يرى البعض أن حبّ البرهان للتفرد بالحكم تجلى في أكثر من مشهد ولعل من أبرزها الانقلاب العسكري الذي قام به في 25 أكتوبر 2021، وذلك بحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل رئيس الوزراء آنذاك عبد الله حمدوك، حيث بين لكل من تسول له نفسه بتقاسم السلطة معه أو معارضته بأنه سيلقي نفس المصير، وهو ما حدث أيضا للجنة التمكين الذي جمد الأخير عملها. البرهان الذي تورط اسمه من قبل في قضايا فساد علي غرار تهريب سبائك ذهب تم العثور عليها في أكياس قمح تم إرسالها إلى مصر والتي لمح عليها حميدتي آنذاك وبين موقفه المعارض لهذا الفعل المشين بشكل كبير حيث تكلم عن تفعيل مواقف العدالة لمحاربة الفساد، وهو ما اعتبره البرهان تهديدا مباشرا لشخصه، ليس هذا فحسب فقد بدأ برؤية حميدتي علي أنه منافس له في السلطة وذلك بعد ما تعزز موقفه من خلال الإصلاحات الاقتصادية التي خرجت بها لجنة الطوارئ الاقتصادية والتي كان هو علي رأسها. إضافة إلي ذلك فإن كل السودانيين يعرفون أطماع الإمارات في موانئ السودان، حيث تريد الإمارات الاستيلاء عليهم بتواطؤ من البرهان الذي قام مؤخرا بزيارة لهذه الأخيرة، وعقب هذه الزيارة قام حميدتي هو الآخر بزيارة إلي موانئ السودان ملقيا خطابا هاما دعي فيه إلي عدم خصخصة موانئ البلد وعدم بيعها لأي كان، وهو الأمر الذي لم برق للبرهان وحلفاءه الخليجيين حيث اعتبروه تهديدا لمصالحهم، ولكن من وجهة نظر الشعب السوداني فقد استحسنوا ما قام به حميدتي واعتبروه وطنيا في هذه الخطوة الجريئة التي قام بها. كما قام بعديد من الزيارات لمختلف أنحاء الوطن مخاطبا الطبقة الشبابية عن دورهم في بناء الوطن وتسخير كفاءاتهم في سبيل السودان للاستفادة منها. هؤلاء الشباب، الذين ليس لديهم طريقة أخرى لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم التي يسعون خلفها، وهم الذين لطالما شاركوا ولا زالوا يشاركون في الاحتجاجات بشكل جماعي منددين بحل مشاكلهم والنظر إليها،وهو الأمر الذي قوبل من طرف الحكومة بالتهميش. ولكن حميدتي منغمس بعمق في هذه التفاصيل وداريا بشتى مشاكل الطبقة الشبابية وهو من يقوم بعمل منهجي مع جيل الشباب وهذا يشمل الدعم المادي والمعنوي. إن ما يسعي إليه حميدتي هو الخروج من هذه الأزمة الخانقة بحل ويعمل جاهدا مع جميع الجهات المعنية في سبيل تحقيق هذا، ولكن البرهان لم يرق له ما يفعله حميدتي وسرعان ما سيحاول التخلص منه كما فعل من قبل مع الذين حاولوا معارضته أو من يراهم ندا له.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/23/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة