لا يوجد تفسير لما يحدث في موتمر مايعرف بالحوار السوداني السوداني بالعاصمة المصرية القاهرة الا انه محاولة يائسة لاعادة نفخ الروح في جسد الانقاذ ذاك الاسم الذي يستحق ان يحمل مسمي الهلاك فهي بالفعل اهلكت الحرث والنسل بتدمير اقتصاد البلاد واشعال حروب عبثية لم يجني منها السودان الا الخراب والدمار والانقسام بانفصال جزء عزيز منا باعلان جنوب السودان كدولة مستقلة كفشل ذريع لجميع النخب السياسية السودانية منذ العام 1955 تاريخ اعلان استقلال السودان فالجميع شركاء في ماحدث لهذا السودان المغلوب علي أمره ولكن لحركة تنظيم الاسلاميين نصيب الاسد من ذلك الفشل فتلك الحركة هي التي اتت بالانقاذ في ليلة الثلاثين من يونيو في العام 1989 لتدشن عهدها بسلسلة من القمع والاستبداد وتاجيج الخرب في جنوب السودان تحت مسمى الجهاد الإسلامي ونتيجة ذلك فقد الوطن ارواح العديد من ابناءه كانت يمكن ان تسهم في نهضة السودان اذا ما وجد عقول مستنيرة قادرة علي تقبل التنوع الثقافي والاجتماعي الفريد الذي كان ولايزال يذخر به السودان
ان موتمر القاهرة يعتبر سقوط اخلاقي ووطني لكل من شارك فيه فهو يضم شخصيات كانت جزءا اصيل من نظام البشير ومستفيدة منه فكيف يقبل من كانوا بالامس في صفوف الثورة وضع ايديهم في ايادي من كانوا يباركون قتل واعتقال وقمع السودانيين في سبيل ان يظل البشير صنم يعبد ليكون الوطن بحاله قربان علي مذبح الكيزان لاجل تحقيق خرافة تجاوزها الزمن
ان الانقاذ كحكومة اسلامية تعتبر ساقطة منذ لحظة اختيار الجنوبيين الانفصال عن الوطن الام فالاقتصاد لعب دور كبير في تراجع قبضة نظام الكيزان فالنفط الذي كان يساعد النظام علي شراء الذمم بات في تناقص بعد انفصال الجنوب ولم يجد البشير حل غير التنازل عن الشعارات التي كان يرفعها في السنوات التي سبقت توقيع السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل جون قرنق ومن تلك التنازلات التقرب من الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في ملف رفع العقوبات الاقتصادية على السودان تحديدا عقب اندلاع هبه سبتمبر 2013 التي كادت ان تسقط النظام فقد كانت هبه شعبية شرسة استخدم النظام كل الوسائل لاجل ان لا تمدد
في العام 2012م احبط النظام محاولة انقلاب فاشلة كان للجنرال صلاح قوش نصيب الاسد منها قاد الجنرال الغامض الي الاعتقال مما يساعد ذلك في المستقبل بعد سته سنوات علي لعب صلاح قوش دور في هدم المعبد على رؤوس الجميع علي طريقة شمشون الجبار وهذا ما حدث بالفعل في العام 2018م عندما عاد صلاح قوش من جديد الي منصبه القديم كمدير لجهاز الامن والمخابرات مره اخرى وهنا وجد الجنرال قوش فرصته لاجل توجيه السهام نحو من تسبب بالامس في ان يدخل المعتقلات السرية التي كان يشرف عليها منذ ان كان ضابط صغير في جهاز امن النظام
رفع العقوبات الاميركية عن نظام الانقاذ لم ياتي عليه برد وسلام وانما كانت النتائج عكس ماكان يتوقع خبراء الاقتصاد الكيزان فقد ساعد رفع الدعم في تضخم الاقتصاد الوطني وظهور طبقة فاسدة من رجال اعمال محسوبين على تنظيم الاسلاميين حاول البشير تقليم أظفارهم ولكنها كانت مخالب قوية جعلت البشير ينكسر عندما دخل معهم في صراع انهت الجولة الاولي منه بتقدم ملموس لصالح البشير بقيادة صلاح قوش الذي استعان به البشير كمدير للمخابرات وهو الذي يملك خلفية جيدا عن التجارة و شؤون رجالات الأعمال حيث عمل علي اعتقال بعض القطط السمان ذلك المسمي الذي اطلقه البشير علي رجال الاعمال الاسلاميين الذين رفضوا التعاون مع النظام بالتبرع بربع ماعندهم من اموال تحت فقة التحلل وبالمقابل تمكنت القطط السمان في اخر المطاف من ارهاق النظام وتحت هدير ثورة ديسمبر والتي انطلقت بسب تردي الأوضاع الاقتصادية تم اقصاء البشير في مشهد دراماتيكي
ثورة ديسمبر حاول فلول النظام اختراقها سياسيا عبر بعض لجان المقاومة تارة وعبر عناصر انتهازية ركبت موجة الثورة ولا نعفي الحرية والتغير عن ماحدث من اختراق للثورة بسبب اهمالها لملف معاش الناس فتركها ذاك الملف الاقتصادي للسيد رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك جعل الامور تخرج عن نطاق السيطرة مما احدث ثغرة ساعدت على وقوع انقلاع الخامس والعشرين في اكتوبر 2021 والذي هو الاخر عقد المشهد السياسي
ان موتمر القاهرة لن يضيف جديد للسودان الا مزيد من الفرقة والانقسام فوجود عناصر كانت تسبح بحمد البشير ورهطه لن يجعله مؤتمر ينال ثقة الشعب السوداني الذي خرج في ثورة ديسمبر ينشد سودان جديد يسع الجميع الا الذين تسببوا في اعاقة مسيرة البلاد والعباد طوال السنوات الماضية
فالاتفاق الاطاري ذاته يحتاج الى توافق من جميع الثوار وحاملي السلاح الاصليين فالحركات المسلحة الموجودة الان لا تمثل وجهات نظر البعض فالاستاذ عبد الواحد محمد نور رئيس حركة وجيش السودان والذي انشقت منه معظم الحركات المسلحة الحالية وكذلك الفريق عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية والتي انشقت منه عدد من الحركات بما فيها حركة عقار والتي ذاتها انشق منها رهط من الحركات ابرزها ياسر سعيد عرمان فهولاء اذا لم يجلسوا مع بعضهم البعض فلن تعرف الفترة الانتقالية الاستقرار
اذا يجب الاعتراف بان هناك من يرفض الاتفاق الاطاري من وجهات نظر عقائدية مثل جماعات الاسلام السياسى وهولاء لمكان لهم في قاموس الثورة وهناك من يرفضها من ناحية سياسية مثل الاستاذ عبد الواحد محمد نور الذي رفض شراكة العسكر في ادارة الفترة الانتقالية كما رفض في السابق اتفاق الوثيقة الدستورية وهنا تبدوا كفة الاستاذ عبد الواحد محمد نور هي الرابحة نسبة إلى تحقق ما توقعه من احداث وبالنسبة إلى الفريق عبد العزيز الحلو فهو يرفض التواجد في اي منبر يتواجد فيه كل من مالك عقار وياسر عرمان حيث يري انه الممثل الشرعي لفكر الحركة الشعبية لتحرير السودان والتي وضع قائدها الراحل جون قرنق دستورها الاول في السادس عشر من مايو 1983 وهو تاريخ تأسيس الحركة الشعبية لتحرير السودان
هناك اطراف دولية يمكن ان تلعب دور في تقريب وجهات كل من الاستاذ عبد الواحد والفريق عبد العزيز الحلو ويمكن ان يمثل المبعوث الدولي المستر فولكر والذي يعرف تفاصيل العملية السياسية السودانية بشكل جيد وربما اكثر من بعض السياسيين و العامل الاكثر اهمية هو انحياز مكون مهم من المكونات العسكرية الا هو الفريق اول محمد حمدان دقلو الشهير (بحميدتي) الذي لعب في السابق ادور طيبة ساعدت علي سقوط نظام الانقاذ حيث كان المخلوع البشير يعده ليكون اداة قمع ضد اي محاولة تسعي الي الاطاحة به ولكن الجنرال حميدتي استطاع قراءة الاحداث السياسية بشكل عبقري ولم يتردد في الانحياز إلى صفوف الثورة مما جعل بقية المكونات العسكرية تعلن في الحادي عشر من ابريل 2019م وضع حد لنظام الرئيس البشير بعد ثلاثين عام من الحكم فالاتفاق الاطاري اذا ما وجد شرح وتبشير للرافضين له يمكن ان يكون مخرج للبلاد فالشعب الذي انتفض علي نظام الكيزان لن يقبل ان يعودوا مرة اخري تحت مظلات جهوية وقبلية بالتالي علي الثوار الحقيقيين الرجوع بعقارب الساعة الي فترة ماقبل اذاعة بيان الفريق اول عوض ابنعوف الذي اعلن في الحادي عشر من ابريل 2019 عن اقتلاع راس النظام والتحفظ عليه في مكان امن حينها كان الثوار علي قلب رجل وامراة واحدة جعلوا الجنرال ابنعوف يغادر منصبه بعد ستة وثلاثين ساعة فقط من اداءه القسم كرئيس للمجلس العسكري الانتقالي ومن ثم تحت الضغط الشعبي تحول المجلس من عسكري الي سيادي ضم مكونات مدنية لضمان انتقال سلمي للسلطة ولكن عدم وحدة الثوار قاد الي حدث ماحدث بالتالي الوحدة الثورية مهمة جدا وحتي لايكون مصير الاتفاق الاطاري كمصير الوثيقة الدستورية يجب ان نضمن توافق جميع عناصر الثورة من لجان مقاومة وحرية وتغير وثوار مستقلين علي ادارة المرحلة الانتقالية بدون مشاركة اي عنصر شارك في النظام البائد حتي لحظة السقوط وحتما سوف يتوحد شعبنا المقهور وينتظم عقدنا المنثور وموتمر القاهرة الي مزبلة التاريخ والمجد للشهداء الذين سقطوا لاجل ان نعيش بحرية وهم الاحق بان نرفع لهم الايادي بالتحية والتقدير
ترس اخير
قال المهاتما غاندي كثيرون حول السلطة، وقليلون حول الوطن -
المتاريس علاء الدين محمد ابكر 𝗔𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 10 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة