سألني البعض ولامني البعض وتهكم آخرون .. لماذا توالي وتركيز النشر هذه الأيام عن شركة (ميروقولد/الصولج) دوناً عن باقي القضايا ؟؟
الإجابة تجدونها في هذه الواقعة ، والتي سبق أن قمت بنشرها في 27 يونيو 2022 ، في منشور لم يعره الكثيرون بالاً .. أقتبس وأختصر منه تجنباً للإطالة
فصلت شركة (ميروقولد للتعدين) - وهي واجهة (فاغنر) الروسية في السودان - عدد 10 من المترجمين السودانيين العاملين لديها ، فصلاّ تعسفياّ دون إبداء أسباب ودون صرف إستحقاقاتهم حسب قانون مكتب العمل ، فشركة (ميروقولد) إعتادت أنها فوق القانون تحت الحماية التي توفرها لها (هيئة الإستخبارات العسكرية) عبر ذراعها المملوكة لها شركة (أسوار للخدمات) .. إثر ذلك أقام المفصولون دعوى قضائية ضد (ميروقولد) بمحكمة العمل.
في إحدى جلسات محكمة العمل ذكر عدد من المترجمين أنهم كانوا يقومون بمهام الترجمة خارج البلاد في (ليبيا وتشاد ومالي وأفريقيا الوسطى) مهمات سفر خارجية حسب توجيهات إدارتهم في (ميروقولد) ، وأنهم لا يتقاضون بدلات (ساعات عمل خارج السودان).
المفاجأة .. قدم أحد المترجمين لهيئة المحكمة صورة من عقد بيع وشراء بين (ميروقولد) و (مصنع اليرموك للأسلحة) التابع للقوات المسلحة .. يثبت العقد شراء شركة (ميروقولد) لكميات من الأسلحة والذخائر من القوات المسلحة !!
كما ذكر المترجم لهيئة المحكمة أنه شارك برفقة (روس) في رحلة بطائرة خاصة محملة بالأسلحة والذخائر المذكورة بعقد الشراء ونقلتها (ميروقولد) الى (ليبيا).
حولت هذه الإفادات القضية من مجرد محكمة عمل في نزاع على مرتبات وحوافز ، الى قضية بيع وشراء ونقل سلاح وتخابر دولي ، المفاجأة جعلت القاضي يأمر بإستدعاء (المخلوع) والعميد (محمد قرشي) مدير شركة (أسوار) وضباط آخرون ضالعون في صفقة السلاح هذه.
عندها وكالعادة تدخلت شركة (أسوار) التابعة (لهيئة الاستخبارات العسكرية) وهي غطاء (ميروقولد - فاغنر) وسندها وحاميها في السودان .. فأستدعت المترجمين وعقدت معهم تسوية لإغلاق ملف القضية ولملمة الموضوع ، وصرفت للمترجمين كامل مستحقاتهم التي تراوحت بين 9 و 12 ألف دولار حسب مدة خدمة كل مترجم منهم ، مع أخذ توقيعات تلزمهم بالحفاظ على سرية المعلومات التي كانوا شهوداً عليها أبان فترة عملهم بالشركة ، كما تعرض بعضهم للتهديد في حالة إفشاء أي معلومات.
لك أن تتخيل .. شركة تعدين أجنبية خاصة .. تشتري السلاح والذخائر من مصانع القوات المسلحة مباشرة ، وتنقلها الى خارج السودان بطائراتها الخاصة ، وتعقد تسويات مشاكلها مع موظفيها تحت أشراف (هيئة الإستخبارات العسكرية) ، ومبالغ التسويات يستلمها المستحقون من داخل القيادة العامة .. هل هذه مجرد شركة تعدين أجنبية خاصة ؟!!
يا سادة .. نحن أمام قضية أمن قومي مستباح من الإستخبارات الروسية عبر شركة (فاغنر) وذراعها (ميروقولد) التي أصبحت زوراً الان (الصولج) ، تحت حماية ورعاية أرفع أجهزة الدولة الأمنية والإستخباراتية .. ناهيك عن نهب وتهريب الذهب ، والحرب الاعلامية ضد الثورة التي تديرها من الخرطوم .. أليست هذه الأسباب كافية للمنافحة وتركيز النشر عليها ؟!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست