يشعل اللصوص الحروب في الداخل، يشعلونها عبر إثارة الصراعات حول الأرض والحواكير، وتمتنع الحكومة عن حسم مشاكل الارض، بتلفيف طالبي تقنينها من الحائزين كعب دائر. قد تقضي أكثر من ثلاث سنوات وأنت تحاول إخراج حيازتك من الحيازة الطبيعية للحيازة القانونية، ولكن الحكومة ترفض. ترفض الحكومة لجوء المواطنين للقانون لتتركهم للفوضى، وبما أنها ترفض تقنين الأراضي الزراعية فإن الحروب الأهلية تشتعل، تزهق الأرواح وتقترف جرائم القتل ويتم بث الثارات بين أهل البلد المساكين. وهكذا تظل الدولة في حالة فوضى لأن اللصوص يستفيدون من حالة الفوضى، فهناك فوضى في كل مكان، وهناك تجار للفوضى، تجار دين وتجار لا دين، وتجار سياسة، وتجار أزمات، وتجار مخدرات،..الخ، ولذلك مهما حاولت اللجوء للحكومة لإنهاء الفوضى فهي لن ترفض ولكنها ستجعلك تدور حول نفسك في إجراءات لا تعرف أولها من آخرها كما يحدث في الأراضي الزراعية، وهكذا سيصل المواطن إلى نتيجة واحدة، وهي أن تبقى الفوضى كما هي عليه. نعم يا سيادة.. ومن هذه الفوضى ستجد من يبنون القصور الشاهقات والسيارات الفارهة، ستجدون تصديقات الأراضي توزع على ابن هذا وشقيق ذاك، وتصديقات البنزين لابن هذا وشقيق ذاك.. (كلهم أهل بعض). ومع الفوضى ستجد جميع وضيعي الطبقة الاجتماعية يلهثون للحاق بأقربائهم، وذلك عبر القيام بأي شيء.. وأقول أي شيء حتى ولو تم تشويه سمعة السوءدان (الذي لم يعد يحتاج لتشويه) باقتراف كل ما يمكن اقترافه (وكلهم أهل بعض). فالسودان أصبح الدولة الوسيطة لتهريب السلاح والمخدرات وكل ما هو منافٍ للأخلاق والقانون الجنائي. وهؤلاء لا يهتمون لا بسمعة البلد ولا بسمعتنا نحن كمواطنين نتضرر من سوء سمعة الدولة التي نحمل جواز سفرها الملعون، وآخر هذه الفضائح والتي استغلها الإعلام العربي استغلالاً رائعا جداً هو تهريب المخدرات من لبنان ثم إلى السودان ليعاد توزيعها للعالم بأسره.. فلقد أوردت قناة الحرة خبر إحباط عملية تهريب شحنة مخدرات ضخمة إلى السودان ومنها إلى الكويت. وهي شحنة تصل إلى أكثر من مليون حبة كبتاغون.. ولم تكذب قناة الحرة الخبر، فقد نشرته على أوسع نطاق، في كل الميديا، وستجدون اسم السوءدان يتم تكراره في الخبر أكثر من مرة، ولا ننسى المرات العديدة التي ظلت سلطات الأمن اللبنانية تحذر فيه السودان من عمليات تهريب المخدرات عبر السفن، وربما لولا الإعلام اللبناني لما عرفنا أن هناك سفنا تحط بحاويات مملوة بالمخدرات في السودان. وفي الوقت الذي يستمر فيه مسلسل الفضائح من إدخال واخراج أسلحة ومخدرات، يتم مصادرة موبايل أو شاشة تلفزيون ارسلها واحد مغترب غلبان لأهله في السودان، لا، وكمان يقوم أمن المطار برسم صليب (كبييييييير) في الشنطة بتاعتك. أقول لهؤلاء المغتربين: بدلاً من أن ترسل موبايل وشاشة.. ارسل حاوية مخدرات واحشر داخلها شاشتك وموبايلك (واهو فايدة منو وفيه)... نعم يا سادة.. القانون في السودان يطبق علينا نحن المواطنون الكئيبون المقشفون في التفاهات، وحتى في حقوقنا علينا أن نلف (كعب داير) أو نلجأ لسماسرة الأراضي والبنزين والدقيق والدواء، ومؤخراً سماسرة الذهب والمخدرات والسلاح. فالآن اصبح هذا (كار) له ضوابطه بين أعضاء العصابة.. وكبتاغون داخل وار بي جي طالع، والدنيا هيصة. وكلو بثوابو.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. هذا هو حكم من أسموا أنفسهم بالنخب.. النخب المحترفة في أكل مال الحرام منذ الاستقلال وحتى اليوم.. لكن جبريل ابراهيم الذي أعفى ابن شقيقه من جمارك عربية واحدة حرامي.. يا قوم.. سواء كنتم حرامية ام لا.. والله إن السيل قد بلغ الزبى.. فارحمونا قليلاً.. الرحمة حلوة برضو.. لا نريد فضايح.. لا نريد أن يتم تفتيشنا في مطارات العالم كما لو كنا لصوص بسبب كونكم لصوص.. اسرقوا كل شيء في الداخل، اسرقوا البنزين.. اسرقوا الأراضي مع سماسرتكم وأعوانكم.. اسرقوا الدواء.. تاجروا بالمخدرات ولكن افعلوا كل ذلك داخل السودان.. ولا تفضحونا في الخارج.. فهذا سيضر بنا في كل شيء.. سواء نحن الراغبين في الهرب من المرحاض أو حتى المغتربين في دول الخليج.. تصور كم سيعاني المغترب الغلبان وهو يدخل إلى مطارات الكويت أو السعودية أو غيره بعد أن أصبح السودان دولة مشبوهة بإرسال المخدرات إلى دول العالم.. أنتم يا حكومة اللصوص.. من أعلى مسؤول لأصغر مدير.. افسدوا كما شئتم.. افسدوا حياتنا في الداخل كما تشاؤون ولكن لا تفسدوا علينا حتى أحلامنا بالهروب منكم.. اللهم لك الحمد بكل نعمة انعمت بها علينا في قديم أو حديث، أو خاصة أو عامة، أو سر أو علانية، اللهم إنا ندعوك بالفرج.. الفرج الفرج.. فنحن وقعنا بين شرار القوم كالطفل اليتيم في ولائم اللئام.. اللهم فاضرب الظالمين بالظالمين ولا تذر من هؤلاء دياراً، إنك إن تذرهم يضلونا ولا يلدوا إلا فاجرا كفاراً.. اللهم سلط عليهم سخطك وغضبك.. وبطشك دون رحمتك.. وأرنا فيهم سوء المنقلب في أنفسهم وأهليهم وأموالهم، واخرجنا منها سالمين، وإن لم تخرجنا فاحفظنا بحفظك الجميل، وألزمنا الصبر والسلوان حتى يأتينا اليقين.. اللهم آميييين
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 16 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة