بدأ الخطاب واضحاً، و صريحاً يشرح ما يدور خلف الابواب المغلقة.
قال البرهان : “ الحد البيننا وبين الإطاري هو دمج الدعم السريع”
في الظاهر يرى البعض ان البرهان يشكو ضعفه، و قلة حيلته، و عدم قدرته علي الدمج، و مواجهة الدعم السريع، حيث سبقه الكباشي في ذات الإتجاه.
الحقيقة الغائبة علي الشعب السوداني، و يجب ان نقولها بكل وضوح ان بعض القوى السياسية المدنية في الإطاري اعطت حميدتي الضوء الاخضر بأنه سيكون هو الاساس في إعادة هيكلة الجيش، و ستكون مليشيا الدعم السريع هي النواة التي سيتشكل عليها الجيش الوطني المرتقب.
نذكر خطابه الشهير يوم توقيع الإطاري، حيث قال : “ يحتاج الجيش لإصلاحات عميقة”
فهذا التصريح في ذلك التوقيت، امام هذا الحشد لم يكن تصريحاً عابراً، او للإستهلاك السياسي، كانت رسالة واضحة كالشمس في رابعة النهار، بأنه يمتلك الجرأة المدعومة بالقوة ليقرر مصير الجيش السوداني.
هذا يعكس الوجه القبيح للسياسة السودانية، لطالما السلطة هي الغاية فلا مانع للبعض بأن تكون مليشيا الدعم السريع ذراعاً عسكرياً يمكن التحالف معها لطالما الرجل يبحث عن حاضنة سياسية، يجد عبثاً عندها طوقاً للنجاة.
افعال الساسة عندنا لا تنطلق وفق مبادئ، او اخلاق، او ضمير ، فالمصلحة الذاتية هي المحدد، و الموجه.
إلتقط حميدتي المبادرة، و قال “ يا فكيك”
رأى في الإطاري الخلاص لطالما القوى المدنية المؤثرة قد غازلته، فبنى آمالاً عراض.
حميدتي رجل بسيط محدود القدرات، حملته الظروف الي هذا الموقع دفعاً، و ذلك لتقاطعات كثيرة فرضت المشهد بهذه الصورة غصباً عن الجميع.
موقف حميدتي من الإطاري، و حماسته تجاهه لا تنسجم مع موقف الرجل دولياً.
الرجل حسم معسكره حيث يمم وجهه الي موسكو في وقت حرج لا يمكن لسياسي متواضع القدرات ان يسلك هذا الإتجاه في ذلك الظرف الدولي المُعقد بعد حرب اوكرانيا.
عمليات فاغنر في افريقيا الوسطى عقدت علي الرجل المشهد اكثر، فوضِع في مواجهة لا يُحسد عليها.
بالوااااضح..
حميدتي اصبح كرت محروق، و قد حسم الغرب امره، فالوقت سيحمل التفاصيل، و السيناريوهات.
لو لا وضع الرجل الحرج لما خرج البرهان ليتحدث بهذا الوضوح، و سبقه الكباشي، و لخصنا في السابق سبب زيارة حميدتي في اليوم التالي لزيارة البرهان الي تشاد.
البرهان برأ ساحته بأن مليشيا الدعم السريع هي التي تسيطر علي طول الحدود مع افريقيا الوسطى، فلا ولاية للجيش علي شبر واحد في هذه المنطقة.
كان رد حميدتي صادماً بأنه لا تعنيه الاحداث التي تدور خارج الحدود التي يسطر عليها، فتناسى انه حليف إستراتيجي لفاغنر الروسية الطرف الرئيسي في المعارك هناك.
من إستدعى حميدتي الي انجمينا كان يُريد موقفاً حاسماً ضد فاغنر، و النفوذ الروسي.
اعتقد عدم معرفة الرجل بتعقيدات الوضع الدولي بشكل صحيح صعّب عليه المهمة، فأفقدته آخر الفرص للنجاة، و الإبتعاد عن المحور الروسي، فإن فعلها بعد فقد يكون فعلاً مرحلياً في التعاطي تنقصه الثقة.
ظن الرجل حسب محدوديته ان حياده هناك سيدعم موقفه من الإطاري المؤيد له بقوة، حد التطرف، و ما ادراك ما احلام الوعود الوردية التي داعبت احلام، و طموحات الرجل.
اخيراً..
بدأت كل المؤامرات تتكسر امام صخرة ثورة ديسمبر المجيدة، فإن دل هذا المشهد إنما يدل عل عمق هذه الثورة، و صلابة عودها.
كسرة..
برهان، وديت الكيزان وين؟
كسرة، و نص..
برهان، قول والله الجيش ما فيهو كيزان؟
كسرة، و تلاتة ارباع..
برهان، تبقى واهم لو فاكر اللعب جاك في ملعبك، و ح تنفرد بالجميع!!!
من راهن علي حميدتي، فقد خسر الرهان قبل ان يدخله.
ينطبق المثل السوداني البسيط علي حميدتي..” زي ديك المسلمية يعوعي، و بصلتو في النار..
هل ستفلح القوى السياسية التي وعدت حميدتي بأن تمنحه كرت للنجاة، وسط هذا المشهد الذي بدأت خطوطه تتضح اكثر فأكثر؟
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 10 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة