الإحصائيات الفارغـة التي تغم الصدور ولا تسعـد القلوب !!
الآلاف الآلاف من صادرات البلاد للخارج تدر الملايين والملايين من العملات الصعبة للخزانة العامة في كل عام ،، ورغم ذلك لا تساعد ولا تساهم في إسعاد الإنسان السوداني بأي شكل من الأشكال !!،، والآلاف الآلاف من رؤوس المواشي والأغنام والماعز والإبل تعج بها السهول والمراعي السودانية ،، ورغم ذلك فإن تلك الثروة الحيوانية الضخمة لا تطرب ولا تسعد قلوب الشعب السوداني !! ،، وخيرات تلك اللحوم والألبان محروم منها الشعب السوداني الذي لا يتذوق طعمها طوال السنوات تلو السنوات ،، هي لشعوب الأرض المجاورة وليس للشعب فيها حظ ولا نصيب !!! ،، والآلاف الآلاف من قناطير المنتجات الزراعية المختلفة السنوية الضخمة ،، ورغم ذلك فإن تلك المنتجات الزراعية الضخمة لا تطرب النفوس ولا تسعد القلوب ولا تساهم في إسعاد الشعب السوداني !! ،، وذلك في حال المواسم الزراعية الناجحة أو حال تلك المواسم الكالحة ،، لأن تلك الخيرات والمنتجات الزراعية الوافرة ليس للشعب فيها حظوظ ونصيب !!، والآلاف الآلاف من قناطير منتجات ( الذهب ) التي تنتجها المناجم يومياَ وشهرياَ وسنوياَ ،، ورغم ذلك فإن ريع تلك المنتجات المعدنية لا تساهم إطلاقاَ في إسعاد الشعب السوداني ،، وليس للشعب فيه حظ أو نصيب !!
طوال السنوات تلو السنوات كان ومازال الشعب السوداني يتفاخر بثروات وخيرات بلاده وكان يجتهد لتحقيق المزيد والمزيد من الوفرة في تلك المنتجات والثروات ،، ورغم ذلك فإنه كان يحرم من خيرات ومنتجات بلاده بكيد أهل الاحتكار والأطماع والمهربين والسماسرة ،، وبجشع هؤلاء التجار الحثالة في البلاد !!،، والمضحك في الأمر أن تلك الأبواق الفارغة وتلك الألسن الثرثارة التافهة مازالت تزعج الخلائق في أجهزة الإعلام لبذل المزيد والمزيد من الإنتاج للثروات بأشكالها وألوانها ( الزراعية والحيوانية والمعدنية ) ،، والشعب السوداني في الآونة الأخيرة قد أصبح لا يبالي ولا يهتم كثيراَ بتلك الخزعبلات الفارغة !! وذلك لأنه محروم من نعمة تلك الثروات والخيرات !! ،، ولا يحس َبأنه حياته قد صارت إلى الأفضل في يوم من الأيام !! ،، وهو ذلك الشعب الذي لا يتذوق طعم اللحوم والألبان والفواكه طوال السنوات تلو السنوات !!!!!
واليوم بعد تلك الانتفاضة الأخيرة الجميع يتساءلون في حيرة شديدة عن فوائد تلك الثروات في البلاد !! ، ويسألون : ( هل تلك الوفرة في المنتجات هي فقط من أجل التفاخر والإحصائيات أم هي من أجل تحقيق الرفاهية للشعب السوداني ؟؟؟؟؟؟ ) . فاللعنة ثم اللعنة على تلك الوفرة في المنتجات إذا كانت فقط لمجرد الإحصائيات والتفاخر !! ،، وهي فقط للمحتكرين والجشعين والمهربين وأهل الأطماع في البلاد ،، كل ذلك يحدث في البلاد بينما أن الشعب السوداني يكابد الأزمات ويواجه أبشع ألوان الويلات والمعاناة في الحياة بجانب الغلاء الفاحش والبلاء !!!!!!!
المعروف أن تلك الشعوب في دول العالم لها نصيب مكفول بموجب نصوص القوانين تحدد حصصاَ ونسباَ محسوبة بدقة لاستهلاك الشعوب محلياَ ،، وأن الأولوية لرفاهية تلك الشعوب قبل غيرها من الشعوب !! ،، أما في دولة السودان فلا توجد تلك القوانين الحكومية التي تكفل وتفرض حصصاَ من ثروات البلاد لاستهلاك الشعب السوداني من خيرات بلاده !! ،، فكأن الشعب السوداني لا يستحق أن يمارس الحياة مثله ومثل شعوب الأرض !!!!!!! فاللعنة ثم اللعنة ثم اللعنة على تلك الثروات وعلى تلك الوفرة في المنتجات !!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة