قالوا إن وصول الميرغنى أربك مشهدهم السياسي وعطل صفقتهم مع قتلة الثوار لدرجة أن بعضهم طالبه بإبراز تقرير طبى أو شهادة صلاحية تسمح له بدخول مسرح العبث الذى سكنوه وباضوا فيه بروافع خارجية.
رجل تجاوز التسعين مريض لا يتحدث ولا يقوم بجولات يلتقى فيها بالرؤساء والزعماء ولا يركض وراء الإعلام ويعتذر عن لقاءات الصحف أو الظهور فى الفضائيات، لا يخاطب حشودا جماهيرية ولا يعتلى منابر المساجد و يؤم الصلوات ولا يأمر اتباعه بالخروج فى تظاهرات، لا يصدر فتاوى ولا يؤلف كتبا ولا ينظم أشعارا ولا يحلل ولا ينظر ولا يكتب مقالات. لكن رغم ذلك أربك المشهد.
السبب هو أن من يتصدرون المشهد مجرد أرجوزات ليست لهم قواعد جماهيرية وليس لهم وجود فى غير الجزيرة مباشر لأنهم لا يملكون غير التفاوض والحديث عنه والتبشير بنتائجه الوهمية، ويستخدمون موائد التفاوض منصات للصعود السياسى، ولو لا أنهم شذوا عن خط الشارع وتحدوا شعار الثورة (لا تفاوض لا شراكة لا مساومة) ودخلوا فى تفاوض مع اللجنة الأمنية بتوجيه من الأطراف التى تحركهم من خلف الستار لإعادة إنتاج مشروع الهبوط الناعم لما ظهر الميرغنى فى الصورة ولما تجرأت مصر على الزج به فى المشهد. ولو كانت الشتائم تكفى لإخراجه من الساحة السياسية لنجحت شتائم الرائد يونس منذ ٣٠ يونيو ٨٩ ولنجحت شتائم حسين خوجلى ومحى الدين تيتاوى ومحمد طه محمد احمد والكرنكى وفتحى خليل، ولنجحت شتائم مثقفاتية الخمسينات والستينات الذين لا تملك شلة الحرية والتغيير ربع ذكائهم وفصاحتهم ولا قطرة من معارفهم وثقافتهم.
هاشم بدرالدين
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 26 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة