بسرعة تم تجريم العسكري الذي قتل الشاب. تضاربت الأنباء، ولكن المنطقي أنه لا أحد يقتل أحداً بلا سبب. لكن الأطراف اليوم ليسو مجرد أشخاص عاديين.. هناك أطراف (أولاد ناس) مقابل عسكري امنجي، وبالتالي لن تكون المعادلة منطقية، بل راجحة لكفة ابن الناس. ظلت العدالة في السوءدان ظالمة، لأنها إما بطيئة وقد جاء في الحكم الرومانية أن (العدالة البطيئة ظلم سريع)، أو أنها عدالة انتقائية (وهذا هو الغالب) فالإعلام كله يشتغل ضد من ليس له نصيب في الهيمنة على السلطة والثروة، فالمهمشون دائما (طلاب سلطة)، و (حرامية)، و (بلا قضية). لكن اللصوص الذين نهبوا البلد منذ الاستقلال وحتى اليوم اسياد بلد ولا يلوك احد سيرة كبرائهم، وهم الذين لا نعرف لهم اي قضية غير أكل الحرام. وقتلى دارفور مجرد قمامة ولا يجوز تسليم قاتليهم للمحكمة الجنائية الدولية واما قتلى هؤلاء فشهداء تنشأ لهم لجان التحقيق وتشوه الجدران بالمطالبة بالقصاص لهم. العدالة في السوءدان لا يتساوى فيها البشر، فأنت بلا قبيلة أو سلطة أو ثروة بلا دية لو قُتلت. هذا ما تم ترسيخه منذ الاستقلال البائس. ولذلك عندما تقع جريمة قتل كما حدث البارحة بين الولد الذي جلب أصدقاءه وجلب العسكري بندقيته، فليس علينا هاهنا أن ننشد معرفة من السبب، ولا الحقيقة، فالحقيقة تحددها ثروة الخصوم وقبيلتهم ومدى الغاغة والجوطة الإعلامية التي ستتم إثارتها. وفي ظل الكره السائد ضد الشرطة والجيش والأمن والدعم السريع، فليس علينا أن ننتظر عدالة مؤسسة على الحقيقة. لأن من سيحدد الحقيقة هو من يملك قوة الصراخ. فالقتيل اليوم ليس عوضية عجبنا الغلبانة ولا زوج نورا الذي ذهب دمه هدراً.. تماماً كأولئك الذين تم القبض عليهم وعلى شاحناتهم ومعاقبتهم لأنهم كانوا يشحنون الوقود وابن ابراهيم الشيخ الذي كان يحصل على تراخيص استيراد الوقود. في عهد القحاطة قتل صبي في الكدرو تظاهر ضد إجراءات أكرم كورونا وآخر بائع طماطم كان يعلن وقوفه ضد حمدوك. تم اغتيال المسكينين بلا سبب فسكت القحاطة أجمعين، رغم أننا صحنا، لا تجعلوا العدالة انتقائية، إذا كلتم على الناس تستوفون وإذا كالوكم أو وزنوكم تخسرون، وإلا فإن الدماء ستملأ الارض ويتصعّد زفرها إلى السماء، فصموا وعموا ووضعوا أصابعهم في آذانهم وقالوا قلوبنا غلف، بل لعنهم الله بظلمهم فقليلاً ما يعدلون. العدالة في السوءدان مؤسسات عوراء، بعين واحدة ترى طرفاً واحداً، والشعب كله ظالم لذلك سلط الله عليه من يسومه سوء العذاب ممن لا يخاف الله ولا يراعي لهم إلا ولا ذمة. هذا الشعب ظالم في كل أحكامه، واليوم سيحكم من خلال عينه الواحدة على قضية العسكري. الشيوعيون صرخوا في عهد البشير ضد تحرير الأسعار، وحينما أمسكوا بزمام السلطة باعوا (أبو ماركس زاتو)، عندما حرر مطاريدهم الاسعار، وبلعوا ألسنتهم. وفي ذلك الوقت، عندما حرر حمدوك الاقتصاد صرخ الكيزان وتباكوا على الشعب الذي سيموت جوعاً، أنظر كيف هم قوم لا تمسك رجلاً منهم من لسانه، فهم بلا مبادئ ولا قيم، ولا قضية وليس حركات دارفور. إن هؤلاء القوم سيؤون سيؤون. مهما حاولت ان تجد منهم ريحاً طيبة اشبعوا خياشيمك بالمنتن من الريح، أنى توجهوا لا يأت منهم خير، فهم قوم مبلسون، أركسهم الله في الغي عُبّاداً للجبت والطاغوت وإذا قدروا بطشوا جبارين وإن ضعفوا ولوا مدبرين.. فعليهم لعنة الله وملائكته ورسله والناس أجمعين.. وسيعلم الظالمون منهم أي منقلب سينقلبون.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 12 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة