. الفيديو المرفق مع هذا المقال صادم بدرجة يفترض أن يفيق معها كل فرد فينا نحن الشعب المغيب الذي يكثر من الحديث عن اكمال ثورته بينما الأفعال تأتي مخالفة لذلك.
. بعد أن أضعنا ذلك الزخم الثوري الهائل و أهدرنا وقتاً ثميناً في أحلام وردية وإصرار عجيب على مثبطات الروح الثورية من تقاعس لقوى الحراك وتخاذل لرئيس حكومة الثورة وبروبغاندا إعلامية للجنة التفكيك التي شغلت الناس بالأصغر وتركت الهوامير الكبيرة تسرح وتمرح بما فيهم أقطاب الإعلام الذين ظل بعض أعضاء اللجنة أنفسهم وقادة الحراك يُستضافون في قنواتهم، وبعد أن ضيع علينا وزير إعلام حكومة الثورة أهم فترة في تسويف ومماطلات، وبعد أن انقلب البرهان على الحكومة المدنية كنتيجة طبيعية ظهرت مؤشراتها باكراً لكن لم يجد التنبيه المستمر آذاناً صاغية، بعد كل ذلك ما زلنا نردد عبارتنا المحببة "الثورة مستمرة".
. والغريب أنه بعد الانقلاب استمر البعض في تخدير أنفسهم وانتظروا من الغرب مناهضته وعاشوا على أمل أن العالم ما عاد يقبل بالانقلابات.
. وقد كان رأيي وقتها أن العالم الخارجي لو أراد بالسودان خيراً فلن يعجزه ابعاد البرهان وحميدتي من المشهد، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.
. وكيف لهم أن يفعلوا ذلك ونحن أهل الشأن قد قبلنا بدءاً بلجنة البشير الأمنية وقبل ذلك تجاهلنا منذ أيام الاعتصام النتبيهات والتحذيرات من رجلات خارجية مشبوهة لبعض القوى ورموزها.
. أفبعد كل ذلك التهاون نتوقع أن يزيح لنا العالم الخارجي قادة انقلاب ينفذون لهم كل أجندتهم بأبخس الأثمان!
. لما تقدم وفي لحظة يأس وبعد اطلاع عن كثب لما وصل له حالنا أيدت مؤقتاً الاتفاق الاطاري الذي طال الحديث عنه لعلمي بأن استمرار الوضع الحالي سيؤدي بنا إلى لحظة نفقد فيها معظم البلد.
. راودني عشم طفيف في أن تقف بعض القوى المدنية حائلاً أمام البيع المستمر لأرضنا وثرواتنا ومواردنا وكل ما هو سوداني.
. لكن أثبتت الأيام بما لا يدع مجالاً للشك أن بعض المدنيين أشد خطراً على الوطن من العسكريين أنفسهم.
. ولهذا لم يعد هناك عشم لا في اطاري ولا غيره.
. الوطن يتسرب من بين أيدينا في كل لحظة، ودونكم القيديو المرفق.
. وإن استمررنا على هذا الحال وأصررنا على ترديد الشعارات دون أن يصاحبها عمل جاد وملموس سيأتي علينا يوم لا نجد فيه أرضاً نكمل عليها ومن أجلها ثورتنا، هذا إن لم يكن هذا اليوم قد دنا فعلاً.
. تأمل السحنات واللهجات والحركات لمن يظهرون في الفيديو فهل لهم علاقة بمصر التي يشيدون بها وبقواتها المسلحة وما تقدمه لهم من خدمات!
. ولك أن تتخيل عزيزي الوطني الثائر أن مثل هذا التسجيل يتزامن مع لقاء لمن يسمون أنفسهم بالإعلاميين مع القنصل المصري من أجل تخفيف حدة التوتر المصاحب لمباراة كرة قدم.
. أي خيانة ووضاعة وخسة يتصف بها بعض السودانيين!
. وكيف لنا أن نكمل ثورة في وجود أمثال هؤلاء ما لم نهب هبة رجل واحد للحاق بما تبقى من هذا السودان!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 24 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة