إما أن يمضي إلى الأمام بوعي وثبات نحو تحقيق أهداف التغيير الشامل الذي سيفتح أبواب الحياة واسعة أمام شعبنا في حياة حرة كريمة. وإما أن يبقى مرتعاً خصباً للطامعين في ثرواته وخيراته التي لا عد ولا حصر لها من أراضي خصبة ومياه عذبة وثروة حيوانية تقدر بالملايين من أبقار وجمال وأغنام وماعز بجانب المعادن من حديد ونحاس وذهب وبترول وغاز ومنتجات زراعية وسلع تعتبر نادرة في العالم منها الصمغ العربي الذي يدخل في أغلب المنتجات الصناعية بخاصة الدوائية منها. واقع الجهل والتخلف والفقر الذي حرم السودان من الإستفادة من خيراته له مسبباته منها الإنقلابات العسكرية التي كلفت الشعب السوداني الكثير من الخسائر في الأرواح والأموال والوقت والجهد وضعيت عليه فرص كثيرة للإستقرار وللتنمية والتطور والتقدم. السودان بين خيارين: إما يبقى عالقاً في فخ الإنقلابات العسكرية وما خلفها من أجندات.. وإما أن ينهض وينتصر لتاريخه الناصع والمشرف كونه مهد الحضارات الإنسانية، لكنه للأسف بقى كنزاً مدفوناً بالخيرات والثروات التي لم تجد التوظيف السليم نتيجة لتغييب إرادة شعبه لمدة تجازوت النصف قرن..!
هذه الثروات والخيرات التي يتمتع بها السودان إذا ظفت بشكل جيد ستكفي شعبه الذي لا يتجاوز عدده الخمسين مليون مواطن بل ستفيض على الملايين التي تعاني من نقص الغذاء في العالم. السودان بلد فريد سواء لموقعه الإستراتيجي أو تاريخه البعيد أو القريب المضمخ بلهيب الثورات وألقها وعنفوانها منذ ثورة الأنصار بقيادة محمد أحمد المهدي والخليفة عبدالله التعايشي ورفاقهما الأشاوس، وحمدان أبو عنجة والزاكي طمل وعبدالرحمن النجومي وعثمان دقنة وود الدكيم. وثورة السلطان عجبنا وعبد القادر ود حبوبة، وعلي عبد اللطيف وعبد العظيم الماظ ،وثورة ٢١ إكتوبر .. وإنتفاضة ٦ إبريل . . وثورة ١٩ ديسمبر .. كلها محطات مشرقة تحكي قصة شعب لا يقبل بالذل والظلم.
بهذا الفهم علينا رفض التسويات الزائفة وتحذير وفضح من يقبعون وراء دهاليز المفاوضات السرية مع من خانوا الثورة وساوموا بتاريخ بلادنا ومواقفها المشرفة من أجل مصالحهم الخاصة التي أصبحت مثل (مسمار جحا) أمام مسيرة الثورة، لأنهم ما هم سوى أدوات تتحكم فيها جهات خارجية تعمل على تحويل الثورة إلى أزمة .. بينما الشعب الذي ثار على الطغيان أراد من الثورة أن تكون حلاً للأزمة. حالة التناقض التي تعتري المشهد السياسي في بلادنا بين قوى الثورة والقوى الإنقلابية والإنتهازية، تتطلب ضخ جرعات وعي إضافية لتعزيز وحدة قوى الثورة للدفع بعجلة التغيير نحو أهدافه الأساسية في الحرية والعدالة والسلام لبناء دولة المواطنة، دولة مدنية مكتملة الأركان خالية من وصاية العسكر وما خلفهم من محاور إقليمية ودولية ذات أجندة شريرة.
الطيب الزين
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 25 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة