عند كل عام يحل علي المسلمين شهر رمضان الخاص بأداء شعيرة الصوم والتي تعد ركن من اركان الاسلام الخمسة وقد وضع القران الكريم كتاب المسلمين المقدس ضوابط لمن يريد الصوم منها ان يكون صحيح البدن وغيرها من الشروط الشرعية ولكن بكل اسف تحولت شعيرة صيام شهر رمضان من العبادة الي العادة وتحدي للذات واثبات المقدرة علي تحمل الجوع والعطش فصار الذي يفطر في نهار رمضان ينظر اليه الناس نظرة استحقار بغض النظر عن ظروفه الشخصية
من المفترض ان تكون اداة تلك الشعيرة امر خاص مابين الانسان وربه و لايجب البوح بها فتجد العديد من الذين يصعب عليهم اداء صيام رمضان يفتعلون المشاكل بدون سبب مقنع وقد يصل الامر الى مالا يحمد عقباه وكل ذلك بسبب الضيق من تحمل الجوع والعطش في نهار رمضان خاصة في بلاد مثل السودان الذي لسوء حظ سكانه ان شهر رمضان يصادف بشكل شبه دائم الحلول عند فترة شهور الصيف الحارة جداً حيث ترتفع درجة الحرارة الي ثمانية وأربعين درجة مئوية وبالمقابل نجد اصحاب الامراض المزمنة يعانون اشد انواع المعاناة في تناول وجباتهم حيث يقل الاهتمام بهم وحتي الاطعمة التي تباع في الاسواق يرتفع ثمنها بسب جشع التجار فشهر رمضان بالنسبة لهولاء التجار يعتبر موسم للجشع والكسب علي حساب البسطاء
الانسانية علمتنا ان الاحسان الي الفقراء لايجب ان يكون محصور في شهر معين من ضمن شهور العام حيث يزداد في شهر رمضان الانفاق بشراء الاطعمة والمشروبات والتي يعجزون عن تناولها ليكون مصيرها التوزيع كصدقة علي منازل الاسر الفقيرة في الاحياء السكنية وان كان الافضل ان تقدم لهم وهي طازجة بدلا من تكون فضلات طعام
باختصار يمكن ان نصف حياة الناس في شهر رمضان اقرب الي الضجيج و البذخ والترف خاصة عند الاغنياء حيث تتحول حياتهم الي مهرجانات من السهر واقامة الاليالي الغنائية والموسيقية والنوم بفترة النهار تحت نسائم اجهزة التكيف الباردة حيث يتم استبدالها باخري جديدة والاحتياط بشراء اجهزة توليد الكهرباء تحسب لانقطاع التيار الكهربائي بينما الصائمين من الفقراء يعملون تحت هجير الشمس الحارقة وعندما يرجعون الي منازلهم لايجدون تيار كهربائي مستقر فيلهثون الي الاسوق لشراء الثلج بينما المرضي يعانون اشدة انواع المعاناة فترتفع نسبة الامراض بسبب عدم الاستقرار الغذائي بينما الاخرين من الذين تضيق صدورهم بالصوم نجدهم يختلقون المشاكل بسبب وبدون سبب ويعقبها ترديد عبارة اللهم اني صائم
اذا علي رجال الدين الاسلامي من العلماء اقناع اتباعهم بان شهر رمضان يجب ان يكون شهر لصفاء الروح ومحطة تتوقف فيها النفس لمراجعة العام الماضي والاستعداد للعام المقبل بالبعد عن التطرف والكراهية وان يكون الايمان الحقيقي في تقديم الافضل من الطعام والشراب الي الفقراء والاحسان اليهم والعمل علي قبول الآخر والتخلص من كل ما يوقف المسيرة نحو مقاصد الاهداف الانسانية النبيلة
المتاريس علاء الدين محمد ابكر 𝖠𝗅𝖺𝖺𝗆9770@𝗀𝗆𝖺𝗂𝗅.𝖼𝗈𝗆
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 24 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة