملنا جميعا في قطع الأشجار و جلب الحجارة حتى خرج المجروس من الوحل.
    واصلنا الرحلة و لله الحمد هذه المرة كان منسوب خور المساكين يسمح بمرور المجروس وعبرنا دون مشقة وسلمنا من لدغة العقرب .(قصة ..الثور وسيلة المضطر).
    طيلة تلك الرحلة لم يجرؤ أحد منا على الشكوى و إلا سمع ما لا يرضيه من العساكر الذين لم يرضوا أن يسافر معهم المدنيين (الملكية)
    هكذا كانت جبال النوبة لمن لا يعرفها تنعم بالتعايش السلمي بإختلاف إثنياتها التي تلاقحت كان التصاهر عفوي. فمنهم من إعتنق الإسلام مختارا" دونما غش أو إغراء أو حتى دعوة أو أسلمة أو مشروع حضاري . هل تعود تلك المنطقة لما كانت عليه؟ سؤال أطرحه للجميع . حسب إعتقادي نعم ذلك ممكنا" إن تحلينا بقبول الآخر.

    حسن إبراهيم حسين

    الرياض - السعودية

                  

07-07-2016, 01:32 PM

حسن إبراهيم حسين
<aحسن إبراهيم حسين
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( قصة ) أنا والمجروس ودخان الصهب (Re: حسن إبراهيم حسين)


    أردد ما قاله الشاعر الهادي آدم

    إذا ما العلم أمسى وهو حرب على الإنسان في العهد الجديد
    فقل لعهد نيرون سلاما وقل لشرعة الغاب عودي


    التناحر وعدم إحترام رأي الآخر نعيشه حتى في هذا المنبر

    نفضل المهاترة بدل التأني في دراسة رأي الآخر وتحليله بصورة مجردة

    الخندقة هي علة وعثرة في مسيرة التغيير
                  

07-07-2016, 10:53 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( قصة ) أنا والمجروس ودخان الصهب (Re: حسن إبراهيم حسين)

    ول أبا حسن إبراهيم
    كل سنة وأنت طيب والأسرة بالف خير ..

    ممتع .. ورائع.

    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de