|
Re: العسكر والنابحون خلف انقلابهم : متى تفهم� (Re: Hassan Farah)
|
اخر السنوات ربما الخمس او ستة سنوات الاخيرة من حكم البشير عمليا لم يكن هناك دور لحزب المؤتمر الوطني ,, الحزب كان قد اصابه الانقسام والتفتت والضعف ويقوده بعض الانتهازية ضعيفي القدرة والتنظيم . البشير كان يقود الدولة عن طريق مجموعة محددة من اصحاب الحظوة وخارج الاطار الحزبي مع التركيز على الجانب الامني .. اى ان الدولة فعليا كانت تدار عن طريق المؤسسات العسكرية والامنية باوامر من المجموعة المحددة وتقلص دور الحزب ولم يتبقى منه الا الاسم وبعض الافراد الحريصون على مواقعهم او مصالحهم . لذلك حتى عند قيام الثورة نلاحظ ان الحزب لم يكن له اى وجود على الارض عكس المرات السابقة حتى ان اعضاءه كانوا فى حيرة من امرهم ولم يقوموا باى مجهود فى مقاومة الثورة بينما تصدر المشهد العام فى مواجهة الثورة الالة الامنية فقط . وهذا الامر ليس بغريب او بجديد .. الكيزان ارتكبوا نفس اخطاء من سبقوهم مثل النميرى فى السودان او مبارك فى مصر ,, محاولة ان تجعل من الحزب وطنا يبتلع كل شئ حول المؤتمر الوطنى من حزب عقدى ملتزم ومنظم الى وعاء يجمع كل الارزقية والمتسلقين والفاسدين ومع مرور الوقت هؤلاء ابتلعوا الحزب على حساب المنظمين لذلك كما فى كل الامثلة السابقة سقوط رأس النظام يعني سقوط الحزب لانه لا شئ يجمعهم غير السلطة ممثلة فى راس النظام .. البشير حاول تدارك هذا الامر فى سنواته الاخيرة وصب كل تركيزه على الجانب الامني ..بمعنى ابسط حول البشير المؤسسات العسكرية والامنية الى حزبه الجديد بدلا عن المؤتمر الوطني . لذلك من الصعب او النادر جدا ان تجد قيادة عسكرية او امنية فى موقع حساس الا ويدين بالولاء للبشير او اكثر منه ولاء للنظام . الحالات النادرة من غير الموالين تمت دراستهم ايضا من حيث الطبيعة والشخصية اما ان يكون ضعيف الشخصية ومطيع واغلبهم مصاب بالبله والدروشة لا يشكل اى خطر وينفذ مخططاتهم او شخصية انتهازية غارقة فى الفساد والمصلحة .. الخطر من وجود هؤلاء على مستوى السلطة وادارة الدولة ليس على الثورة فالثورة امرها هين الخطر الحقيقي على الدولة ان يكون هناك وطن فى المستقبل او لايكون . من هم على مستوى القيادة فى المؤسسات العسكرية والامنية يصلون الى درجة انهم لا يفهمون اصلا معنى وطن اضافة الى طبيعتهم الانتهازية التى لن تتورع فى فعل اى شئ قد يقود الوطن الى نهاية كارثية . لذلك يجب ان نفهم ان صراعنا الان ليس الحفاظ على ثورة فالثورة متقدة ومشتعلة فى النفوس ولن تنطفئ رغم كل ما وجهناه من اجرام وبشاعة صراعنا الحقيقي الان ان يكون هناك وطن مستقبلا . ويجب ان نفهم ان صراعنا الان ليس مع كيزان الحزب او الشارع او مواقع التواصل فهؤلاء لم يتبقى منهم الا شرذمة قليلة واصطفافهم مع المكون العسكري ليس الا محاولة لشفاء غليلهم من ثورة رمت بهم فى مزبلة التاريخ صراعنا الان مع المؤسسات العسكرية والامنية وضرورة استرداد هذه المؤسسات ان اردنا وطن مستقبلا . خطابنا يجب ان يكون واضحا انه ضد المؤسسات العسكرية وليس جسم هلامي لم يبقى منه شئ اسمه الكيزان . هشام عباس
| |

|
|
|
|