هي عدة شماعات، منها: مصر سبب نكبة السودان، حميدتي سبب نكبة السودان، الحركات المسلحة سبب نكبة السودان، وقبلها جون قرنق والجنوبيين سبب نكبة السودان.. ويبدو أنهم يقصدون أنفسهم وحدهم بالسودان. وسوف أناقش هذه الشماعات التي علقت عليها حكومات الشمال النيلي خيبتها وفشلها، باستمرار: بالنسبة لمصر: قبل كل شيء، وقبل السرد التاريخي لما هو معروف من عمالة اثنيات الشمال النيلي؛ حيث حاربت هذه المجموعات ضد الإمام المهدي ثم تورشين، ونشوء بيوتات واحزاب ذات توجهات مصرية، قبل كل ذلك اسالوا انفسكم: منذ قيام الثورة؛ اين هربت القيادات السياسية للاحزاب المختلفة؟ لقد هربوا إلى مصر. كل مسؤول سوداني لديه عقارات في مصر، يأكل ويشرب فيها. كل الاحزاب هاجرت إلى مصر، واليوم، صلاح قوش وصلاح التاني بتاع التمكين وغيرهم، فروا إلى مصر. الشماليون لا يستطيعون الحياة بدون مصر، ولو أغلقت مصر حدودها مع السودان فسيصرخ الشماليون ويبكون حتى ترضى عنهم مصر وتفتح لهم الحدود. فمصر ليست سبب نكبة السودان، بل عمالة الشماليين وخيانتهم هي السبب. حتى الآن، لم نجد مصري واحد دخل واختطف ماشية من السودان وقام بتهريبها إلى مصر. السودانيون هم من يبيعون ماشيتهم للمصريين. ولا يوجد تاجر يبيع بالخسارة. وإذا رفضوا فالخروف في استراليا بأقل من دولار، اما الجمال والنوق فيتم قتلها عبر حملات قتل متواصلة هناك لأنها تكاثرت واضرت بالتوازن البيئي، وإذا اردت ان تستورد من هناك فسيمنحوكها مجاناً ولن تكلفك إلا مصاريف الشحن. صادرات مصر بلغت ثلاثة وثلاثين مليار دولار السنة الماضية، بمعنى أنها اضعاف مضاعفة من قيمة الناتج القومي السوداني كله. مصر المستورد رقم واحد للقمح في العالم. اما صادراتها من الملابس والسجائر وغير ذلك فبالمليارات. في حين أن ميزانية السودان في افضل اوقاتها لن تتعدى سبعة مليار دولار. إذا، فليست مصر هي سبب نكبة السودان، بل عمالة حكام الشمال النيلي. كذلك يشيعون بأن حميدتي والحركات هم سبب نكبة السودان، رغم أن حميدتي جديد في المشهد. فحميدتي لم يضع السودان في لائحة الدول الراعية للارهاب، بل حتى لم يتم تضمينه في المتهمين بالمحكمة الجنائية الدولية، وحميدتي ليس هو من آوى حماس أو جلب بن لادن وتنظيم القاعدة، ولم يحاول اغتيال حسني مبارك، ولم يعلن الجهاد ضد الجنوبيين المساكين ولم يصرخ امريكيا روسيا قد دنا عذابها..الخ. بل حميدتي نفسه صنعه الشماليون ليكون كلب حراسة لهم، لكنه انقلب عليهم، وهاهم اليوم يريدون ان يتحول الكباشي لكلب حراسة لكي يقاتل من اجل حماية نفوذهم ومصالحهم التاريخية، وربما إذا حاول الفلفصة بعد ذلك شيطنوه ونسبوا ماساة السودان للكباشي الغلبان كما نسبوها لغيره. ويقولون الحركات هي سبب نكبة السودان. وهذا ما قالوه عن الجنوبيين من قبل وما بدلوا تبديلا، وقالوه ايضاً عن أهل النيل الازرق وجنوب كردفان والآن غرب كردفان والشرق...الخ. فالعالم كله خطأ لكنهم هم وحدهم الصواب وهم الطيبون وباقي العالم اشرار. كلها اكاذيب وكلها شماعات يحاولون بها الإلتفاف حول حقيقة فشلهم منذ الاستقلال في ادارة السودان وحكمه، وتفانيهم المخلص في احتكار المناصب والثروة والسلاح والقوات النظامية والبنوك والقضاء..الخ. ودمروا الدموقراطية لأنهم لا يؤمنون بحق الآخر في الاختلاف. ولا حتى حق الآخر في الحياة. لذلك فشماعاتهم هذه لا تقنع طفلاً صغيراً لكنها تقنهم هم وحدهم. او كما يقول التلميذ البليد: دة ما شغلي الاستاذ مستقصدني. فهل كل الشعوب السودانية الغلبانة تستقصدهم هم وحدهم. لا بد من فصل الشمال من باقي أجزاء السودان، لأن العضو المريض يجب بتره.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 10 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة