ربما يدهشك العنوان ،فالطبيعى والمالوف أن نتحدث عن صناعة النجاح وأسبابه ومقوماته وليس عن الفشل والتعايش معه وبه ، الا ان ما اطرحه هنا هو مجرد راى وتشخيص من وجهة نظرى لمرض مزمن ان الأوان لمحاولة ايجاد علاج له .
للأسف إننا عانينا فى السودان على مدى عقود طويلة مضت من الفشل الإداري على معظم المستويات للدرجة التى جعلت البعض يطلق على سوداننا العزيز ( دولة الفرص الضائعة والمهدرة ) ، ولكن متى يبدأ السودان عهدا جديدا وبداية البناء ، وأصبح واضحا أن هناك مساعى و بإرادة سياسية قوية للاصلاح والتغيير وعلاج أوجه الخلل على كافة المستويات تجنبا وتجاوزا لهذا الفشل الذى إضحى مزمنا فى كثير من مناحى الحياة فى بلدنا .
والفشل وسوء الإدارة مثله كنتيجة مثل النجاح لا ياتى صدفة بل أن له أسباب وعوامل- وكما يمكن ان تتوقع نجاح شخص او مهمة بتحليل الأسباب والمقومات ، يمكن أيضا أن تتوقع العكس بنفس الآلية ،وكما أن للنجاح رموز ورجالات فهناك أيضا رموزا للفشل وسوء الإدارة حيث تستطيع أن تتوقع اخفاقهم من اليوم الأول لتوليهم المسوولية لأنهم ببساطة غير مؤهلين للقيام بتلك المهام .
لن أخوض فى اسباب سوء الإدارة فى السودان ومؤسساته فهى كثيرة ومتعددة وربما كان أبرزها هو سوء إختيار القيادات و المسوءولين فى مختلف المجالات سواء كان ذلك بسبب الجهل وقصور المعلومات ، أو بسبب المجاملات والمصالح المتبادلة مما يمكن وصفه بالفساد وهو الداء الذى عانينا منه كثيرا وما زلنا .
الموضوع المثار هنا هو قبول الفشل وسوء إدارة مؤسسات البلد والتستر عليه والتعايش معه والتباطوء فى إتخاذ قرار التغيير والإصلاح حتى نصل الى المرحلة التى يصبح فيها الاصلاح مستحيلا . الفشل الادارى كالسرطان اذا تم اكتشافه وتشخيصه والتعامل معه فى مرحلة مبكرة يكون العلاج سهلا وممكنا ، أما إذا اهمل وترك ليتطور وينتشر فى الجسد ربما نصل الى المرحلة التى يكون العلاج فيها غير ذى جدوى وتكون النهاية حتمية مثل الكثير من شركات ومصانع القطاع العام التى دمرتها ادارات فاشلة وفاسدة ولم يعد هناك جدوى من الإصلاح والاستمرار فكان التوقف عن النشاط والتصفية هما المصير المحتوم .
دولة تمتد خيراتها من شرقها وغربها وجنوبها وشمالها و وسطها ،، ومع هذا فقيرة جداً تستجدي الدول وتمد أياديها ( للتسوّل ) ،، وهبها الله خيراتٍ لا حِصر لها ،، ولكنّ حكامها فاشلون ،، كُل كنوز الدنيا موجودة على باطنها ،، ولكنها تفشل في إدارة الموارد ،،أنهار ومياه جوفيه ،، أرض زراعية شاسعة صالحة للزراعه ،،الذرة ، السمسم ، القمح ، الصمغ ،،بترول ومعادن وذهب ،، يبلغ ساحل البحر الأحمر 780 كلم ،، بها عدد كبير من مصانع السُكّر ،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة