هذا الانتقال المملوء بحلم إعادة كتابة التاريخ فى عرين التزوير الذى يمضى بلا ساقين ويطير بلاجناحين سوى ترهات وتبريرات فطيرة كما عجينة امشير! مكتب صغير تدلف اليه مباشرة بلا درجات ولاتوجدحديقة وعادت تحن إلى الخرطوم وخرطوم الجناينى الذى يرسم صباح المشمومات على مفرق النيل و أزهار البرارى!!! اما المكتبة فيؤمها اعضاء من نادى الستين وكانت الوحيدة التى أطلت فى ذلك العالم المملوء بكل أدوات الزيف، كل التاريخ السودانى تحت سلسلة تاريخ المصريين اما علم المصريات فقد التهم بل ابتلع حضارة سبعة آلاف سنة فى جوفه هل التاريخ تكتبه الأرض ام البشر فكيف ستدير معركة التاريخ مع هذه التماثيل المحنطة بماء التزوير وحبر الخداع الذى صار واقعا بدأت أطرافه تتاكل وركبه تتيبس من ثقل الأكاذيب والمصرنة!!! اما هو فكانت لاتزال تتخيله على مقاعد المكتبة وعند المكتب مساءا فلم يكن فى ذلك الزمان تواصلا سوى ساعى البريد الجوى الذى كانت أسرع وسيلة إليه بريد المطار والذى كان يحتاج إلى وسيلتين للمواصلات او واحدة حسب اللياقة او رفقة الطريق من وحدات الزمن من الفول والتسالى وقصب السكر !!! كانت تحسب له السنوات وكان هو خارج المكتبة فقد استنفذ فرصه وهى لا زالت رغم السنين لا تعرف طريقة لانفاذ خطة بحثها الذى لم يوافق عليه ويطارده التعديل لانه ينسف علم المصريات ويحيله إلى حضارة حراس الحضارة السودانية حضارة النوب ارض الذهب!!! فكر أيضا فى الاتجاه شمالا لإكمال دراسته الجامعية و كانت له عين بصيرة ولكنها لا تدرك انه لا يستطيع أن يسافر لعدم وجود واسطة بالغة فى دهاليز الجارة التى أرادت نفوذا عبر البعثات لتحافظ على تلك المياه المهدرة سنويا و التى تساوى مليارات الدولارات و التى تأتى إليها من باب السلفة التى لا ترد ولم يكن له وسيلة اتصال بها إلا أن يراجع القسم فى تلك الجامعة التى فارقها ولم يعد إلى محيطها من وقتها !!! استطال شعره وربما شعره أيضا لم يعد مرتبا كان يعمل فى الصباح فى مطبعة يجمع الإعلانات الورقية وبعض المنشورات الحزبية والدينية ،كان يضع المتناقضات فى سلة واحدة يخرج آخر اليوم ليعمل فى محل لصناعة الأحذية يجلب النعل من الجارة شمالا و التى تجلبه بدورها شمالا وشرقا، كان يعمل حتى التاسعة ويعود إلى بيت الاسرة الذى ياس من عودته إلى الجامعة !!! كان صاحب محل الأحذية يعرف ملكته وقدرته التى نمت سريعا فى التصميم والخياطة فكان يشركه فى اختيار النعل من حيث الجودة وسهولة اللصق او الخياطة او التعامل مع تلك المشارط التى اكتسب نصف قدراته من ذلك الصف الذى لم يكمله إلا فى خيالها الذى كان يصور لها أنه قد اقترب ان يكون مبعوثا وهو لم يبعث من مرقد فصله ذاك لكنه لم يقل يوما يا ويلتى !!! قال له صاحب المحل يوما ستذهب إلى الجارة شمالا لتشترى لنا نعال من هناك وستكون الرحلة عبر القطار ثم الباخرة ثم القطار وتعود بعد ان تكمل المهمة هل انت جاهز ؟عادت إليه ذكريات درج المكتبة والمكتب سريعا ما قال انا جاهز متى ما كنت انت جاهزا !!! كانت الرفقة إلى الحدود مليئة بركاب الداخل الذين ينفقون المال فى الضيافة كعادة السودانى أينما ذهب فى حله وترحاله وهو الغازى لأجل إكرام الخيل فما بالك بالبشر!!! من بعد الحدود كان العنوان التجارة شطارة ولكن الدم أيضا يحن فهو فى سفرته الأولى يحتاج إلى خبرات المشاوير التى تجعل الطريق سالما سالكا من مفاجات الطريق وكان ان ترافق خدمة الباص إلى الفندق صحبة الغرفة أربعة أسرة !!! فى الصباح خرج باكرا فلم يجد احد سوا عربات الفول التى بدأ التحلق حولها عند السابعة والنصف وكان هو كل همه ان يجد كوب شاى بالحليب فى ذلك الصباح الذى لم يعرف تناول طعام فيه سوى بعض الأطباق المسكرة من القمح والسمن فى بلاده فلم يستوعب تلك الكميات من البصل والمخلل باكرا التى تناثرت فى الجنبات !!!! عند التاسعة بدأت المحلات التجارية فى العمل فهى تسهر حتى منتصف الليل وتستيقظ متأخرة لتعويض فارق الوقت حسب توقيت المدينة !!! دخل إلى حارة يبدأ الشارع فيها متجها جنوبا وينتهى فى اتجاه الغرب حيث ينتهى إلى ميدان ومضى اليوم فى البحث وانتهى فى وقت العصر بوجبة سمك نيلى فى زمان لم يعرف سمك الزراعات والبرك المتقطعة ،،،،،
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 10 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة