أمدرمان 18نوفمبر2022 جاء فى الأخبار أن إدارة الجمارك السودانية قد تقدمت بتوصية إلى وزارة المالية لفرض رسوم إستيراد فى موازنة العام 2023 تتراوح بين 3% إلى 10%على بعض السلع التى كانت معفاة من الضريبة مثل الأرز والعدس وفى تقديرى هذا الإجراء إتجاه سليم لتصحيح وضع معوج ومخجل لأننا فى السودان من أقل شعوب الأرض دفعاً للضرائب ولهذا بلدنا من أكثر بلاد الدنيا تخلفاً وبؤساً. ماذا يقصد بالسلع والخدمات غير الخاصة ؟ ويعرف الإقتصاديون السلعة بأنها غيرخاصة nonprivate إذا كانت تصعب تجزئتها وبيعها بالقطاعى لمن يكون مستعداً لدفع ثمنها وحجبها عن من يرفض أو لا يستطيع دفع الثمن.وأفضل مثال للسلع والخدمات غير الخاصة الدفاع والأمن الذى يشمل كل الناس وتشييد وصيانة الطرق التى يسير عليها كل الناس ويصعب حرمان من لا يدفع من إستخدامها.ولان القطاع الخاص لا يقبل على إنتاج السلع غير الخاصة على أساس تجارى أو بقصد تحقيق الربح يصير فرضاً على المجتمع إنتاجها طالما هى ضرورية لحياة الناس السياسية والإقتصادية والإجتماعية. ومثلاً لا يتوقع أبداً أن يقوم القطاع الخاص بتشبييد طريق مثل طريق أمدرمان_بارا أو طريق أمدرمان_دنقلا لصعوبة وإرتفاع تكاليف إجبار الناس على دفع أجرة إستخدام الطريق.ويمكنك أن تقيس على ذلك أيها القارئ الكريم عدد كبير من السلع والخدمات. ماذا تقول الأرقام ؟ ويقوم كل من البنك الدولى وصندوق النقد الدولى بإعداد مقارنة بين الدول على أساس النسبة المئوية لدخل الحكومة من الضرائب التى يدفعها المواطنون والأعمال التجارية من دخولهم لتقوم الحكومة بالصرف على إنتاج السلع والخدمات غير الخاصة nonprivate مثل الدفاع عن تراب الوطن وحفظ أمن أرواح وأعراض وأموال الناس وإقامة العدل وتسهيل تدبير المعايش بتوفير البنيات التحتية..ويحتوى موقع ويكيبيديا wikipediaعلى الشبكة العنكبوتية على نشر مثل تلك المقارنة بين (186) دولة من دول العالم فى العام 2020.وتوضح الأرقام أن هناك ثمان دول (8)كانت نسبة الضريبة إلى الناتج المحلى الإجمالىgdp تزيد عن 40% وهى فرنسا46.2% والدنمارك 46% وبلجيكا44.6% والسويد44% وفنلندا43.3% وإيطاليا42.4% والنمسا41.8% وكوبا40.6%. وهناك (37) دولة تزيد نسبة الضرائب فى كل منها عن (30%).وهناك (27) دولة كانت نسبة الضريبة فى كل منها تقل عن (10%) ومن تلك الدول سودان (الهنا)حيث كانت نسبة الضريبة (8%) فقط ولذلك لا تستطيع الحكومة دفع يومية عمال رش البعوض هذه الأيام . وقد وجدت صعوبة كبيرة فى متابعة برنامج حول الموضوع فى التلفزيون السودانى . تصميم يراعى ظروف السودان: يقول السودانيون فى الأمثال (لكل مقام مقال) أو لكل ظرف زمانى أو مكانى التصرف الذى يناسبه ويعنى ذلك أن يصمم السودانيون نظام للضرائب يراعى ظروف السودان.ونسبة لأن أغلبية السودانيين تعمل فى القطاعات الإنتاجية غير الرسمية أى غير المسجلة عند الحكومة ولها عناوين يمكن الوصول إليها مثل الزراعة والرعى والخدمات يصعب تحصيل الضرائب المباشرة ( الأرباح والدخل الشخصى )من تلك الأنشطة والخيار العملى الوحيد لزيادة دخل الحكومة من الضرائب هو الضرائب غير المباشرة على السلع والخدمات وأنا كنت وحتى وقت قريب أنادى بالتوسع فى الضرائب المباشرة على الأرباح التجارية والدخول الشخصية ولكن صرت مؤخراً أقبل التوسع الكبير جداً فى الضرائب غير المباشرة لزيادة إيرادات الحكومة ويمكن رد جزء كبير من تلك الإيرادات إلى الفقراء بالصرف على التعليم والعلاج ودفع إعانات نقدية لمن لا يقدرون على الكسب بسبب المرض أو الإعاقة . فضيحة: واليوم الأراضى السودانية مغتصبة والأمن الداخلى فالت وحالة التعليم والعلاج والطرق وغيرها حدث ولا حرج ورغم كل الإخفاق والبؤس يتقبل السودانيون أن يدفعوا (8%) فقط من الناتج المحلى الإجمالى ضرائب للحكومة وتتحدث الحلاقيم الكبيرة عن (الجبايات !) ويمدون أيديهم بدون حرج للآخرين الذين يدفعون ما يزيد عن (40%) من دخولهم ضرائب للحكومة طالبين منهم العطف والمساعدة.وهذه فضيحة بجلاجل.وعلى الدكتورجبريل إبراهيم محمد وزير المالية إبتدار الإجراءات لتقويم ذلك الوضع وتلك هى مسؤوليته بحكم المنصب الذى يشغله اليوم وليس هناك ما يرجى من الأحزاب السياسية السودانية التى توجد فى المسرح اليوم لأن كل ماتفلح فيه التهريج الأجوف.وقد شاء الله ولحكمة يعرفها هو أن يسلط على السودانيين منذ فجر الإستقلال حكام ليس على وجوههم ماء حنى صار مقياس نجاح الحاكم هو قدرته على التسول. لماذا وكيف وماذا؟ وقد زرت موقع وزارة المالية على الشبكة العنكبوتية بحثاً عن بعض المعلومات ولكن وجدت الموقع فقيراً ويحتاج الدكتور خليل إلى مجهود كبير لشرح صواب وعدالة وأعيد القول صواب وعدالة ما يريد فعله ولماذا وكيف.وعليه التواصل بإنتظام مع الأقلام المقروءة من كتاب الأعمدة فى الصحف والتواصل مع الأصوات المسموعة فى محطات التلفزيون. إزالة خوانق الإنتاج: كتبت قبل ذلك عن ضرورة إستثمار مبالغ كبيرة لإزالة خوانق الإنتاج وخاصة الطرق المعبدة وإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والعقول والأيدى الماهرة والتمويل لأن الإستثمار هوالذى يوفر زيادة الإنتاج ويوفر فرص العمل .والمصدر الوحيد لتمويل الإستثمار هو جيوب السودانيين ولمواجهة الواقع الحالى البائس وتعويض بعض ما فاتنا يجب أن نكون على إستعداد لدفع ضرائب لا تقل عن (40%) من الناتج المحلى الإجمالى ونكف عن التسول الذى جلب لنا الذل والهوان وليحذر السودانيون العملاء أصحاب الحلاقيم الكبيرة الذين يعوون بالدفاع عن الفقراء مع أن قصدهم الحقيقى هو تنفيذ رغبة من يدفعون لهم لإبقاء السودان فقيراً وضعيفاً وتابعاً.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 18 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة