هل الاستهتار برجال الأمن والشرطة أم الاستهتار بالشعب السوداني ؟؟ ،، ا
الخطف والنهب والسلب والاعتداءات على المواطنين الأبرياء تجري يومياَ في أرجاء العاصمة السودانية ،، وذلك بطريقة متعمدة ومكثفة غير مسبوقة ،، وظاهرة التعدي والدخول في منازل الناس بالليل والنهار بقصد السرقة والنهب وأخذ الموبايلات والأجهزة الإلكترونية قد أصبحت شائعة ومكثفة في الكثير من مناطق العاصمة السودانية ،، وفي صباح كل يوم يسمع الناس بأن اللصوص قد دخلوا في بيت من البيوت وأخذوا الأموال والأجهزة والمقتنيات النفيسة ،، وتلك الشائعات والأقاويل التي تتداول عن اللصوص الذين يسطون على المنازل والمحلات التجارية بالليل والنهار لا تنتشر ولا تقال من الفراغ !! ،، وتلك المظاهر السلبية التي تقع بأرجاء العاصمة السودانية بتلك الكثافة الغير معهودة هي مظاهر أسبابها مجهولة ،، ويقول البعض أن الحاجة الشديدة والغلاء المستفحل في البلاد تسبب تلك الظاهرة الانحلالية ،، ويقول البعض الآخر أن ضعف الأجهزة الأمنية في البلاد هو السبب الأساسي في انتشار تلك الظاهرة السلبية ،، وفي كل الأحوال فإن من واجبات تلك الأجهزة الأمنية توفير الأمن والأمان والسلامة لكافة سكان العاصمة والمدن السودانية .
مهنة السطو والتعدي والترويع والخطف مهنة لا تليق بالرجال أبناء الرجال ،، ولا يمارسها إلا شخص ناقص الرجولة والمقام والكرامة ،، ولا يعيش في كنف تلك المهنة المذلة المهينة إلا شخص قد ترعرع وتربى في حظائر الخنازير ،، الأسود الشجاعة في الغابة تمارس حياتها من ريع صيدها وكفاحها ونضالها ،، والضباع الجبانة في الغابة تعتمد في حياتها على فضلات الأسود من الجيف التالفة والرمم الباقية ،، وشتان شتان بين كائن حي يستحق المقام والتقدير والاحترام وبين كائن نتن وعفن يستحق البصاق والتفاف بجانب اللعنات تلو اللعنات !!،، لقد سقط هؤلاء الحثالة من البشر في مواجهة مشقة الحياة ،، شباب وفتيان في ريعان الأعمار يسطون على الفتيات والنساء والأرامل والضعفاء بالخناجر والضرب والتخويف دون أي خجل أو استحياء ،، هؤلاء الحثالة من البشر الذين يجهلون بأنهم بمثابة الرمم والجثث النتنة الملقية في الخرائب ،، وبتلك الممارسات الهمجية التافهة يسقط هؤلاء في عيون المواطنين الكرام ،، ولا يستحقون مثقال ذرة من التقدير والاحترام .
أحدهم يتباهى بمنتهى الدناءة بأنه قد تمكن من خطف شنطة اليد من إحدى الفتيات الصغيرات ،، وأنه قد تمكن من تعطيل وتأخير تلك الفتاة عن الوصول لدار أهلها !! ،، هو في القيمة لا يعادل ظفر تلك الفتاة الضعيفة المظلومة المفجوعة ،، ولا يعتبر رجلاً في موازين الرجال !،،
السؤال الهام الذي يشغل أذهان المواطنين في هذه الأيام هو : ( هل تلك الظاهرة التي قد انتشرت بالعاصمة السودانية في الأيام الأخيرة أسبابها تلك الأزمات الاقتصادية والغلاء الجنوني لأسعار السلع والخدمات والضائقة المالية كما يقول البعض ؟؟ ،، أم أن أسبابها هي تلك الوقفة المايعة والتساهل المريع الذي يمارس من قبل رجال الأمن والشرطة في الآونة الأخيرة ؟؟؟ ) ،، وفي كل الأحوال فإن المواطنين يرون أن تلك الأجهزة الأمنية في البلاد مقصرة في أداء واجباتها بطريقة ملحوظة للغاية ،، وذلك مهما تدعي بأنها تمتلك المقدرات والمؤهلات والإمكانيات لملاحقة ومعاقبة هؤلاء الحثالة من اللصوص !! ،، فلو كانت تلك الأجهزة الأمنية في البلاد على قدر المقام والمسئولية كما تزعم وتدعي لكانت رادعة بالقدر الكافي الذي يخيف ويردع هؤلاء الحثالة من البشر ،، والواضح الجلي أن هؤلاء اللصوص والحرامية يستهترون برجال الأمن والشرطة ،، ولا يقيمون لهم المقام والأوزان في أي وقت من الأوقات !! .. فتلك الأجهزة الأمنية في البلاد تفتقد الهيبة والمهابة في نفوس الرعية وكذلك تفتقد المهابة والهيبة في نفوس اللصوص والمجرمين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة