حملت أختام بريد الجنينة، عبارة (الجنينة – سودان)، والجنينة – أردمتا. تمييزاً للسلطنة المنشقة تأسيساً لاتفاقية قلاني، شطرُُ انضم إلى سيادة تشاد (ابان فترة الإستعمار الفرنسي). وانضم الشطر الشرقي إلى السودان، حَفِل به أختام البريد المميزة عضواً جديداً في حظيرة: السودان – الإنجليزي المصري. الجنينة سودان (مقر السلطان دار مساليت) والجنينة طابية صارت مقراً للمعتمد الانجليزي وللجيش والبوليس والسجون والمحكمة. كان وضع دار مساليت محل تقدير عند الحكومات السودانية السابقة لحكومة الانقاذ، التي وسمت بالاسلامية. من أهم أولويات الإنقاذ كسر هيبة دار مساليت وتفتيت وتلطيخ تاريخها المجيد، وإحلال سكانها الأصليين بهويات أجنبية – أهل الإشارة. أعقب انقلاب 25/10/2021م المعروف بإنقلاب المكون العسكري، تجدُدُ تحبير كل مخططات ثورة الانقاذ، وصارت فيها قدماً حذو القدم، لكن .... بوتيرة متلاحقة من العنف والدماء. أعمالُُ جمعت بين البربرية والتترية في أبشع صورها – لا شِرْعَة سماوية ولا قانونية طبيعية أو إنسانية. سمع العالم جرائم الإبادة والتهجير القسري والاغتصاب وجرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية ونَهْج سياسة الأرض المحروقة. (لا أسير ولا جريح – أرض خالية إلاّ من حجروشجر) تمهيداً لقيام دولة الخلافة الاسلامية كأن شعبها مُلحِد. إلا أن توطين داعش وأذرعها وغسل أمخاخ الحزبيين التقليديين، هو الهدف الأسمى. الاعتداءات الغاشمة التي اكتسحت كل أركان دار مساليت وجعل هؤلاء المجلوبين من خارج الحدود – لغزو العالم (كما يحلو لهم قول ذلك) لترسيخ الاستيطان العربي والتطرف الديني وقوة احتياط للآتي ...... وبما أن العالم يعرف الكثير عن الاعتداءات، نورد بعضاً منها: الاعتداء على معسكرات النازحين ومقرات إيوائهم في كرندنق وأبو ذر وحي الجبل وفي مسترى وضواحيها وكرينك وجبل مون وصليعة وأديكونق، تُطْلق الايادي الآثمة والملطخة بالدماء ثم تعقبه الحملات بالأكاذيب وطمس الحقائق وتنتهي بإطلاق مبادرات مستخِفة بعقول النازحين واللآجئين. ومن آثر البقاء على أرض أجداده الأبطال المؤسسين لها. وإجبار للضحايا بالمصالحات المُعلبة، الجاهزة التوصيات لصالح المعتدين. بتحويل المشكلة إلى قبلية – دون البت فيها من الجهات العدلية والقانونية وممارسة الضغوط المرنة (المغلًفة) والخشنة لتوقيعها طوعاً أو كرهاً لتبدأ جولة أخرى من العنف تستبيح فيها الحكومة الدماء رخيصة ولأموال الضحايا غنيمة. تساق المنهوبات الحية والصامتة عياناً جهاراً حتى بداخل الجنينة. الغنائم المعلومة شرعاً (تؤخذ من أموال المشركين في الحروبات) طالت مقرات اليوناميد بمدينة الجنينة وضواحيها – ولم يتخلف عن آخذها إلا الراعون لحق الله والوطن وتسابق اليها الرئيس والمرؤوس. يقتل الضحايا في سوق الجنينة عاصمة الولاية وتُنْزَع الأموال من أصحابها سلباً وغصباً، دون رقيب أو حسيب، أما الطرقات خارج المدينة، حدِّث ولا حرج، سَلْب عابري الطرقات وأحياناً قتلهم – والحيرة بادية في أعين الناس صحوة ومناماً. والأطفال الصغار والرضع مَرَوَّعين من انفجارات وأصوات القذائف، رُعب يُنْسِهم الأكل والشرب. رُصِدت منهوبات السيارات والتك تك والركشات والدراجات النارية والمبالغ النقدية بواسطة منظمات المجتمع المدني بمليارات المليارات من الجنيهات السودانية، وحق ايجار سيارات الأجرة خارج المدينة مكفول لغالبيتها للجنجويد والتجمع العربي. يعمل الناس سُخّرة – كل ما جمعه يذهب للجنجويد والدعم السريع – الناس عبيد سخرة. اطلاق سراح منسوبي الجنجويد والتجمع العربي (من السجون) بقوة السلاح هو شريعة سائدة الآن. ونكفّ عن الذي لا يليق ذكره. شعب دار مساليت، يعيش عداوة من المكون العسكري والدعم السريع والجنجويد والتجمع العربي وفلول المؤتمر الوطني الفاعلين حتى من بني جِلْدَتهم، لم يصوموا عن طراوة الجذرة وتَجاَهَلَنَاَ بقية أنحاء السودان سنوات طويلة. ولن يستطيع وقف إبادتنا إلا المجتمع الدولي والأحرار الذين لا تربطهم اتفاقيات المعادن والأراضي الخصيبة التي صارت مستباحة بعد أن كانت أبية على إبنائها. ليس أمامنا إلا حق تقرير مصيرنا المقدس كما جاءت في بنود اتفاقية قلاني الدولية. (ولا ضاع حق وراءه مطالب)
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/05/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة