كان سقراط👴🏻 ضخم الجثة، غليظ الشفتين، أفطس الأنف، جاحظ العينين، ومتزوجا من زوجة متسلطة، لأنه ترك مهنته كنقاش، وراج يجوب 🚶🏿♂️شوارع أثينا وبثوب بالٍ كي ينشر الوعي والمعرفة الفلسفة لدى الشباب ويبشر بها ومحاورة الحرفيين والشعراء والبلغاء، كان يناقش الجميع كان يحاورهم في شؤون حياتهم اليومية ويسألهم عن آرائهم في أحوال أثينا، كمن يبحث بسؤاله عن إجابة لا يعرفها، فلم تكن حواراته المطولة مقتصرة فقط على طلابه من مريدي المعرفة الفلسفية، بل كانت تمثل منهجه المعتمد في تدريس العامة وتوجيههم وحثهم على التفكير وإعمال العقل للوصول للحقائق والمعارف التي يحتاجونها بأنفسهم، كيف لا وهو القائل أيها الإنسان (اعرف نفسك).
وعلي ذات طريقة سقراط اقوم بالتجوال🚶🏿♂️بين الاسواق وتفرس وجوه الناس ومجالسة بعضهم والحوار معهم لمعرفة مشاكل وهموم هذا الشعب السوداني والذي يحتاج الى الكثير من المعالجات فهو شعب بسيط جدا ومسالم وان ظهر البعض منهم بمظاهر عدوانية ولكنهم في حقيقة الأمر يخفون خلف تلك الاحزان افراح تحتاج فقط الي احداث ثقب في جدار المستحيل حتي تندفع معلنة عن ميلاد فجر جديد
ومن بين تلك الامكان الحبيبة الي نفسي سوق ستة بمنطقة الحاج يوسف تلك المنطقة التي تقع شرق النيل و اطلق عليها الرئيس السوداني الراحل جعفر النميري مسمي الوحدة الوطنية كدلالة على التنوع الثقافي والعرقي الذي تذخر به المنطقة فهي تضم الوان طيف واسع من ابناء الشعب السوداني وقد كان الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عند زيارته الي السودان يحرص في بعض الاحيان على مخاطبة الجماهير من منطقة سوق ستة بالحاج يوسف و كذلك نذكر الزعيم الراحل جون قرنق عند القاء خطابه التاريخي عقب اداءه القسم نائب اول لرئيس الجمهورية عقب توقيع اتفاقية السلام الشامل في السودان في العام 2005 حيث ارسل التحايا الي مواطني منطقة الحاج يوسف حتي قبل ما يرسل اشواقه الي مسقط رأسه في منطقة بور في جنوب السودان اذا بالتالي عزيزي القارئ بات عليك ان تعرف ان لمنطقة الحاج يوسف سحر خاص وتحديد حاضرتها سوق ستة والتي اعتبارها عاصمة غير معلنة للحاج يوسف وهي دعوة مني لكم لتسجيل زيارة اليها خاصة في يوم الجمعة حيث يقام فيها السوق الكبير فتجد الباعة السودانيين والاجانب يتوافدون من كل مكان يعرضون بضائع تناسب جميع الاعمار وباسعار في متناول ايادي المهمشين فتجد محلات بيع الاطعمة الشعبية منتشرة في كل مكان تقدم العصيدة والكسرة والقراصة بملاح الروب والويكة والدمعة والمرس والكول والاقاشي والجراد المحمر الشهي والكمونية ولا تكتمل زيارتكم بدون الوصول الي مطعم العم كوة الذي اتخذ له ركن شرقي من سوق ستة حيث يبيع الاسماك🐟 الشهية ولايمكن ان تغادر سوق ستة بدون مشاهدة فواصل من مصارعة جبال النوبة حيث الاثارة والتشويق باختصار سوق ستة هو سوق شعبي يستحق التجوال فيه
وذات يوم من ايام الشتاء البارد ذهبت الي سوق سته لزيارة صديق عابر ان جاز التعبير كنت قد تعرفت عليه في وقت سابق ، كان صديقي هذا كما حكي لي بنفسه يقيم في وسط السودان وهو رجل دين مخضرم ترك مهنة تدريس العلوم الدينيه بسبب ما لانريد الخوض فيه وقصد العاصمة بحثاً عن لقمة العيش وقد اتخذ له من ذلك السوق مكان لبيع بعض الاغراض الخاصة به بالطبع لن اكشف فحواها حتي لا ينكشف امر صاحبنا هذا
اخذنا نتجاذب اطراف الحديث كالعادة عن امور الحياة ولا اخفي عليكم سر بان مكان صديقي هذا بالرغم من تواضع مظهره الا انه يعج بالكثير من الرواد الذين وجدوا في صديقي هذا نوع فريد من الباعة فعند الحوار معه سرعان ما ينكشف لهم الستار علي انهم امام شخص غير عادي المهم في الامر ان صديقي هذا قص علي حادثة كان ضحيتها صاحب متجر ( دكان) كما تلفظ باللهجة الدارجية السودانية كان قد نهض في الصباح الباكر وكعادة اهل السودان ذهب يتحضر لصلاة الفجر وهو يحمل ابريق مخصص للمياه وبينما هو سائر من متجره قاصد الحمام اذا يجد نفسه محاط بأفراد عصابة شاهره السلاح اجبرته علي التراجع الي متجره وفتحه ومن ثم الاستيلاء على المال مع اخذ كل ما خف وزنه وغلاء ثمنه و قبل مغادرتهم قاموا بتقيده بالحبال الغليظه وتكميم فمه بقطعة من القماش ومن ثم اغلقوا عليه باب المتجر من الخارج وظل صاحب المتجر محبوس بالداخل حتي فقده اهل المنطقة و قاموا بانقاذه بعد فتح باب المتجر بعد سماعهم صوته انين صادر من داخل المتجر
هنا قلت لصديقي بعد الاستماع الي القصة بشكل جيد
😕 كان ينبغي علي ذلك التاجر عدم الاستسلام بتلك الطريقة السهله وان يقاوم بكل ثبات فلا يوجد انسان يموت قبل اليوم المحدد له من الله
حينها رد علي صديقي 👺 قائل ان صاحب المتجر هذا لديه ابناء يسعي في تربيتهم فكيف تريده ان يجازف بحياته بتلك الطريقة ؟
😟 فقلت له ولكنك يا صديقي رجل دين وتعلم اكثر من غيرك ان الاعمار بيد الله وحتي الدين الاسلامي اعتبر ان من يموت دفاع عن ماله فهو شهيد
رد صديقي قائل👺 انك رجل بلا ابناء ومسؤولية بالتالي لن تعرف قيمة العمر فكيف تطلب منه المخاطرة بحياته
😕 قلت له هل المسؤولية مرتبطة بالزواج وانجاب الابناء فقط ؟ الا يعتبر ان من يراعي اسرته ونفسه ومن حوله مسؤول ؟
طال الحوار بيننا ولم نصل الى شي ولكن ملخص الحديث كان علي النحو الآتي
1/ هو ان البعض يرفع شعارات ولكنه لايؤمن بها
2/ كيف تكون رجل دين ولا تؤمن بأن لكل اجل كتاب
3/ كيف تكون انسان ولا تقدر مشاعر الاخرين فالزواج والموت والانجاب امور بيد الله وليست بيد احد وفي اللوح المحفوظ مدون اقدار كل شي
4/ في جلسات الحوار في السودان عندما يحتدم النقاش غالبا ما ينحرف الحديث من تناول موضوع عام الي الخوض في شان شخصي بحت لاعلاقة له بلب الموضوع
ان من يريد اكتشاف البلاد والمدن عليه بالتجوال في الاسوق فهناك تعرف معدن الناس وحقيقة امرهم
المتاريس علاء الدين محمد ابكر 𝗔𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹.𝗰𝗼𝗺
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 10 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة