معظم الحكومات الديمقراطية مبنية على خداع عوام الناس، لان اصوات الناس جُلبت بواسطة الإعلام والدعايات القومية أو الطائفية المدفوعة. الدكتور الشهيد علي شريعتي من كتاب تاريخ الحضارة الأوليغارشية وتحالف النيوليبرال مع الرفاق :- الأوليغارشية هي حكم الأقلية أو ان تسيطر أسرة أو أفراد على مقدرات بلد أو مؤسسة ما. هذا ما حدث في النصف الثاني من الانقاذ، حين تحكم عدد قليل من التجار على صفقات النفط والقمح ، وحينما اعتصم الانقياء الابرياء امام بوابات الجيش لصناعة التغيير جاءت حافلات الماء البارد والمشروبات الامريكية تتسابق لسرقة نضالات الشعب السوداني ومعها جاءت فرية الكفاءات الحزبية المستقلة لرسم وتدبير الخدعة الكبرى. حكومة حمدوك الاولى ( شلة المزرعة) ساهم في تكوينها الأولغارك واختاروا لها مجموعة من الرفاق والناشطين الذين تعرفونهم ويعرفون بعضهم من مرافيد الحزب العجوز ، وتم تعيين الحكومة الاولى بمشورة الاوليغاركي الاكبر في عاصمة شرق افريقية. وساندت حكومة حمدوك الأولى المنظمات التي تهتف يساراً وتمشي يميناً تخصم الاموال خضمة الابل نبتة الربيع، ومنظمات المجتمع المدني كما وصف غوتييه بيرت Gautier Pirotte ما هي الا "ظرف فارغ يُملأ بمعانٍ معينة تبعاً للجهات التي تستخدمه وسياقات استخدامه الاجتماعية والثقافية". وبمسح بسيط يمكن معرفة من هم وراء هذه المنظمات والى أي فكر سياسي ينتمون بداءة، ولكن لايمكن محاسبة هذه المنظمات ولايمكن معرفة مصادر تمويلها ولا أوجه صرفها. ورضخت احزاب قوى الحرية والتغيير للواقع الجديد لوهلة ومن ثم بداءت المناكفات. وكانت اتفاقية جوبا هي الكبري الخديعة الذي قاد قوى الحرية والتغيير الى حكومة حمدوك الثانية. الأوليغارشية وتحالفاتها الاقليمية :- انتهت الفترة الانتقالية الى أسرة واحدة سيطرت حتى على المؤسسة العسكرية، ثلاثة اشخاص تدعهم شركات المديا والاتصالات العالمية المتخصصة وجيش من المستشارين، تحالفت هذه الاسرة مع اجهزة المخابرات الاقليمية والاسرائيلية والعصابات الروسية التي انشاءت مراكز ادارة معلوماتية في قلب الخرطوم. هذه الاسرة ازاحت بعض الأوليغارك التاريخيين ( صلاح قرش وغيرهم ) وسيطرت على المشهد تماماً، والآن تعد هذه الاسرة للسيطرة على الانتخابات القادمة وحكم السودان. ماهو المخرج من المأزق؟ تنويع وزيادة ادوات النضال السلمي، ويمكن لقوى الثورة تكوين البرلمان الإنتقالي بتوافق وطني بين لجان المقاومة وقوى الحرية التغيير، وان يكون مقر هذا البرلمان في مدينة ود مدني المحررة. سيجد هذا البرلمان الشرعية التي يستحقها من الشارع الثوري ومن المجتمع الاقليمي وسيفرض قرارته على المكون العسكري ويعين رئيسًا للوزراء وحكومة محاسبة مراقبة من السلطة التشريعية. لماذا دائماً ننتظر دائماً إرادة الأولغارك والعسكر ولماذا نقبل بالتخطيط الفوقي المشبوه المدعوم من الاقليم والكفيل. * رئيس تحرير صحيفة صحيفه المهاجر عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/14/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة