في عشرين عشرين وفي ظل حكم حمدوك بدأت فكرة جهاز الأمن الداخلي، وبحسب ما قاله وزير الداخلية آنذاك الطريفي إدريس فإن إنشاء الجهاز سيتم باتساق مع مفاهيم الديموقراطية وحقوق الإنسان. غير أنه كان من الواضح أن جهات ما لم يكن يعجبها ذلك، خاصة أن الطريفي ليس من ضمن دائرة الحكم المغلقة، والتي تعمل هي على خلق لوبي يختار القيادات في الدولة من منطقة واحدة الشمال، وهي شندي، وهي دائرة مغلقة وسرية، استطاعت أن تتحكم في أغلب أجهزة إنفاذ وتطبيق القانون. فالقضاء تقريباً كان احتكاراً لمنطقة شندي إلا استثناءات أو ترميز تضليلي حتى آخر رئيس قضاء وهو قريب البشير. هذه الحلقة العنصرية أو الدائرة الجهنمية، كانت تعمل على إزاحة كل من لا ينتمي لها، دعونا مثلاً نستعرض تغلغلها في جهاز الشرطة والذي انتمت أغلب قياداته لدائرة شندي المظلمة، ومن لم ينتمِ لها حيكت ضده الدسائس متعرضاً للضغط الرهيب، لكي لا يتمكن من الاستمرار في قمة الجبل. ظلت هذه الحلقة تفرخ قيادات شرطتها من شندي، بدءً من: ١- الحضيري...(شايقي) [شندي] ٢- محجوب حسن سعد ...(شايقي) [شندي] ٣- محمد نجيب ...(شايقي) [شندي] ٤- هاشم عثمان ...منطقة الصفر/ [شندي] ٥- الطيب بابكر ...(شايقي) [شندي] ٦- عادل بشاير اعتقد من البرتي بدارفور، حيكت ضده الدسائس وتمت إقالته بعد أن ألبوا عليه الشارع والشارع نفسه من... [شندي]. لو تتذكرون تلك المظاهرات غير مفهومة الهدف. ٧- عز الدين الشيخ .. ... (شايقي) [شندي] ٨- خالد مهدي عينه حمدوك من كردفان وقد تمت إقالته أيضا.. ٩- عنان (شايقي)... [شندي] ستجدون ذات التقسيمة في أغلب وزارات وهيئات مرافق الدولة كالقضاء والجيش وخلافه. في المقابل، أدرك حميدتي أن أجهزة إنفاذ وتطبيق القانون في يد تلك الدائرة الشندوية، فعمل على إيجاد موطئ قدم له في جهاز الأمن وعين مفضل، ومع ذلك فمفضل هذا شخصية ضعيفة. وربما أدركت دائرة شندي هذه أن عليها سحب البساط من يد الرزيقات، فأعاد البرهان فكرة الأمن الداخلي بعد إقالة الطريفي وغالباً سيتم تعيين أحد من دائرة شندي فوقها. وهكذا تلعب دائرة شندي هذه دوراً جديداً في العمليات الاستخباراتية التي قد تتفوق حتى على جهاز الأمن، لأن الشرطة بيدها كل الإحصائيات الجنائية، جغرافية وموضوعية وشكلية، وفي الغالب سيتم منحها ميزانية مفتوحة، وبالتالي القدرة على جمع معلومات أمنية أكبر وخاصة حول المدنيين ممن لا ينتمون لدائرتها. إذاً فلعبة حمدوك التي لعبها لصالح المدنيين، انقلبت على المدنيين الآن. وستشكل هذه الآلية الأمنية الجديدة دوراً فاعلاً في مواجهة المتظاهرين كذلك، وهذا يمنحنا إجابة حول السؤال الذي طرحته -بكل دهشة وبراءة- حين صدر بيان من الشرطة عقب المظاهرات الأخيرة يطالب فيها بمنحه صلاحيات أكبر. وكنت قد شككت في صدوره من الشرطة لأن الشرطة جهاز من أجهزة الدولة ولا يجوز لها أن تنشر مطالباتها لبقية الأجهزة على الملأ.. لكن الآن بطل العجب بعد أن عرف السبب. ملخص ما أود قوله، هو أننا ما دمنا لا ننتمي لدائرة شندي المظلمة هذه فعلينا أن نجمع بقجنا ونبحث عن دولة أخرى. لذلك أرجو من الخيرين وأصحاب القلوب الرحيمة من المهاجرين في الخارج أن يكرمونا بدعوة أو زيارة او حتى زواج صوري لتسهيل إجراءات الهجرة.. وآخر دعوانا أنِ اللهم أخرجنا من هذا المرحاض إلى بلاد فيها فسيح العيش والأمل بلا دوائر مهدي ولا هندي ولا شندي قادر يا كريم، الوحا الوحا.. العجل العجل.. الساعة الساعة..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 18 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة