من حق اسر الكيزان المفرج عنهم الاحتفال ابتهاج باخلاء طرفهم من كافة القضايا التي كانت مدونه ضدهم ولكن من حق جماهير الشعب معرفة تفاصيل الحقيقة في لماذا يحاكم هولاء بقانون وضع في عهدهم ليس طعن في القضاة وانما في النصوص التي تسمح بالافلات من العقاب فالفترة الانتقالية اتت بناء علي ثورة ديسمبر التي هدفها واضح وهو اقامة الحرية والسلام والعدالة وجميعا تلك الشعارات لم يعد لها وجود بسبب تنصل ثوار الداخل من ادارة الثورة والمرحلة الانتقالية فكان الاستعانة بالسيد حمدوك ليكون رئيس وزراء للبلاد من اكبر الاخطاء فالفترة كانت تحتاج الي شخص عاش في داخل البلاد خبر معتقلات النظام حتي يعمل لصالح الثورة والشعب عكس السيد حمدوك الذي جعل من الاهتمام بالملف الاقتصاد هدف له خاصة خاصة رفع الدعم الحكومة عن العديد من الخدمات التي كان يتمتع بها الشعب مما جعل الناس تسخط من الوضع المعيشي الصعب الذي تسبب فيه رفع الدعم واهمال الحكومة في كبح جماح التجار الجشعين وذلك مما اضعف الثورة وجعلها بدون وجيع ولم يقدر هولاء تلك الدماء الغالية التي سكبها الشهداء في سبيل سودان جميل يسع الجميع وليس سودان يسيطر عليه حزب واحد علي غرار ما كان عليه وضع البلاد في عهد الموتمر الوطني المحلول الذي يصر علي قيادة البلاد علي نهج يعرفه هو ولو كان ذلك علي حساب وحدة واستقرار البلاد ويكفي كارثة انفصال جنوب السودان عن الوطن الام فالحركة الاسلامية تتحمل المسؤولية التاريخية في ذلك الانفصال فقد كانت تصر علي الخيار العسكري في التعامل مع ملف جنوب السودان لتعود تحت ضغط دولي للقبول بالجلوس مع الحركة الشعبية وتضع وحدة البلاد تحت رحمة صندوق استفتاء الوحدة او الانفصال مما قاد البلاد الي ما نحن عليه اليوم من ضغط اقتصادي نتيجة اعتماد البلاد علي النفط بديل عن الزراعة التي كانت عماد اقتصاد السودان التي وجدت اهمال كبير من قبل الحكومة
ان توقيت الافراج عن المتهمين يعتبر استفزاز لمشاعر الجماهير التي خرجت في ثورة ديسمبر تنشد تغير حقيقي يلبي اشواق الشعب في محاسبة تاريخية لنظام له سلبيات وكذلك ايجبيات و منافق من ينكرها وابرزها المحافظة علي مستوي اقتصادي مستقر حتي في احلك ظروف البلاد ابان حروب دارفور والجنوب والشرق وجبال النوبة وربما ذلك ماسوف يشفع لهم لدي قطاع عريض من المواطنين وهذا ما جعل من حراك السادس من ابريل 2022 م ياتي ضعيف مقارنة بحراك العام 2019م عندما توحد وقتها كل الشعب بما فيهم بعض ابناء الاسلامين من خارج الدائرة الضيقة للنظام كان يمكن ان تكون فترة مابعد سقوط النظام البائد فرصة تاريخية من قادة الحراك الثوري بجعل امر محاسبة الكيزان يكون علي يد ابناءهم وذلك باقامة دولة القانون وانشاء محاكم للعدالة والحقيقة علي غرار تجربة جنوب افريقيا عقب انتهاء الفصل العنصري وذلك لكشف كل جرائم الفساد وغيرها الاحداث الغامضة امام الناس ليس لاجل الانتقام بل لاجل كشف الحقيقية ليكون عذاب الضمير هو العقاب الانسب لهم ليشمل الحساب كل من شارك في تجربة نظام الثلاثين من يونيو للعام 1989م فهناك الكثير من السياسين من غير الاسلامين قد شاركوا النظام البائد نعيم السلطة الحاكمة وها هم اليوم احرار طلقاء كنا نتمي ان يكون هناك قانون للعزل السياسي يجعل من كل شخص سياسي مدني شارك في خدمة نظام الانقاذ من الحرمان من تولي اي منصب سياسي في البلاد لفترة لا تقل عن عشر سنوات حينها لايفرق كثير وجود الكيزان خلف اسوار السجون او خارجها
ليس المشكلة في اطلاق رموز حزب الموتمر الوطني المحلول وانما المشكلة الكبري اذا قامت المحكمة بقبول طعن عدم شرعية حل حزب الموتمر الوطني علي اعتبار ان الوثيقة الدستورية لم يعد لها وجود وهذا ماسوف يجعل موقف الجنرال البرهان معقد علي اعتبار ان ماحدث في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م من احدات انتهت الي الاطاحة بحكومة السيد حمدوك حسب زعم الجنرال البرهان علي انه تصحيح لمسار الثورة وليس انقلاب عسكرياً كما تقول لجان المقاومة والمكونات السياسية التابعة لتحالف الحرية والتغير اذا فان استمرار الجنرال البرهان كرئيس للمجلس السيادي مرتبط بمصير طعن حزب الموتمر الوطني المحلول في حال قبول المحكمة برجوع الحزب للعمل السياسي حينها يحق لجماهير الشعب السوداني معرفة الحقائق والنقاش حول الفترة القادمة
ان استراجع الكيزان للاموال المستردة عبر لجنة ازالة التمكين السابقة يجعلهم من جديد تحت مرمي اتهامات الشعب السوداني الذي يعاني من ضيق الحال المعيشي خاصة بعد الثورة فكان الافضل انفاق تلك الاموال لصالح تحسين اقتصاد البلاد فلا يمكن قبول قرار رفع الدعم عن الخبز وبالمقابل ارجاع تلك الاموال للكيزان ويبقي السوال ما مصير هذا الشعب وكل يوم يعاني مع ارتفاع الاسعار مع تردي الخدمات بقطع جائر للتيار الكهربائي ومياه الشرب وجوع بسبب عجز الناس عن شراء ابسط انواع الطعام وغيرها من الازمات واذا اكتشف الشعب ان من يقف خلف مايحدث له من ازمات هي من تخطيط عناصر الاسلاميين بغرض الانتقام منهم بسبب خروجهم ضدهم في ثورة ديسمبر لن يكون في صالهم فحينها سوف يتوحد الشارع من جديد عليهم في ثورة جديدة لابوصلة لها
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة