+ فصل السلطات ؟ + قالت الآية 251 في سورة البقرة : ... وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ ... التدافع بين الناس الذي امرت به هذه الآية المُحكمة يعني الفصل بين السلطات الثلاثة التشريعية والقضائية والتنفيذية ، وهكذا فصل هو جوهر الديمقراطية ومبناها ومعناها . + وتحدثنا الآية 32 في سورة النمل ، إن بلقيس ملكة مملكة سبأ قد دعت إلى الفصل بين السلطات الثلاثة وبالتالي إلى الديمقراطية : قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ . + في سنة 11 هجرية ، بعد رحيل المعصوم ، دعا أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبته في يوم سقيفة بني ساعدة بالفصل بين السلطات الثلاثة ، التشريعية والقضائية والتنفيذية ، بأن قال : ايها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني ... كلمة الناس هنا كانت تعني السلطة التشريعية والسلطة القضائية لوجود قضاة عدل بين الناس وقتها . وهو بهذا يجعل السلطة التشريعية ( الناس ) والسلطة القضائية ( قضاة الناس ) مراقبين ومحاسبين لتصرفاته واحكامه وسلوكياته ، فهو كخليفة كان يمثل السلطة التنفيذية . + في عام 1748 نشر المفكر الفرنسي شارل مونتسيكو كتابه : ( روح القوانين ) ... الذي يدعو فيه لاول مرة في التاريخ الاوروبي للفصل بين السلطات الثلاثة ، ورقابة كل سلطة على السلطتين الاخريتين . صورة ادناه لمونتسيكو :
في كتابه روح القوانين شرح مونتسيكو الفرق بين ثلاثة أنواع من أنظمة الحكم: الملكية: يرث الحاكم فيها السلطة. الديكتاتورية: يحكم الحاكم فيها وحده دون حدود قانونية ويثبّت حكمه بواسطة إرهاب المدنيين. الجمهورية: نظام يحكم فيه الشعب أو ممثلوه. يرى مونتسكيو أن نظام الحكم الأمثل هو النظام الجمهوري. وقد دعى على كل نظام حكم أن يصبو إلى ضمان حرية الإنسان ، كما دعت ثورتنا المجيدة ، ومن أجل ذلك يجب الفصل بين السلطات الثلاثة ، والحفاظ على توازن بينها: السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية. + بعد 41 سنة من نشر كتاب مونتسيكو، وفي عام 1789 ، قامت الثورة الفرنسية ، وقبلها الثورة الامريكية في عام 1765 ... مُستندة على افكار مونتسيكو ، وتبعتها عصور الاستنارة وكلها جميعها ومثلها معها ، كان عمود خيمها فكرة مونتسيكو للفصل بين السلطات الثلاثة ... الفكرة التي اتى بها محكم التنزيل في القرن السابع ، وقبل اكثر من الف سنة على ظهور افكار مونتسيكو . + كان شعار ثورة ديسمبر 2018 ( حرية وسلام وعدالة ) في جوهره يدعو للفصل بين السلطات الثلاثة ، اي التحول الديمقراطي الكامل ، الذي ياتي بالسلام الشامل العادل . + في يوم السبت 17 اغسطس 2019 ، اعتمد تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير ، المُمثل الحصري للثوار وللشعب ، بالتحالف مع المكون العسكري ، الوثيقة الدستورية ، التي تضمن شراكة ثنائية تكاملية ، خلال الفترة الانتقالية ، وصولاً إلى الإنتخابات والنظام الديمقراطي الكامل ، حيث الفصل الحقيقي بين السلطات الثلاثة . أمنت الوثيقة الدستورية على إحتكار المكون المدني الذي تمثله حكومة الرئيس حمدوك وحاضنتها السياسية في تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير على السلطة التنفيذية خلال الفترة الانتقالية ، كما أمنت على إستقلال القضاء ، وعلى قيام مجلس تشريعي يمثل السلطة التشريعية ... ليتم الفصل الكامل بين السلطات الثلاثة خلال الفترة الانتقالية ، وتكون كل سلطة مراقبة ومحاسبة للسلطتين الاخريتين . + إحتكر المكون العسكري السلطة التنفيذية وهمش حكومة الرئيس حمدوك ، وتراس اللجنة الاقتصادية ، ومحادثات السلام ، وإستمر في الخرمجة في السياسة الخارجية . كما عرقل المكون العسكري قيام المجلس التشريعي ، وزرع منسوبيه في النظام القضائي، فصارت الدولة عسكرية بنسبة 100%... حدث ذلك قبل تفجير الانقلاب العسكري الضرار في يوم الاثنين 25 اكتوبر 2021 ، والاتفاق السياسي المعطوب في يوم الاحد 21 نوفمبر 2021 ... او كما قال المُناضل كمال كرار ... KK. + وبعد الانقلاب والاتفاق السياسي تمت شرعنة احتكار المكون العسكري للسلطات الثلاثة بشرعية الامر الواقع ، والكلاش الما معاهو نقاش . مثالاً وتدليلاً وليس حصرا لتكويش المكون العسكري على السلطات الثلاثة نشير لواقعة تعيين رئيس القضاء . + في يوم الاربعاء 10 نوفمبر 2021 ، إعترف نائب رئيس القضاء المكلف السيد عبد العزيز فتح الرحمن عابدين بالانقلاب العسكري ، وقبل مُمُتناً بان يقسم أمامه قائد الانقلاب البرهان رئيساً لمجلس السيادة الإنقلابي ، كما أقسم أمامه بقية أعضاء المجلس الغير شرعي المعينين من قبل البرهان بصفته قائداً للانقلاب . الامر الذي يعني أنه أكسب قائد الانقلاب شرعيته القانونية كرئيس لمجلس السيادة الإنقلابي . + في يوم الخميس 25 نوفمبر 2021 ، ارجع الجنرال البرهان الاسانسير للسيد عبد العزيز فتح الرحمن وعينه رئيساً للقضاء ، رغم إنه كوز له ضل . + صارت السلطة القضائية في قبضة الجنرال البرهان . + سوف يعرقل الجنرال البرهان تكوين المجلس التشريعي ، كما فعل في الماضي ، وفي احسن الفروض سوف يكون مجلساً تشريعياً كما كون المجلس السيادي الجديد من ناسه ومنافقيه ونعمنجيته وحارقي البخور له . ويصير الجنرال البرهان بعدها الفرعون الإله الذي لا يريهم إلا ما يرى ، في إستنساخ للنموذج السيساوي . + وفي يوليو 2023 ، يتم عقد إنتخابات مخجوجة تشرف عليها حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس حمدوك ، لتنصيب عبدالفتاح السوداني رئيساً للسودان ،كما تم تنصيب عبدالفتاح المصري رئيساً لمصر في انتخابات 98.5% ؟ + يحدث كل ذلك في إنتهاك لما جاء به محكم التنزيل من وجوب التدافع ، وفي إنتهاك لقانون شارل مونتسيكو ، الذي تعمل به في القرن الحادي والعشرين كل الدول الصاحية . + كل الانتهاكات اعلاه ، وهي للتدليل وليست حصرية ، من تاليف وانتاج وإخراج عبدالفتاح المصري ، وما خفي أعظم ... خصوصاً توريط الجيش السوداني في حرب مع اثيوبيا خدمة للمصالح المائية المصرية . + في زمن الحصاد في كل سنة ، تقوم الشفتة الإثيوبية بالهجوم على المزارعين السودانيين داخل الاراضي السودانية . هذه السنة ، وبتحريض من عبدالفتاح المصري ، إتهم عبدالفتاح السوداني الجيش الاثيوبي ، وليس الشفتة الاثيوبية ، بالهجوم على المزارعين السودانيين . صد الجيش السوداني هجوم الشفتة الاثيوبية ، وزار عبدالفتاح السوداني منطقة الفشقة في يوم الاثنين 29 نوفمبر 2021 ، مؤكداً إن ( الفشقة منطقة سودانية خالصة ولن نفرط في شبر من أراضينا ) . حسبب مخطط عبدالفتاح المصري ، سوف ينفخ عبدالفتاح السوداني في الحدث ، لكي ينسى الشعب السوداني جرائم الجيش السوداني ضد المتظاهرين السلميين ، ويلتفوا حول جيشهم ضد عدو خارجي وهمي ؟ + يضغط عبدالفتاح المصري ليكون عبدالفتاح السوداني سياسياً مثله وليس عسكرياً مهنياً ، ويكون الجيش السوداني جيشاً سياسياً وليس جيشاً عسكرياً مهنياً . وبالتالي يرغمه على تصفير تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير ، وتكوين تحالف الموز والمحاشي واطفال الخلاوي في مكانه ؛ وعلى تصفير الوثيقة الدستورية ، وأحلال إتفاق 21 نوفمبر 2021 مكانها ؛ ومعاملة حكومة الرئيس حمدوك الثالثة كحكومة تصريف اعمال وبس ، تتلقى التعليمات من عبدالفتاح السوداني الذي يشغله عبدالفتاح المصري بالرموت كونترول . + الخيار المتاح حالياً هو الخيار الداخلي المدني السلمي وإستمرار المظاهرات المليونية ، الذي قاد للنصر في ابريل 2019 . الخيار الخارجي مرفوض لانه يقود الى تفكك المجتمع وليس تحرره كما حدث في العراق وليبيا . + ركب عبدالفتاح المصري على ظهر عبدالفتاح السوداني ، بموافقة السوداني لكي يضمن دعم المصري ، ويستمر في السلطة ليتجنب المسآلة في جرائمه في دارفور ، ومجزرة فض الاعتصام ،وإغتيال ست النفور وصاحباتها من الكنداكات وشباب الثورة ، وليضمن إستمرار تدفق 82% من ايرادات الدولة في جيوبه وجيوب عساكره الاخونجية المقدودة .
+ في يوم الاحد 28 نوفمبر 2021 ، إختزل المناضل خالد سلك الموقف العجاجي الحالي ، مصرحاً : نصر شعبنا صبر ساعة وهو قريب ... صدق المناضل خالد سلك . الم تبشرنا الاية 110 في سورة يوسف : ... حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ... نواصل ...
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/29/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة