مما لايدع مجالاً لشك ان المشانق والمقاصل (جمع مقصلة) والسجون أليات توظف فى اعدام وتأديب وتهذيب واصلاح المجرمين واعادتهم الى المجتمع اذا تابوا توبة نصوحة او ابعادهم من المجتمع نهائياً بأغلاقهم وراء القضبان الى الابد. ها هو ابراهيم غندور أخر وزير خارجية نظام الانقاذ الاسلامى البائد الحقير المجرم والطاغية والمستبد الذى أغتصب الرجال والنساء على السوأ وجعل الظلم عقيدته. أبراهيم غندور خرج من غياهب السجن كانه خرج من بطن امه من جديد حيث اعلان توبته النصوحة التى لم يسبق له طيلة حياته. لقد اعترف بان الله موجود يمهل ولا يهمل. لقد أدرك بل اعترف بان السودان وطن وارض لكل المكونات السودانية الاجتماعية دون تمييز. اكد تماما انه كان فى ضلال مبين. كما اعترف ايضا بان الانظمة التى حكمت السودان منذ الاستقلال مدنية او عسكرية مروراً بنظامه الطاغى المجرم والمستبد بقيادة عمر البشير الطاغية الظالم الذى خدمه ابراهيم غندور بل سجد له وسبح بحمده كان باطل. أبراهيم غندور كان يبكى ليس لان المحكمة افرجت عنه بل كان يبكى السودان وشعبه العظيم الذى ضاع بسبب الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية الظالمة التى حكمت السودان ذات التوجه العنصرى والقبلى والجهوى منذ الاستقلال. ابراهيم غندور كان يبكى كيف و لماذا ابعدت واقصت الانظمة التى حكمت السودان حتى نظامة الذى خدمه بكل جوارححة الاخرين من مراكز السلطة والقرار منذ الاستقلال باسم الدين وباسم العرق. ابراهيم غندور كان يبكى لماذا رفضت الانظمة التى حكمت السودان منذ الاستقلال أدارة التنوع والاعتراف بثقافة ودين وعرق الاخر. ابراهيم غندور كان يبكى السودان الذى مزقة وشتته ودمره نظامة البائد كما بكى غياب الهوية الوطنية الجامعة لكل المكونات السودانية بدلاً من الهوية العربية الاسلامية المزيفة والمزورة. ابراهيم غندور لم يمدح القضاء الذى اخرجه من غياهب السجن فحسب بل كان من المفترض ان يكون القضاء فى السودان على هذا المنوال من النزاهة والامانة والاستقامة والحرية العدالة والاستقلالية التامة منذ استقلال السودان. لان نظام الانقاذ الذى خدمه بكل جوارححه نظام مجرم وضع القبلية مكان المواطنة المتساوية.ووضع الظلم فى مكان العدل وكما وضع الحروب مكان السلم والامن والاستقرار. ابراهيم غندور كان يبكى الثلاثون سنة التى اضاعها نظام الانقاذ الاسلامى المجرم فى الحروب والقتل والدمار والانتهاك البشع لحقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية والعبث بثروات البلاد ومقدارتها وفساد الافساد وايضا العبث بحياة الانسان السودانى, حيث كان القتل والدمار العشوائى المتعمد ضد شعب النوبة فى جبال النوبة جنوب كردفان والنيل الازراق ودارفور كما جنوب السودان العزيز قبل انفصاله. ابراهيم غندور كان يبكى القتل والدمار واغتصاب الرجال والنساء وتعذيب الابرياء فى السجون وبيوت الاشباح دون وجه حق من نظامة الظالم البائد. ابراهيم غندور كان يبكى ويناشد كل المكونات السودانية بالتوافق والتوحد من اجل السودان وشعبه العظيم. لانه ادرك حجم المخاطر والكارثة التى قد تقع على السودان فى حالة عدم التوصل الى التوافق الذى يرضى كل الاطراف حتى لا تكرر تجربة الاستقلال عام 1956 عندما استولت فئة على شى وهمشوا الاخرين تماماً. لانه قد اصبح من الصعب جدا على اى قوى سياسية او حزبية اعادة السودان الى المربع الاول الى ما قبل ثورة 19 ديسمبر المجيدة حتى لا تكرر التجربة الاولى للاستقلال. لا احد يدعى بان السودان ملكاً له ولا احد يدعى السيادة على السودان او يدعى انه السيد والشريف وان الشعب السودان عن بكرة ابيه عبيداً له. هيهات وهيهات لقد ولى عهد الاقطاعية والاستبداد والطغيان الاقصاء والتهميش للاخرين الى الابد. ولكن رغم بكاء ابراهيم غندور على السودان وشعبه بما ألحقته الانظمة التى حكمت السودان به منذ الاستقلال من دمار وتخلف وجهل وفقر ومروراً بنظام الانقاذ المجرم الظالم البائد الذى خدمه بكل جوارححه. للاسف حتى الان لم نرى احد من قادة نظام الانقاذ المجرمين وسدنتة قد نفذ حكم الاعدام عليه اوعليهم منذ ان اطاح الشعب بالانقاذ فى ثورة 19 ديسمبر المجيدة. ابراهيم غندور خرج من السجن وكانه خرج من بطن امه اى ولادة جديدة فى كل شى افكار ورؤى جديدة ومواقق وتوجه غير الذى كان يحمله قبل سقوط نظام الانقاذ البائد ودخوله غياهب السجن. حتى انه عاد الى الدين الاسلامى الحقيقى. وقبل ان اختم المقال اناشد الذين يحرضون الشباب او الشعب بالخروج الى الشوارع. يجب وقف هذا العبث الذى يؤدى الى هلاك الشباب. المجلس العسكرى لم ولن يسلم السلطة الى قوى سياسية او الاحزاب الا لحكومة منتخبة شرعياً من كل المكونات السودانية الاجتماعية. السودان لم ولن يعود الى ما قبل ثورة 19 ديسمبر المجيدة. لا اسياد ولا اشراف ولا عروبة كلنا اسياد وكلنا اشراف وكلنا سودانيين. السودان الجديد للجميع لا قبلية ولا جهوية ولا عرقية. بل التحول الديمقراطى وحكم سيادة القانون والمواطنة المتساوية وهوية وطنية واحدة. السودان الجديد الحاضنة الاساسية لنا جميعا دون تمييز. ماتت السطوة التى هيمنت وسيطرة على الاخرين منذ فجر الاستقلال حتى لحظة سقوط نظام الانقاذ الاسلامى المجرم البائد.الله لا عاده. للمقال بقية أختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى 13/4/22
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/13/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة