لن أقول لكم أسباب كتابة هذا المقال، فالذي حدث خلال الأيام القليلة الماضية بحق السودان، علي الصعيد الدولي ، لا يحتاج مني إلي تفسير أو تعليق... وترتبط تلك الأحداث الكارثية بشخصية وطنية لن أمل الحديث عنها، ولن يكل قلمي في الكتابة عنها...وهي الدعوة بعودة حمدوك اليوم قبل بكرة. فقد أثبتت الأيام والأحداث المرتبطة بأهل السودان ومصالحهم داخل وخارج بلادهم، بأن هذا الذي فقدناه ، كان فقدا كارثيا بحق الوطن..كان تفريطا تحاسبنا عليه الأجيال القادمة.. ويثبت ذلك، أيام السودان المصيبة التي يعيشها منذ أن غادرنا حمدوك ، بل أن كل المؤشرات الوطنية تقول ، بأننا فقدنا رجلا وزعيما وطنيا مخلصا لو كان موجودا في أي دولة من دول العالم المستنيرة ، لعضت عليه بالنواجز واسكنته حدقات العيون..ولما فرطت فيه أبدا..وقد قالها الرئيس الأمريكي السابق ( ترامب) لخلصائه من ااجمهوريين أنه كان يتمني أن يكون هذا السوداني الرائع ضمن مستشاريه المقربين...عندها ما كان فقد الحزب الجمهوري مكانته في الكونغرس ولا فقد هو رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. أقول ، وأذكر كل ذلك ، وفي القلب حسرة لعناد السودانيين وهم يعرفون تماما أين الداء واين يوجد الدواء..ورغم ذلك يكابرون..وهو عناد موروث منذ أيام الجاهلية الاولي في فترة الطفولة السياسية التي اعقبت خروج الانجليز من السودان. نحن لا نلوم الحركات المسلحة فهي حركات متوحشة منفلتة وقد تناست دور حمدوك الذي جاء بها من الجبال والأحراش ومنحها الهوية والشخصية الاعتبارية...ثم غدرت به... ولا نلوم فلول الاحزاب السياسية فقد اثبت التأريخ السياسي في السودان بأنها من أجهل التنظيمات السياسية في العالم العربي وتعشق السلطة الزائفة وينطبق عليها قول ( الضحية التي تعشق جلادها)...ولا نلوم الدراويش ولا سدنة العشائر والإدارة الأهلية فالميدان السياسي ليس مكانهم الطبيعي...ولكننا نلوم بالدرجة الاولي اخواننا في ( قحت) وفي ( لجان المقاومة ) وفي الحس الوطني المفترض وجوده في بقية الشباب والجماهير الثائرة.. التي عرفت حمدوك...وعرفت مؤخرا كم الفتن والدسائس التي كانت تحاك من خلفه.. تستطيع (قحت) ولجان المقاومة أن تتجاوز عنادها وتعيد تقييم هذا الرجل واجازاته الوطنية ومقارنة ذلك بالوضع الحال.. بل أن تقارن نفسها مجتمعة بما فعله وحققه حمدوك وكان يخطط له من أجل الوطن. ولو كنت أملك صوتا مؤثرا وسط تلك التجمعات ( قحت) و(لجان المقاومة)، لناديت عبر المنابر الشعبية بعودة حمدوك والدعوة بمنحة تفويضا جماهيرا لإدارة شؤون الحكم والصلاحيات الكاملة والخروج بالوطن من مستنقع الوحل والخلافات . د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 22 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة