في خبر عاجل جاء علي موقع الجزيرة في الانترنت : (تلفزيون السودان: أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوجه بتسيير جسر جوي بين الخرطوم والدوحة لدعم المتأثرين بالسيول والفيضانات)) ,, طبعا هذا الخبر ينشر في مثل هذه الأيام كل عام منذ الاستقلال .
نقول لأمير دولة قطر و لكل اصدقاء السودان الذين يتنادون في هذه الايام لاغاثتنا نقول لهم شكرا لكم ونقول لسلاطيننا الذين تعاقبوا علي الحكم علي مدى الازمان من اولهم الي اخرهم عليكم اللعنة , ليست في بلدنا كوارث , لدينا حكومات فاشلة و ظلم و سوء إدارة ليس الا .
الرب سبحانه و تعالي خلق هذا الكون و دبر له منظومة محكمة تسير عليها الحياة وفق منهاج عادل في كل النواحي لكل المخلوقات الأنسية و غير الانسية .لكن للاسف الشديد تعدي الإنسان علي هذه المنظومة المحكمة و ظلم المخلوقات الطبيعية الأخرى ظنا منه انه سيسعد لكن بهذا الظلم تاثر الكون بكامله فانقلبت السعادة المزعومة إلى شقاء بائن ، فما نسمع به من احتباس حراري و ثقوب ليس الا جراء العبث البشري بالبيئة و التلاعب بمكوناتها من إبادة الغابات و نشر الادخنة ، كذلك هذه المجاعات و الفاقد في الغذاء ليس الا ظلم وتعدي علي المزارع وتحويلها إلي مناطق سكنية و حضرية ، و ما انتشار هذه الأمراض الغريبة إلا من تعدي الإنسان علي تركيبة منظومته الغذائية الطبيعية الصحيحة و استبدالها بمنظومات مصطنعة و محورة و مهدرجة ، و قس علي ذلك كل التعديات .
🔸️في موسم الأمطار و التي يرسلها لنا الرب سبحانه و تعالي كل عام في كرم لا يضاهيه كرم ليخضر الزرع و يشبع الضرع فنستمتع بعيشة هنيئة ، إلا أن الكثير منا يتضجر ويقول فلتذهب هذه الأمطار و السيول إلي مكان آخر ، و آخرون و لعلهم الذين يحسبون أنهم فقهاء في الدين يرفعون أكفهم و يدعون الرب سبحانه و تعالي و يقولون :"اللهم حوالينا ولا علينا و علي الآكام والظراب و منابت الشجر" . ظانين أنهم يستنون بسنة الرسول الكريم عندما كان يدعي بهذا الدعاء ، لكنهم ربما لا يعلمون انه صلي الله عليه و سلم لم يعتدي علي مناطق النبت و الأودية و لا يأمر بتشييد العمران الاسمنتي عليها.
🔸️ربنا سبحانه و تعالي خلق لنا هذه الاراضي الزراعية الشاسعة و يرسل لنا المياه كل عام لنستصلح الأراضي و نفلحها ، فنعصيه و نتعدي علي الأراضي ومجاري السيول و الأمطار و نطلب منه سبحانه و تعالي أن يبعد هذه النعمة و نقول "حوالينا" ! ، فهل هناك هلاك أكثر من هذا ؟ ، فماذا تفعل السيول التي أرسلها الرب و خصص لها طرقا محددة تسلكها .
🔸️الرب سبحانه و تعالي وهب لنا عقولا لنفكر بها ، اين نسكن؟ ، و ماهي المواد التي تناسب مسكننا و طبيعة بلدنا ؟ ، فهل استخدمنا عقولنا في البحث عن كيفية تشييد المساكن المناسبة مع هذه الطبيعة ، و هل استخدمنا عقولنا للبحث عن المناطق المناسبة للسكن و المناطق المناسبة الزرع؟ .
🔸️لقد ظللنا ننتظر كل عام الأمطار و نقول فاجأتنا و ننادي المنطقة الفلانية تدمرت و المنطقة الفلانية اغرقتها المياه الحقونا بالاغاثات. و يقوم سلاطيننا بحشمهم و حرسهم و فارهاتهم بزيارتنا و و تتكرر هذه الزيارات كل عام مرة ، و السبب هو الفشل الإداري للحكومات المتعاقبة في توجيه المواطنين لعدم إقامة القرى و البناءات في مجاري المياه و الوديان و الأراضي الزراعية ذات الطبيعة الخاصة فقط بالزراعة و التي لا تصلح للسكن و إقامة المساكن علاوة على استخدام مواد غير مقاومة للمياه المتدفقة بقوة و السيول و الفيضانات القوية و الأمطار و الأعاصير ..
🔸️ان ما يحدث هو أمر طبيعي سيحدث إلى أن تقوم الساعة و سننتظر الاغاثات عاما بعد عام الا اذا ادركت الإدارات المتعاقبة و الحكومات هذه الأمور و قامت بالتخطيط السليم لمواقع السكن و فرقت بين مناطق السكن و مناطق الزراعة و ابعدت الناس عن الاودية و مجاري المياه و مكان المنبت و الحشائش ، و وجهت و اعانت المواطن لاستخدام مواد بناء تقاوم المياه و الأعاصير و استفادت من الاراض الزراعية و قامت بتجميع مياه الأمطار التي تضيع سنويا ..
🔸️لماذا لا يتم الزام البنوك و الجهات التمويلية و الجهات المستوردة بدلا من تضييع الأموال في الأشياء التي لا تفيد أن يستفاد منها في البنية التحتية و مساعدة المواطن في البناء الثابت و القوى . ملايين الدولارات تذهب لاستيراد زينة السيارات و الحلويات و الخضر و الفواكه المعلبة و البلاستيكات و المستحضرات الطبية غير المفيدة و المبيضات و المفتحات و المسكنات.
لماذا لا تعلن الحكومة حالة الطوارئ كل العام و التقشف في الصرف البذخي وقوفا مع أولئك الذين يعانون ؟.
🔸️كل عام ننادي كسلا غرقت .. الدروشاب غرفت .. الكلاكلة غرقت .. ام بدة غرقت .. السوق العربي غرق .. الخريف فاجأنا .. تكوين لجنة طوارئ .. ادركونا يا مسؤولي الاغاثة .. ادركونا يا دول الخليج .. الى متى هذا الاهمال ؟ و هذه السبهللية في معالجة الأمور ؟ .
و الى متى نعتمد علي أناس ليس لهم فهم و وعي و تخطيط استراتيجي إدارة المحليات و الولايات و خدمات البشر ؟ ..
🔸️نسأله تعالي أن يهدي الحكام و السلاطين لوضع خطط و استراتيجيات للعمل و توعية الرعية بعدم الاعتداء علي الأودية ومجاري السيول و المنخفضات و مناطق النبت والزراعة والمناطق الغابية .
🔸️الاعتداء علي مناطق الزرع و المنخفضات و مجاري السيول و منابت الشجر و الغابات ليس من شأنه فقط أن يعرض الرعية لخطورة الأمطار و السيول بالتدمير و التهجير ، إنما ، و الأهم و الأخطر أن تنعدم المناطق التي يستفاد منها في الزراعة و الغابات التي تساعد علي توفير طقس معتدل ودرجات حرارة منخفضة و بيئة صحية ومعافاة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
صلاح الدين حمزة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست